كل موسم تتكرر نفس الصورة بشكل مستنسخ بل وفضيع والموسم الحالي الأمور مرشحة لأن تعلن أرقاما قياسية على مستوى تنقل المدربين وإقالاتهم.
بين الرحيل المفروض بوقع النتائج وذلك الذي يعلنه رؤساء نزولا عن ترجمة نزوة وقوة التملك والتحكم في زمام الأمر المصير واحد.
في المتابعة التالية نعرض لهذه الإشكالية التي تسيء للممارسة وتسيء بشكل أكبر لمسمى الإحتراف الذي تحمله البطولة.
مشهد يتكرر
كل موسم يتكرر المشهد نفسه، يبدأون السباق بنفس الحظوظ وما إن تمر دورة أو دورتين حتى تبدأ سلسلة المدربين تتقطع كما هو حال سباق الهدوء على المضمار.
من يملك طول النفس وأرانب سباق ومن هو محمي بعقد قوي ومن يحظى بتزكية قوية داخل برلمان الفريق وحتى من «الحياحة» هم من يضمنون البقاء لأطول فترة.
ومن لا يقنع أو بالأحرى من يظهر ولو مبكرا مؤشرات على أنه ليس رجل المرحلة يكون مصيره الخروج القسري وعلى السريع وحتى دون أن تكون عجلة البطولة قد دارت دورات تتيح أحطام قيمة واقعية على حقيقة المؤدى والإمكانيات.
لبن بالصيف وذبول بالخريف
بين الصيف والخريف لا توجد مساحة زمنية طويلة ولا كبيرة، ومع ذلك فما يميز الصيف من تعاقدات بلين الفرق والمدربين لا يصمد طويلا، وإن صمد كما هو حال الموسم الحالي فرياح الخريف كفيلة بإسقاطه وكفيلة بإذباله.
الأيام ووقائع الدورات سرعان ما تفضح حقيقة النفاق الذي تظهره صور التوقيع بالصيف والإبتسامة العريضة للمدرب والرئيس كما كان حال الطوسي مع حسبان، إذ عمد الأخير فور تعيينه، لمد وتوسيع صلاحيات الطوسي وبعقد من 4 مواسم، إلا أنه بعد أسبوعين عاد ليقيله وينتهي الود بخلاف كبير ومنع الطوسي من حضور تداريب الفريق والكشف عن كثير من الحقائق التي كانت ابتسامة الصيف قد غطت عليها.
الأمر حدث مع طوشاك والذي قدمه الناصيري بالصيف عرابا لمستقبل الوداد وما هي سوى أسابيع حتى جعله يغار ببلاغ أكد فيه رئيس الوداد أنه أخطأ لما وثق بالويلزي.
ضحايا نتائج ونزوات الرئيس
في مشهد الطلاق بين الأندية والمدربين بالمغرب لا يمكن أن نخرج عن أحد الأمرين، إما أن النتائج هي من تحكمت في هذه النهاية الدرامتيكية وبالتالي يذهب المدربون ضحايا على السريع لسوء النتائج أو الإخفاق في تظاهرة أو مسابقة ما كمسابقة كأس العرش مثلا أو مسابقة قارية كما حدث مع طوشاك، أو أن يروح المدرب ضحية لنزوة عابرة من رئيس نادي وهو ما حدث مع محم بوطهير وتم تعويضه بسمير يعيش دون أن يخسر بوطهير أي مباراة بل أن قرار عزله من منصبه جاء بعد تعادل بطولي أمام الرجاء المنطلق بقوة.
وبين تحكم النتائج التي تصبح سيفا مسلطا على رقاب المدربين وما يدور في مخيلة الرئيس من أفكار، تكون النهاية واحدة و المصير واحد.
التراضي مطلوب للشهادة
أمر مضحك ولازمة صارت تتكرر سنويا تلك التي تعلن انفصال الفريق الفلاني عن المدرب العلاني تحت مسمى التراضي أي دون مشاكل.
التراصي أعلن حتى على مستوى فسخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقدها مع الزاكي رغم أن الجميع وقف على حجم الخلاف وما استغرقه الأمر من مفاوضات عسيرة ناقضت في الجملة والتفصيل حكاية التراضي المعلنة بالواجهة إعلاميا.
هذا التراضي يحضر في كل صيغ الطلاق إلا في حالات ناذرة يستحيل معها إحضار هذا التراضي ليفصل في الأمر، كحالة الطوسي مع الرجاء مقلا والتي ميزتها إقالة مهينة ترتب عنها مع المدرب وطاقمه من الدخول للتداريب.
التراضي يحضر بعد أن يعلن الرئيس تنحية المدرب وحضوره يكون لتليين الخواطر بعد أن يجبر السيد التراضي السيد المدرب على الرضا بمكافأة مالية ليوقع على طلاقه بالخلع.
متى يرحل المسير؟
في البطولة الإحترافية جربنا كل الوصفات، تم تغيير القانون الخاص باللاعبين الأجانب والمدربين واللاعبين وتمت إقالة عدد هائل من المدربين وراح أطر ضحية لنتائج يطلبها السيد المسؤول على السريع إلى غيرها من الأمور الموازية.
تم تجريب كل الوصفات ولم يتم تجريب وصفة أن مسؤولا أو رئيس أعلن تنحيه بجرأة واعتراف بالخطأ وكونه أصلا هو المعني بأي نوع من الأخطاء حتى تلك التي يكون هو من تسبب مثلا في ضم لاعب أو مدرب فشل معه.
هذا الأمر يبجو مستحيلا وغير وارد على الأقل الآن في وقت يعلن المسيرون تحويل الفرق لمحافظات ودكاكين تابعة لهم يتم تحفيظها باسمهم ورحيلهم تتحكم فيه تفاصيل غير الرغبة في الرحيل الإرادي، لذلك إن كانت من مقاربة تشاركية كما تروج لها الجامعة فهي التشارك على مستوى تحمل الأخطاء بمنتهى الصراحة و الجرأة.