لم يقدم الديربي رقم 121 بين الرجاء والوداد الذي جرى أمس الأحد بملعب أكادير وانتهى بالتعادل من دون أهداف في الدوري المغربي إلى المستوى المطلوب، وجاء خلافا لتوقعات الجمهور المغربي الذي انتظر مستوى جيدا، خاصة أن كل الظروف كانت مواتية لتقديم طبق كروي.
وحضرت الصرامة التكتيكية طيلة أشواط المباراة، ونهج محمد فاخر مدرب الرجاء وسيباستيان دوسابر مدرب الوداد أسلوبا دفاعيا محضا، حيث كان يخشى كل مدرب الخسارة في هذه المباراة.
وأفرز الحوار التكتيكي بين المدربين صراعا ومعركة في وسط الملعب، فراهن كل طرف على ملأ هذه الجبهة وغلق المساحات على الخصم وكذا المنافذ، وهو ما فسر قلة الفرص في الديربي، ناهيك أن الإيقاع كان منخفضا في أغلب فترات المباراة.
اختار مدربا الرجاء والوداد عدم الدفاع العالي، وأعطى المدربان التعليمات بعدم صعود الظهيرين في أغلب أشواط المباراة، وكانا يميلان أكثر إلى الدفاع ومراقبة رواقهم، فيما راهن الوسط الدفاعي على الحذر.
وركزا على وسط الملعب واعتبرا أن هذه الجبهة هي المفتاح المهم لتسجيل نتيجة إيجابية، لذلك كان من الطبيعي أن يعطيا أهمية كبيرة لهذه الجبهة، وهنا كان الاختلاف بين فاخر الذي اعتمد على لاعبين اثنين سقاءين لهما نزعة دفاعية وهما الراقي ومابيدي، فيما وضع أمامهما اللمطي، بينما آثر دوسابر الاعتماد على 3 لاعبين في الوسط بنفس النزعة الدفاعية، وهم النقاش والسعيدي و بني يدر، لذلك ارتأى المدرب الفرنسي على ملأ هذه الجبهة.
الحلول غابت في الوسط ولم يتوصل المهاجمون بكثير من الكرات الحاسمة، فظل مهاجمو الرجاء والوداد يترقبان، سواء الحافيظي والواصيل وبنحليب من الرجاء أو جيبور وبنشرقي وأونداما من الوداد، ولم تكن أمامهم الكثير من الحلول في ظل الخطة التي لعب بها كل فريق وكذا الحضور الجيد للدفاع، رغم أن الوداد كان بإمكانه حسم المباراة في آخر دقائق المباراة بفرص خطيرة على مرمى الحارس الزنيتي.
الديربي خضع في الأخير للمنطق، في ظل عدم شجاعة المدربين وانفتاح أسلوبهما، فكان من الطبيعي أن يحتمك للغة البياض ويخرج الفريقان حبايب في ديربي للنسيان.