لا تتطابق بداية الرجاء الرائعة بالبطولة الإحترافية والعمل الكبير الذي أنجزه محمد فاخر مع أوضاعه المالية التي لا تسر أحدا وتنذر بإنفجار وشيك.
وعود حسبان الرئيس الذي عوض بودريقة لم تطبق على أرض الواقع، لاعبون بلا منح ولارواتب وطاقم تقني يعيش بدوره نفس المعاناة، وصبر الجميع بدأ ينفذ.
ما يخشاه أنصار الرجاء المراهنون على موسم الريمونطادا، هو أن يحاصر هذا الخصاص رغبة اللاعبين في المواصلة بنفس التوهج وأن تضيع أحلام التتويج بسبب تقشف رئيس حالي وتبذير رئيس سابق، متابعة في واقع الخضراء وأهدافه..

حسبان وحكاية الإفلاس
لم يتأخر سعيد حسبان في إستعراض وتفقع مخيف للرجاء وهو الذي لم يمض على وصوله أكثر من أسبوع واحد، إذ أطلق جرس الإنذار من خلال ندوة صحفية مخيفة سلط من خلالها الضوء على مالية الفريق والوضع المختنق الذي صارت غليه ونسبه لفترة تسيير وتدبير بودريقة.
حسبان لم يقف عند حد الكشف عن الخصاص المالي الرهيب بل تعداه ليعلن أرقام مفزعة ومرعبة وصف من خلالها ناديه بالقريب من حافة الإفلاس وكونه بحاجة لتدخل جهات معنية وقوية كالحكومة والدولة لدعمه ليبقى حيا.
ما أثاره حسبان يومها وردود الفعل التي خلفها جعلت الخوف يدب لقلوب الرجاويين الذين هالهم ما سمعوه وأيقنوا أن فريقهم بصدد خوض موسم صعب وشاق سيستحيل فيه الحلم بإستعادة الدرع الهارب والضائع منهم منذ مواسم خلت.

تسبيقات من الرعاة
لم تستجب الحكومة لنداء حسبان كون الأمر بدا مستحيلا لأنها إن تدخلت لإنقاذ الرجاء فسيكون عليها تكرار الأمر نفسه مع فرق وأندية أخرى معسرة، ولم تحدث المعجزة ولا إستجاب الداعمون والشركات التي قال حسبان أن الرجاء بحاجة إليها وهو ما أنذر بإنفجار وشيك وكبير قد يقضي على الرجاء أو يؤخرها لمواسم طويلة.
وأمام هذه الوضعية الكارثية عاد رئيس النادي ليقترح مقاربة جديدة و مختلفة هذه المرة، مقاربة إختلفت عن طلبه دخول الدولة على الخط وإلتمس هذه المرة من رعاة النادي ومحتضنيه أن يقدموا له تسبيقات مالية تهم جزءا من منح العقود التي وقعوها مع الفريق.
ولم يكن حسبان يدري وهو يستعرض تلك الأرقام الهلامية والفلكية للديون أنه أضر بسمعة وصورة النادي وجعل عددا من رعاته يفرون منه، كونهم لا يرغبون في البقاء على إرتباط بناد أشهر إقترب من إعلان إفلاسه؟

ADVERTISEMENTS

لاعبون يحاصرهم فاخر
بعد الفترة الصعبة والمخاض الكارثي والعسير الذي رافق بداية تحضيرات الرجاء من خلال الصراع المستمر والمثير مع الإطار الطوسي ومساعديه، وما نتج عنه من تأخر على مستوى الإعداد والتمردات الصريحة وغير المسبوقة للاعبين رفضوا الإلتحاق بمعسكر إيفران، جاء التعاقد مع محمد فاخر ليمتص الغضب ويعيد ضبط الأمور.
فاخر أعاد الهدوء والسلم للأجواء والأكثر من هذا أن خرجات حسبان الإعلامية قلت مقارنة مع السابق ولم تعد بالكثافة التي كانت وصار فاخر هو الآمر الناهي، والموضوع أكثر تحت الأضواء وفي الصورة.
بل أن حتى ضجيج اللاعبين وصراخهم ومطالبهم المالية على شاكلة ما كانوا يقومون به على عهد الطوسي ما عاد لها حضور أو تواجد بعد أن طالب فاخر لاعبيه بالتركيز على المستطيل الأخضر والمباريات فقط.

الإنفجار الوشيك 
إنتصاران على التوالي ومعسكران ناجحان بكل المقاييس، خاصة المعسكر الثاني الذي فرضه محمد فاخر بمدينة مراكش مستغلا عدم التزام الفريق بمسابقة كأس العرش، لم يعكسا حقيقة الأجواء و لا ما يدور في كواليس و محيط هذا النادي.
الحقيقة المرة والمؤلمة كون كل النتائج التي تحصل عليها الرجاء لغاية اللحظة هي ثمرة مجهود خرافي لفاخر ولاعبيه ولا دخل لتحفيزات حسبان فيه، طالما أن هذه التحفيزات غائبة وغير موجودة في الأصل.
خلال الفترة التي كان الرجاء يوقع على بداية ناجحة بالبطولة، كان حسبان خارج أرض الوطن بسبب إلتزامات أسرية خالصة، وبعد العودة لم يبرز أي ردة فعل في مكافأة اللاعبين الذين امتصوا غضب الجمهور الذي طالب برحيله بدوري النتيفي،فلا رواتب في الوقت ولا منح تم التوصل بها والإنفجار داخل الرجاء صار وشيكا.

الريمونطادا تتحدى الفقر
في موسم ترى فيه فئة عريضة من أنصار الرجاء على أنه موسم العودة والريمونطادا ومحاكاة الزمن الجميل للخضراء لما كانت تتواعد مع البوديوم، يحضر إكراه المال متقدما على باقي الإكراهات حتى وإن حضر الرجال في الوقت الحاسم وفي الموعد، بل هناك من يرى الرجاء حاليا غير متطابق مع صورته ومع تاريخه فريقا شامخا وعنوانا للسخاء والإستقرار المالي.
من يتحمل مسؤولية كل هذه الأوضاع ويتحمل معها مسؤولية الوقوف بوجه الريمونطادا والعودة القوية هو بدون شك رئيس الرجاء سعيد حسبان، الذي بدا وكأنه باحث عن المنصب أكثر من بحثه عن تقديم سبل الدعم والإنقاذ.
حسبان لم يقدم لغاية اللحظة ما يتطابق مع وعوده يوم عوض بودريقة، معه صار الرجاء أكثر تقشفا ومعه اللاعبون كما أنهوا موسمهم بدأوه من دون رواتب أو منح.