بصم الكوكب المراكشي على نتائج متباينة خلال بطولة الموسم الجاري، فقد عانى عقما هجوميا وإختلالا دفاعيا لتكون الحصيلة من النقاط غير مطمئنة لأنصار فارس النخيلباحتلاله مراتب متأخرة، الذين خاصموا المدرجات حتى بدا أن الكوكب بالرغم من أن النتيجة التي حققها الفريق في الدورة 15 بفوزه أمام الوداد المتزعم للبطولة الإحترافية..
وأنهى الكوكب المراكشي الشطر الأول الشاق والماراطوني من البطولة الاحترافية في المركز 14 برصيد 15 نقطة وهي مرتبة تجعله هدفا لتيارات النزول للدرجة الموالية.
مربوح أخلف وعده
قال محسن مربوح رئيس الكوكب المراكشي أن مكتبه المسير أعد خطة لمواجهة المديونية التي ناهزت مليار و384 مليون سنتيم، وأبدى ثقته الكاملة في الإستراتيجية التي سيتم وضعها للتخلص تدريجيا من الديون المتراكمة بيد أن الاستراتيجية الموعود بها لم تتجاوز حاجيات ممثل المدينة الحمراء دون القيام بشراكات مع المؤسسات العمومية وشبه العمومية والخاصة عدا «بريد المغرب».
وقال مربوح أن الكوكب لن يقوم بأي إنتداب خلال فترة الإنتقالات الشتوية لتعارض ذلك مع الإجراءات المتخذة من طرف الجامعة ولوجود الكوكب في ضائقة مالية، بيد أن الفريق المراكشي يسعى لإستخلاص رخصة إستثنائية من الجامعة الملكية المغربية تجيز له القيام بإنتدابات محدودة العدد، كما أن إدارة فارس النخيل ستجالس أحمد البهجة ويوسف مريانة لرسم برنامج العمل وطرح جميع الخيارات المطروحة أمام الكوكب المراكشي في أفق التوافق حول الطريقة لإنقاذ الفريق من مصائد مرحلة الإياب الصعب.
وبخصوص الإنتدابات يمكن للكوكب المراكشي القيام بإنتدابات محددة في أقل من خمس مراكز وفق ترخيص إستثنائي ينتظر أن تمنحه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لفارس النخيل، بسبب ديون بعض اللاعبين والأطر التقنية العالقة والمستحقة على الكوكب المراكشي بعد حكم لجنة النزاعات التابعة للجامعة جعلت الفريق مهددا بعدم القيام بأي تعاقدات خلال الميركاطو الشتوي .
هؤلاء غادروا الكوكب
مع نهاية المرحلة الأولى من بطولة الموسم الجاري التي قادها المدربان حسن بنعبيشة وفؤاد الصحابي، يسارع مسؤولو الكوكب لخفض كتلة الأجور خاصة وأن الفريق يعيش ضائقة مالية فاقت مليار و300 مليون من السنتيمات، توصلت «المنتخب» بأسماء بعض اللاعبين الذين سيغادرون الكوكب المراكشي بنظام الإعارة لفرق أخرى لفسح المجال للاعبين الجدد لتقديم الإضافة التي يراهن عليها مسؤولو الكوكب وطاقمه التقني خلال المرحلة الثانية من البطولة الإحترافية للموسم الجاري.
ومن بين المغادرين اللاعبان الماليان عبد الكريم سيديبي ومحمادو إلى جانب كمال البارودي الذي تم جلبه الموسم الماضي من فريق «الطاس» والذي عانى من الإصابة بالرغم من أن المدرب السابق حسن بنعبيشة أشركه كمهاجم في العديد من المباريات، فيما تمت إعارة محمد الإدريسي الذي تم جلبه بداية الموسم الجاري لوداد فاس مع عودة أنس السوداني لفريقه الأصلي الرجاء الرياضي.
