حتى وإن كان محمد ربيعي قد حل رابعا في منافسات وزن 69 كلغ لينال بذلك الميدالية البرونزية، الرابعة للملاكمة الوطنية في تاريخ مشاركاتها بالألعاب الأولمبية، وهو الذي كان مرشحا بقوة لينال اللقب الأولمبي ويضيفه للقبه العالمي الذي تحصل عليه في بطولة العالم بالدوحة، إلا أننا لا يمكن إلا أن نهنئ البطل الشاب على أنه رفع التحديات وقاوم الإعصار النفسي الذي كان يحيط به من كل جانب، وهو الذي كان يعرف تمام المعرفة أن المغاربة يضعون فيه كل آمالهم للوصول إلى البوديوم الأولمبي.
وقياسا بما أنجزه محمد ربيعي وهو يخلص الرياضة المغربية من عار الخروج بوفاض خال من دورة ريو دي جانيرو، فإننا يمكن أن نطمئن على الوتيرة التي تشتغل بها الملاكمة المغربية، وعلى المقاربات التي وضعتها لتتطابق كليا مع المستويات العالية، والمؤكد أن نقطة الضوء هاته التي انبعثت من ظلمة حالكة لا بد وأن نحافظ عليها، كيف؟
طبعا بالعمل الإحترافي الذي لا يبقي أي مجال للصدفة، فما اتضح من خلال أداء كل الملاكمين المغاربة الذين دخلوا حلبة التباري أنهم كانوا بأفضل لياقة معنوية وبدنية وتكتيكية أيضا، قد يكون للجامعة دورها في إشاعة هذه الأجواء المشجعة على التباري في المستويات العالية، ولكن لا يجب أن نغفل أبدا النقلة النوعية التي أحدثها التأطير الكوبي للملاكمين المغاربة، وهو ما يفرض الإحتفاظ بذات مسببات هذا النجاح النسبي.