بمرور ثاني دورات البطولة ومباراتي كأس العرش، حيث سقطت الغزالة وخرجت من منافسة الكأس الفضية، فقد يكون الحكم مسبقا أن نتحدث عن مصير الحسنية ولو أن أنها تعثرت بسبب أدائها الباهت. 
الوقت كافي جدا لمراجعة أمور عديدة والصبر سلاح الطاقم التقني على الصفقات الجديدة والمراهن عليها لتعويض من رحل، فهل الأسباب التالية هي من ساهمت في هذه البداية المتواضعة في مباريات الجيش الملكي واتحاد الزموري للخميسات؟
1ـ الإكتفاء بمعكسر داخلي
على غرار الموسم الماضي لم يفكر كثيرا حسنية أكادير ليخطط لوجهته الخارجية للقيام بمعسكره التحضيري استعدادا للموسم الجديد، فما يتوفر عليه في الخزينة غير كاف لمجاراة كبار البطولة الذين أضحوا الآن يفضلون أوروبا لخوض معسكرات إعدادية.
الحسنية بمدربها عبد الهادي السكتيوي إكتفت بالبقاء بأكادير، حيث عقب عطلة شهر  رمضان عاد اللاعبون للتداريب، وهنا يطرح السؤال إن كان التحضير بالمدينة وعدم التحرك خارجها أمر مفيد للمجموعة أم لا، وهل كان الإعداد في المستوى حتى يمتلك الفريق نفسا طويلا ولا تظهر عليه علامات التعب خلال الشطر الثاني كما جرت العادة.
على العموم فقد تركزت  التداريب على الجانب البدني في عز حر الصيف لتجنب عثرة البداية واللياقة ستظهر إن كانت جيدة أم لا مع مرور الدورات للحكم على المعسكر الداخلي ونسبة نجاحه.
2ـ صفقات مقنعة أم لا؟
من الصعوبة بمكان إطلاق الأحكام من الآن عن حسن اختيار قطع الغيار من فشلها، فما هي إلا أربع مباريات لعبت حتى الآن بين كأس العرش والبطولة الإحترافية، صحيح أن جل اللاعبين غادروا الفريق السوسي عقب انتهاء عقودهم، وهنا نقطة لطالما اشتكى منها الحسنية وهي عدم الحسم مبكرا في مستقبل اللاعبين، حيث تستغل بقية الفرق هذا الأمر للرفع من القيمة المالية وخطفه كما حدث مع العميد السابق حفيظ ليركي. 
رحل الكثيرون وقدم آخرون ومنهم من يكتشف المباريات للمرة الأولى بالبطولة الإحترافية كاللاعبين الغينيين الجديدين والبعض الآخر قادم من قسم الهواة، عروض المنتدبين الجدد ليس كما هو منتظر، وهذا أمر طبيعي ولو أن المهاجم الغيني أكوكو قدم أوراق اعتماده مبكرا ومن أول مباراة أمام الزعيم الجيش الملكي وسيكون له شأن كبير في البطولة. 
ذات الشيء ينطبق على قلب الدفاع بانغالي كايتا في انتظار أسماء كالمترجي، القاسمي، بامالك وجبران، حيث سيصبر عليهم الطاقم التقني لمزيد من الوقت حتى يكتمل الإنسجام، وصورة الفريق ستظهر عقب مرور 10 دورات، فهل سيكون أداء الفريق في تصاعد أم سيكون متذبذبا؟
3ـ أداء باهت في الكأس
لسنوات وعقدة كأس العرش تستمر ولا جديد فيها يذكر، الحسنية خارج المنافسة ومن دور الثمن، حيث فعلها الزموريون بعدما حققوا نتيجة الفوز ذهابا وإيابا على غزالة سوس التي كانت تطمع في الذهاب بعيدا في المنافسة، لكن لا شيء من ذلك حدث.
العرض كان باهتا والمدرب عبد الهادي السكيتوي كان حائرا  لما شاهده على البساط الأخضر من أداء لم يرق له وللمتتبع، الذي تعود أن يستمتع بأداء الفريق الهجومي والذي غاب في المباريات الأخيرة، ربما قد يكون السبب التغييرات الطارئة على التركيبة البشرية.
سبب الإقصاء واضح وضوح الشمس، وهو الأداء الضعيف الذي ظهرت عليه المجموعة في الذهاب في غياب ردة فعل في الإياب، حيث كان اللاعبون غائبون تماما وكأن العقول خارج الميدان، والنتيجة إقصاء من منافسة الكأس الفضية وليتبخر الأمل الوحيد في الوصول للكأس الإفريقية، وزادت هزيمة الغزالة بعاصمة دكالة أمام الدفاع الجديدي بثلاثية نظيفة خلال الدورة الثانية للبطولة الإحترافية من علامة الشك الذي يضرب أطناب الفريق خلال بداية الموسم الجاري، وبالتالي بات الأمر يحتاج إلى وقفة لإعادة التوازن للممثل سوس.
4ـ غياب الأنصار مؤثر
ربما هو المشهد الذي لم نتعود عليه هنا بأكادير، أن تظل المدرجات فارغة في المواسم الأخيرة، الجمهور عزى ذلك إلى أن فريقه يواصل غيابه عن المنافسة موسم بعد آخر، والطاقم التقني وجه رسالة شديدة اللهجة قبل نهاية البطولة وفي بداية هذا الموسم واختصرها في جملة واحدة «الفريق البطل لديه جمهور بطل». 
السكتيوي دعا كل من يطالب باللقب أن يضع يده في «العصيدة» حتى يشارك الفريق فرحته وألمه وليس فقط التعبير عن الآراء بصفحات مواقع التواصل الإجتماعي، فالحسنية وبعد مقاطعة الألترات للمباريات عانت من غياب الجماهير في المدرجات، وهذا لا يعني أن جمهور الحسنية صغير، بل هو كبير لكن المحبين يجدون صعوبة في الوصول للملعب وهذا مشكل لم يحل بعد. 
«الكاف» يا سادة يحتاج لميزانية 3 ملايير سنتيم لوحده، فهل هذا الرقم متوفر لدى الحسنية حتى يحقق حلم أنصاره بخطف مقعد خارجي؟ ربما هذا الموسم الأمر سيكون صعبا جدا، والوقت قد حان لتهتز المدرجات من جديد وليس الإكتفاء فقط بالمواعيد الكبرى. بل في جل المباريات.