كوماندو «فرانس فيل».. الإكراهات والتحليل

طال الترقب هذه المرة ومعها تأخر الناخب الوطني هيرفي رونار في الإفراج عن اللائحة النهائية لكوماندو موقعة الغابون بفرانس فيل، بعدما أضنته وأرهقت تفكيره الإصابات التي لاحقت عيارات ثابتة ودعامات قوية بمنتخبنا الوطني.
رونار لم يأت بجديد كبير وانتصر لكل الأسماء التقليدية وليحكم منطق الإختيار بالمراهنة على الخبرة والحرس القديم إدراكا منه لصعوبة المهمة وقوة منافس يتقدم بثبات قاريا.
قراءة نقدية بالتحليل في لائحة الأسود، وكيف يتطلع رونار لمبارزة الفهود بمعقلهم حتى وإن غابت نواة رباعية الأضلاع ذات قيمة بالمجموعة.

نواة معطلة
لم يكن يتمنى الناخب الوطني أن يصل لهذه المباراة الحاسمة والمهمة وهو يكره على تحمل فاتورة عيادة ثقيلة يظهر من خلالها العميد بنعطية بكل الثقة والحضور القوي الذي يمثله داخل المجموعة متصدرا لهذه الخانة، كما يأتي بعده نبيل درار الذي نال إشادات قوية ومطلقة من رونار الذي رأى فيه العنصر الأكثر فعالية طيلة الفترة السابقة وهو اللاعب الذي خاض أكبر قدر من المباريات والدقائق تحت قيادته.
ظهير أيمن ومتوسط دفاع أساسيان يغيبان أمر ليس سهلا على الإطلاق وفي خرجة صعبة ومحمولة على مخاطر كبيرة.
وانضاف كل من كريم عوبادي أحد أقطاب ثنائية الإرتكاز رفقة الأحمدي لهذه الغيابات وقبله بالصيف تأكد لرونار أن بوفال المناور وصاحب الحلول والذي كان مراهنا ومعولا عليه لمثل هذه المواعيد لن يكون جاهزا.
هي إذن نواة أصابها عطل الإصابات ما وضع رونار أمام حتمية الإتيان بالحلول الناجعة لتعويضها دون أن تهتز المنظومة ولا يختل توازن الأداء.
حرس قديم يعود
حتى وإن لم يكن كارسيلا وبلهندة من المخضرمين ولم يصلا خانة الثلاثين من العمر، إلا أنهما وبما أمضياه من سنوات حتى وإن تأرجح حضورهما بعرين الأسود محسوبون بكل تأكيد على هذا الحرس الذي تأكدت عودته عبر هذه المباراة.
ولحسن حظ رونار أنه ما اختار كارسيلا وبلهندة كون المجموعة والتشكيلة تعاني إصابات وغيابات مزمنة وإنما لما أظهره اللاعبان من أداء منتظم ومميز بداية الموسم الحالي بالليغا والليغ 1.
ويبرز إسم مبارك بوصوفة متصدرا لقائمة هذا العسس القديم حتى وإن لم يلعب مباريات كثيرة بالجزيرة الإماراتي وحتى أيضا إن كان قد اختار وجهة لم يكن رونار يحبذها ولا هو من المغرمين بها.
مراهنة منه إذن على عاملي الخبرة والتجربة وبإسقاط معطى التنافسية يكون رونار قد توجه رأسا صوب بوصوفة الذي رأى فيه لاعب التوازن والحلقة الفريدة بخط الوسط.
ومثلت عودة شفيق أحد الأخبار السارة لتعويض درار باستحقاق وليس بمبدإ المجاملة كما سجلت عودة العرابي المتوقعة رفقة بوطيب وكلاهما من اللاعبين الذين بدأوا حملة الظهور لما حضر رونار ناخبا وطنيا ويعرف جيدا قدراتهما.
الوسط والهجوم بحلول قوية
لو نحن أعملنا جانب التوجس والقلق وهو أمر طبيعي حين يغيب درار وبنعطية عن المباراة الهامة بفرانس فيل، فإن الوسط والهجوم لا يظهر أنهما متأثران حتى وإن تغيب بوفال وعوبادي كون الحلول متاحة بهذه الجبهة وتتيح أمام الناخب الوطني أكثر من إمكانية للعب بفكر خططي مختلف بين (4ـ3ـ3) أو (4ـ1ـ4ـ1) أو حتى (3ـ5ـ2) التي جربها في ألبانيا وكأنه كان يدرك إمكانية السقوط في ورطة مماثلة.
يحضر الأحمدي الذي لا محيد عن توظيفه سقاء بهذه المباراة الملتهبة التي سيحمى وطيس معركتها بخط الوسط ومعه يحضر أكثر من لاعب لمرافقته (بلهندة أو بناصر وحتى فيصل فجر) على أن سياقات الربط والبناء أكثر من موجودة (بوصوفة وطنان ثم زياش وكارسيلا) وجلهم أصحاب فنيات محترمة بإمكانها تقديم الكثير في نزال من هذا النوع.
ونأتي للهجوم، حيث يحضر للمرة الأول 4 لاعبين بإمكانهم تولي دور رأس الحربة الصريح (العرابي وبوحدوز ثم بوطيب والجديد المتمثل في العليوي).
ولو أن النقاد لا يراهنون على مجازفة هجومية من الأسود إلا أن آليات إرهاب المنافس حاضرة لدى رونار بتواجد من هم مؤهلون لذلك.
الثعلب يريد عبور المطب
بموضوعية وتجرد وقياسا بمعطى قوة المنافس أولا وثانيا للإكراهات المرافقة لإعلان القائمة وثالثا لسياق المنافسة الخاص بكأس العالم والذي سيقلص هوامش الخطأ أمام كل فريق، خاصة حين يلعب بميدانه، ستشكل العودة بنقطة أو أكثر إنجازا طيبا مع مستهل مشوار حامي الوطيس وكل مبارياته معارك ضارية.
الثعلب يريد عبور مطب الفهود وهو من طرق أجراس الإنذار ولفت إليها في آخر مباريات الفريق الوطني سواء الرسمية أو تلك التي حملت الطابع الودي.
ولو نحن استحضرنا الشكل الذي لعب به أمام ألبانيا باستحضار خطة عتيقة تمثلت في (3ـ5ـ2) فإن احتمال العمل والإشتغال بها وارد وكبير كونه قلق من ناحية متوسط الدفاع، إذ أنه لو لعب بثنائية (داكوسطا – سايس) أو ( داكوسطا - عبد الحميد ) وحتى ( داكوسطا واليميق) سيظل متوجسا ولربما عاد لعمق التكتل بالدفع بكل من (سايس وداكوسطا وعبد الحميد دفعة واحدة) وليرمي بشفيق وأمرابط على الأطراف و تحجيم الرواقين واللعب برأسي حربة (العرابي وبوحدوز) وكلاهما بزاد بدني قوي للغاية.
من الآن ولغاية موقعة «فرانس فيل» أكثر ما يتمناه رونار أن يتوقف نزيف الإصابات وأن لا يتلقى المزيد من الأخبار المؤلمة المرتبطة بالغيابات، وقبلها سيعود للتقارير التي حملت إليه من مساعده باتريس بومل الذي تابع الفهود ليوجد الخطة والشاكلة الأكثر ملاءمة لهكذا مباريات وتجاوزها بأخف الأضرار الممكنة