في إحدى أجمل وأقوى وأكثر المباريات القارية إثارة في السنوات الأخيرة عاد الوداد البيضاوي من بعيد وقلب رباعية الذهاب ضد الزمالك بالإسكندرية إلى خماسية مجنونة إيابا، لكن ثنائية غادرة للمصريين بالرباط بخرت الحلم الجميل وحرمت الوداد من التأهل لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية.  
الفرسان الحمر وبتشكيلة هجومية واضحة أظهروا النوايا الثأرية منذ البداية فضغطوا على الزناد مبكرا، وتحركوا يمينا وشمالا لزعزعة يقظة الدفاع المصري الذي بدا مرتبكا وخائفا، وما هي إلا 12 دقيقة حتى أطلق ويليم رأسية كالرصاصة في الشباك مستمثرا عرضية مركزة من الجناح الحداد، هذا الأخير شكل خطورة بالغة بإنسلالاته وتمريراته بل وجاء بالخبر العاجل السار حينما وقع ثاني الأهداف في الدقيقة 18، لترتفع الحناجر وترتفع معها الضغوطات والإثارة في سيناريو تمناه الوداديون، لكن ما لم يتوقعوه هو هجمة مرتدة غادرة من جهة الظهير الأيسر البطئ فهد أكتاو إنتهت بهدف غادر وقاتل للمتربص والمتحرر من أي رقابة باسم الذي أسكن كرة الألم والندم في شباك العروبي (د36)، وبعد دقائق من الإحباط والحسرة إستأنفت العناصر الودادية وبتشجيعات رهيبة من الجماهير إندفاعها الهجومي الخطير، فخلق فابريس وشيكاتارا أكثر من فرصة قبل أن يلذغ القناص ويليم شباك الحارس الشناوي للمرة الثانية في الوقت بدل الضائع بعد مجهود فردي للحداد، موقعا ثالث الأهداف الذي أحيى الآمال في شوط أول ودادي رفيع الجودة هجوميا وبأخطاء مكلفة دفاعيا.
الإيقاع نفسه والإثارة عينها تكررا في الشوط الثاني بمواصلة الوداد البحث عن رفع العداد، وحرك دخول أوناجم الجهة اليمنى التي صارت مصدر الخطورة لتخف الضغوطات عن الحداد في الرواق الأيسر، وظهر السفاح فابريس في ثوب البطل حينما تعملق وسجل الرابع من تسديدة أرضية باغثت الشناوي د57، ليعود بعدها بخمس دقائق ويدون الخماسية الهتشكوكية من ضربة جزاء أعلنها الحكم الكاميروني أليوم إثر لمسة يد للمدافع جابر، وبينما كان الجميع ينتظر الرصاصة السادسة وهدف التأهل الأسطوري للوداد فإذا بالمهاجم أوهاووشي يتلاعب بالدفاع الأحمر ويسقط العروبي بالهدف الثاني د83 الذي ذبح الآمال وأنهى كل شيء، لتأبى المعجزة الحمراء أن تكتمل ويشاء القدر أن يغادر الوداد بألم وحسرة وندم لكن برأس مرفوع.