اعلن نادي انتر ميلان الايطالي لكرة القدم اليوم الثلاثاء اقالة مدربه الهولندي فرانك دي بوير مسجلا بالتالي فشلا جديدا للنادي اللومباردي والذي يتضاعف منذ تتويجه بدوري ابطال اوروبا عام 2010.
منذ استلامهم النادي في حزيران/يونيو الماضي، تخلى الملاك الصينيون الجدد عن مدربين. في منتصف غشت الماضي، تعاقدوا مع دي بوير خلفا لروبرتو مانشيني الذي كان في خلاف مع الادارة.
وفي منظور واسع، نلاحظ ان انتر ميلان استخدم ثمانية مدربين (الاسباني رافايل بينيتيز، البرازيلي ليوناردو، جان بييرو غاسبيريني، كلاوديو رانييري، اندريا ستراماتشوني، والتر ماتزاري، مانشيني، دي بوير) منذ عام 2010 والثلاثية التاريخية (البطولة والكأس المحليان وعصبة ابطال اوروبا) بقيادة البرتغالي جوزي مورينيو.
دي بوير الذي ترك اياكس امستردام (2010-2016) في ماي الماضي بعد فشله في التتويج بلقب الدوري في المرحلة الاخيرة، دفع ثمن البداية المخيبة لانتر ميلان في البطولة حيث يحتل المركز الثاني عشر بعد 11 مرحلة، ومسابقة الاورو ليغ حيث يحتل الفريق الايطالي المركز الاخير في المجموعة الحادية عشرة التي تبدو سهلة، خلف سبارتا براغ التشيكي وهابوعيل بئر السبع الاسرائيلي وساوثمبتون، ولكن ايضا نفاذ صبر ادارة ذات افكار محيرة بوضوح.
واوضح انتر ميلان ان ستيفانو فيتشي، مدرب فريق الشباب، سيشرف موقتا على النادي في مباراته ضد ساوثمبتون الانجليزي بعد غد الخميس في مسابقة اوروبا ليغ، ثم مباراة كروتوني المقررة في نهاية الاسبوع في الدوري المحلي.
ويبدو ان الخليفة لن يكون الفرنسي لوران بلان او ليوناردو، لان وسائل الاعلام الرياضية الايطالية تشير الى المرشح الابرز هو ستيفانو بيولي (51 عاما) الذي قاد لاتسيو روما من 2014 حتى اقالته من منصبه الموسم الماضي.
وستكون مهمته ثقيلة جدا لاعادة الامور الى الطريق الصحيح داخل نادي حيث الادارة فوضوية للغاية منذ عدة سنوات.
وكتب دي بوير في رسالة وداعية في حسابه على إينستاغرام: "عذرا لانتهاء الامور هكذا. لتطوير مشروع من هذا القبيل، الامر يحتاج الى مزيد من الوقت".
كان الهولندي يفكر في فرض الاسلوب الهجومي الذي استلهمه من اياكس امستردام والذي قاده الى طريق الانتصارات بعد بضع سنوات مظلمة.
ولكن الانتر الآن عبارة عن آلة كبيرة معطلة، وتائهة بين ملاكه الصينيين، ورئيسه الاندونيسي، وتأثير قادته التاريخيين الإيطاليين ومعاقب من قبل الاتحاد الاوروبي بسبب مخالفة قواعد اللعب المالي النظيف.
والنتيجة هي وجود فجوة كبيرة بين الادارة المسرفة جدا وجهاز فني مطالب بالتعامل مع العقوبات المتعلقة باللعب المالي النظيف.
صرف النادي اموالا كثيرة من اجل التعاقد مع بعض اللاعبين الذين لم يفرضوا بعد انفسهم - 45 مليون يورو لضم البرتغالي جواو ماريو، ونحو 30 مليون اورو للبرازيلي الواعد غابيغول-، ولكن ليس له حق الاستعانة بخدماتهما في يوروبا ليغ، ولا الفرنسي جيوفري كودوغبيا الذي اشتراه ب35 مليون يورو في الموسم الماضي.
وعلى غرار اللاعبين، فبطبيعة الحال يتحمل دي بوير نصيبه من المسؤولية في النتائج الحالية للإنتر، الذي مني باربع هزائم في مبارياته الخمس الاخيرة ولم يحقق سوى فوز مقنع واحد فقط وكان على حساب يوفنتوس.
حقق نتائج كارثية على ارضه امام كالياري وهابوعيل بئر السبع، وتعنته في التعامل مع كوندوغبيا والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش اللذين تمت معاقبتهما بسبب مستوى لعبهما ومواقفهما.
كما ان اختياره الحديث بلغة ايطالية لا يستوعبها جيدا تحول أيضا ضده، فكل خطاباته كانت معاناة حقيقية.
رحيل دي بوير يترك على أي حال ورشة ضخمة حول النادي النيراتزوري. وبالتالي يمكن لبيولي ان ينكب على اصلاحها ولكن فكرة المسؤولين عن النادي ستكون هي عرض المهمة على لاعب الفريق السابق مدرب اتلتيكو مدريد الاسباني حاليا الارجنتيني دييغو سيميوني، من اجل استلام المهمة الموسم المقبل. في الحالة الراهنة للأمور، يتعين عليهم ان يكونوا مقنعين للغاية.