هناك مشترك كبير يجمع بين الوداد البيضاوي والزمالك المصري المتباريين في إطار الدور نصف النهائي لعصبة الأبطال الإفريقية، مشترك لا علاقة له لا بالمرجعية ولا بالعراقة ولا بالخزانة التي تزدحم فيها الكؤوس والألقاب ولا بعدد النجوم الكبار الذين تخرجوا من القلعة الحمراء أو القلعة البيضاء، بل إن المشترك هو في صورة هم يحاول كل فريق تصريفه بقدر المستطاع.
الهم هو في الإبتعاد قهرا عن المعقل وخوض المباريات خارج القلاع، فالوداد البيضاوي إسوة بالغريم الرجاء البيضاوي حكم عليهما منذ مدة باللعب خارج الدار البيضاء بحكم إغلاق مركب محمد الخامس للإصلاح، ما حكم على الفرسان الحمر باللعب تارة بالمجمع الأميري مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط أو بملعب العبدي بالجديدة أو حتى بالملعب الكبير لمراكش، تماما كما هو حال الزمالك الذي وجد نفسه صحبة الغريم الأهلي مجبرين على اللعب بعيدا عن استاد القاهرة الشهير الذي ينبض باستمرار بالأبيض والأحمر بسبب الإحتياطات الأمنية المفروضة منذ مدة للحد من تداعيات الشغب الجماهيري المميت.
وبين كثير من الملاعب المجازة أمنيا، إختار الزمالك التحول إلى مدينة الأسكندرية ليلعب مباراته أمام الوداد البيضاوي ببرج العرب تحت طوق أمني كبير، ومن دون أن يتعدى العدد المسموح له بحضور المباراة العشرة ألف متفرج.