ذهاب «دون المتوسط»
دخل الفريق المراكشي غمار منافسات الموسم الكروي الأخير بروح جديدة ورغبة جامحة في محو آثار أدائه الباهت ونتائجه الكارثية في الموسم قبل الماضي الذي كاد خلاله أن يفقد مكانه بقسم الصفوة، خاصة وأن الكوكب خضع لبرنامج إعدادي مكثف ومدروس تحت قيادة مدرب جديد له فلسفته الخاصة في العمل هو حسن بنعبيشة الذي قاد فارس النخيل لأدوار متقدمة من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وعلى الرغم من أن إدارة الكوكب آثرت الحفاظ على الإستقرار البشري والإعتماد على نفس المجموعة المألوفة للفريق بيد أن المدرب بنعبيشة كان له رأي آخر وهي ضرورة تعزيز الفريق بلاعبين جدد بلغ عددهم أزيد من عشرين لاعبا، بعضهم وقّع دون أن يشرك في أية مباراة فكان عبئا على ميزانية النادي كما هو حال الحارس خالد العسكري، والبعض الآخر غادر في صمت من قبيل المهدي الذهبي ونور الدين الكرش الذي فسخ العقد في ظرف أسبوع واحد.
كما غادر بعض من ثوابت الفريق مثل إسماعيل كوشام وعمر المنصوري وشمس الدين الشطيبي، ليتحصل على 5 هزائم الأمر الذي جعل المدرب بنعبيشة يغادر الفريق، لكن الأمر نفسه تكرر مع المدرب الصحابي الذي فسخ العقد بالتراضي ليتولى أحمد البهجة ويوسف مريانة تدريب الكوكب الذي عاني على مستوى خط الدفاع فكانت مرماه هدفا لغارات مهاجمي الخصوم.
أخيرا،الكوكب ينتصر !!
بالعودة إلى حصيلته التقنية في الموسم الأخير، نجد أن فارس النخيل إنهزم في خمس مباريات بيد أنه تذوق في الدورة الأخيرة من المرحلة الأولى للبطولة حلاوة الفوز أمام الوداد المتزعم، في حين عجز الكوكب عن العودة بنقاط الفوز من ميدان خصومه بل أنه إنهزم بقواعده مرتين، ومن ثمة يعد الكوكب المراكشي الوحيد الذي لم يسجل إمتيازا رقميا خارج قواعده، وهي حالة غريبة لم يشهدها الفريق المراكشي حتى في أسوإ مواسمه وأحلك أيامه.
الفقيه يقرأ بميزة حسنة
رغم دوره كلاعب وسط ميدان خلف المهاجمين، وجناح مزور بحسب الدور والوضع الذي أسند إليه، توج محمد الفقيه هدافا للكوكب المراكشي بتوقيعه لسبعة أهداف في «البطولة برو» وإلى جانب تسجيله لعدد كبير من الأهداف الحاسمة لفريقه سواء في المسابقات المحلية أو القارية، يكاد «الزئبقي» الفقيه الذي يتوفر على نزعة هجومية، ويجيد على نحو جيد تنفيذ الضربات الثابتة بطريقته الخاصة، يشكل الإستثناء في منافسات الموسم الجاري التي واظب على حضور جميع جولاتها عدا مباراة فريقه أمام شباب أطلس خنيفرة لأسباب تأديبية، بل ظل سجل إبن الحي المحمدي خال من البطاقات الملونة، هي حالة نادرة في مسار لاعب يشغل مركز حساس في خط الوسط الهجومي.
الدفء يخاصم مدرجات الملعب الكبير
منذ عودته الى قسم الكبار قبل ثلاثة مواسم، وعلى إثر الصراعات القوية بين الجماهير الكوكبية ومسؤولي الفريق والتي كان الجمع العام الأخير شاهدا عليها يرمي بعض المنخرطين بـ«قنبلة دخانية» بخصوص إنخراطهم بالفريق والذي يؤدّى من خرينة النادي منذ أزيد من عقد من الزمن، ليظهر بما لايدع مجالا للشك أن صحوة الضمير بالرغم من أنها جاءت متأخرة إلا أن رمت بحجرة في بركة التسيير الآسنة، لتشرّح واقع فريق مكلوم وضعه مسيرون بين أيديهم كما وضعوا مصائر أنصاره في بين مطرقة حب الفريق وسندان النفور منه.
وعلى الرغم من أن كل الفصائل الكوكبية الداعمة توحدت وتعبأت وراء فريق المدينة الأول، واضعة بذلك حدا لكل الخلافات الهامشية التي لا طائل من ورائها، وبقدر ما إستحسن الكثير من المتتبعين للشأن الكروي المحلي تماسك أنصار الكوكب، بقدرما بدا الإستياء من تأخر عودة الجمهور الدفاعي إلى المدرجات.
