انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية قد يؤثر على ملف البلاد لاستضافة أولمبياد 2024 وكذلك مخطط التنظيم المشترك لكأس العالم 2026 لكرة القدم.
نجاح الملفين على الأرجح سيعتمد على طريقة قيادة ترامب للعلاقات الثنائية بين بلاده والدول الأخرى والقضايا مثل الهجرة، حيث يرى مراقبون أن انتخابه قد يضر بملف لوس أنجليس لاستضافة اولمبياد 2024 بينما قد يصب في صالح ملف باريس لاستضافة الحدث ذاته.
أمريكا هي أكثر الدول المستضيفة للأولمبياد بواقع أربع دورات صيفية وأربع دورات شتوية، لكن اللجنة الأولمبية الدولية لا تتردد في احباط مخطط أمريكا.
رغم وجود الرئيس الأمريكي باراك اوباما على رأس وفد بلاده خلال اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية لاستضافة أولمبياد 2016 ، فإن شيكاغو خسرت ملف الاستضافة حيث خرجت من الجولة الأولى للتصويت في 2009، بعد أربعة أعوام من وصول نيويورك إلى الجولة الثانية للتصويت على استضافة أولمبياد .2012
أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية ينتمون إلى جميع دول العالم، ولديهم خلفيات دينية وثقافية متعددة، والدستور الأولمبي يقول أن الحركة الأولمبية "تساهم في بناء السلام وعالم أفضل عبر تعليم الشباب من خلال ممارسة الرياضة دون تمييز.
وتسبب ترامب في حالة من النفور لدى كثيرين بعدما كشف عن اعتزامه بناء حائط على الحدود الأمريكية المكسيكية وفرض حظر على هجرة الأشخاص من الدول الاسلامية، وترحيل العديد من المهاجرين غير الشرعيين.
ما سيبقى على أرض الواقع من هذه المخططات سيظهر للعيان عندما يتولى المنصب رسميا في كانون ثان/يناير المقبل.
وظهر ترامب بشكل استرضائي خلال خطابه أمس الأربعاء، إذ قال أنه يعتزم أن يكون رئيسا لكل الأمريكيين "سنتعايش مع جميع الدول التي ترغب في التعايش معنا".
وقد يسير ترامب على نهج اوباما ورؤساء أخرين ويحشد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية لاختيار ملف لوس أنجليس لاستضافة أولمبياد 2024 عندما يتم التصويت على ملف المدن المرشحة لاستضافة الدورة في أيلول/سبتمبر 2017 في ليما، علما بأن لوس أنجليس وباريس والعاصمة المجرية بودابست تتنافس على استضافة هذا الحدث.
وتقدمت اللجنة المسئولة عن ملف لوس أنجليس بالتهنئة إلى ترامب، الذي حمل الشعلة الأولمبية خلال جولة الشعلة الأولمبية قبل أولمبياد أثينا .2004
وقالت اللجنة "نتطلع إلى العمل عن كثب مع الرئيس المنتخب ترامب وإدارته عبر الحكومة الفيدرالية لتوصيل دورة ألعاب جديدة لعصر جديد سيستفيد ويلهم الحركة الأولمبية بأكملها في 2024".
وقال عمدة لوس أنجليس ايريك جارسيتي، المنتمي للحزب الديمقراطي والذي دعم هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية، خلال أولمبياد ريو دي جانيرو 2014 أن السياسة المحتملة لترامب التي تستهدف أن تنغلق أمريكا على نفسها ليست جيدة للسلام العالمي، ليست جيدة للتقدم، ليست جيدة لنا جميعا".
وأضاف "أمريكا في حاجة للارتباط بالعالم وليس أن تنغلق على نفسها، نرى أن الأولمبياد هي الطريقة المثالية لفعل ذلك".
وأشار "لكني أرى أن هذا الملف لا يعتمد على أي انتخابات، هذا الملف يتعلق بالمدينة التي على اتصال وثيق بالأولمبياد وبالطريقة التي تتحول بها الرياضة وتتجاوز السياسة".
وقدم توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية التهنئة إلى ترامب "اتمنى له كل التوفيق خلال ولايته ولكل الشعب الأمريكي والعالم".
الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لم يعلق على نتيجة الانتخابات الأمريكية والتي قد يكون لها أثر على كأس العالم، وكذلك الحال ربما بالنسبة للتحقيقات الأمريكية الجارية بشأن الفساد في كرة القدم.
وتعتبر أمريكا المرشحة الأوفر حظا لاستضافة مونديال 2026، والتي يخطط لها أن تضم بين 40 و48 فريقا ، كما أن هناك مقترحات بشأن تقدم أمريكا بطلب تنظيم مشترك مع كندا وربما مع المكسيك أيضا.
تصريحات ترامب بشأن المكسيكيين والحائط الحدودي الذي اقترح بناءه، قد تأتي بنتائج عكسية، وقد يكون أول اختبار لهذه التصريحات خلال المباراة التي تجمع المنتخبين الأمريكي والمكسيكي غدا الجمعة في كولومبوس ضمن تصفيات مونديال روسيا .2018