ولا خلاف أن غياب الجمهور يقض مضجع مسؤولي الكوكب المراكشي خاصة أمام توسل المسيرين والأطقم التقنية التي تعاقبت على تدريب الفريق، حيث لم تلق هذه النداءات أية استجابة على مستوى المتابعة الجماهيرية لمباريات فارس النخيل التي تظل حتى الآن ضعيفة، فمعظم المباريات السابقة التي خاضها الكوكب بملعب مراكش الجديد دارت أمام مدرجات شبه فارغة إلا من بعض العاشقين المتيمين بحب الكوكب، وهو مشهد مستفز حقا، ولا يشرف فريقا عريقا بحجم الكوكب المراكشي الذي نعلم جيدا أنه يتوفر على قاعدة جماهيرية واسعة ومناصرين كثر في المدينة الحمراء وخارجها. لغاية الأسف أداروا ظهورهم للملعب الكبير وقاطعوا مدرجاته بدون سابق إشعار أو إنذار.
هل كان الصحابي ضحية «للنقابة؟
تعرض فؤاد الصحابي للتشويش وكان ضحية لمقالب عديدة غير أنه صمد الى اخر لحظة وظل محافظا، صامدا في وجه سوء الطالع الذي لازم الكوكب في الدورات الأخيرة من الشطر الأول من البطولة، فبالرغم من أن أعضاء من المكتب المسير للفريق المراكشي ربطوا الإتصال بيوسف مريانة المدرب المساعد إلى جانب عدد من اللاعبين بخصوص طريقة عمل المدرب فؤاد الصحابي لإستجلاء الوضع كاملا لدى المكتب المسير قبل إتخاذ أي قرار، بعد أن كان موضوع إقالة المدرب فؤاد الصحابي من بين النقاط التي تم إدراجها في الإجتماع الذي عقده مسؤولو الكوكب قبيل الجمع العام العادي إذ إستهدفت إستجوابات اللاعبين إقصاء المدرب مجموعة من اللاعبين من المشاركة في المباراة السابقة مثل محمد الفقيه ووسام البركة وعبد الإله عميمي وهو ما يبرره المدرب نفسه بأن له علاقة بإختيارات تقنية لاغير.
هذا هو الأمر الذي أثير على نطاق واسع بين المراكشيين الذين لمسوا في الطريقة التي خسر بها الفريق أمرا غريبا أمام شباب خنيفرة وعادوا لتقييم أداء بعض اللاعبين على وجه الخصوص لتتضح النقابة.
مفاتيح الكوكب من قبيل البركة والفقيه والذهبي لم تحضر في المباراة وهو ما جعل الشكوك تحوم حول إستهتار كان سببا في الهزيمة القاسية التي قد تكلف الفريق ضياع مكانته بالبطولة الإحترافية مما قد يكون له تداعيات على الرياضة بالمدينة التي يعتبر الكوكب قاطرتها الرئيسة.
فهل فعلا كان هناك من سعى خلف الإطاحة بالصحابي ولو كان المقابل سمعة الكوكب المراكشي؟
ذهابه بالأرقام
الكوكب المراكشي
الرتبة : 14
عدد المباريات: 15
عدد النقاط: 15
عدد الإنتصارات: 4
عدد التعادلات: 3
عدد الهزائم: 8
عدد الأهداف المسجلة: 16
عدد الأهداف المسجلة عليه: 24
نسبته العامة من الأهداف: -8
انتصاراته داخل الميدان: 2 من 7 مباريات
تعادلاته داخل الميدان: 2 من 7 مباريات
هزائمه داخل الميدان: 3 من 7 مباريات
انتصاراته خارج الميدان: 2 من 8 مباريات
تعادلاته خارج الميدان: 1 من 8 مباريات
هزائمه خارج الميدان: 5 من 8 مباريات
هدافه خلال مرحلة الذهاب: محمد الفقيه (7 أهداف)
مدربوه خلال مرحلة الذهاب: حسن بنعبيشة ـ فؤاد الصحابي ـ أحمد البهجة
لاعبان حصلا على البطاقة الحمراء: الشخصي ـ العياطي