لم نكن ننتظر من دورة ريو دي جانيرو النسخة 31 في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة معجزات وقد قلت في زمن باتت فيه الرياضة تقدم الولاء الكامل للعلم بكامل أضلاعه، لم نكن نبيع أنفسنا الوهم ونقول بأن دورة ريو دي جانيرو ستكون أفضل من سابقتها قبل أربع سنوات، فقد تأكد من خلال الرصد ومن خلال كل المؤشرات العلمية والرياضية على أن حظوظ الرياضيين المغاربة في اعتلاء منصات التتويج ضئيلة ومنعدمة، وإن وجدت فإنها ترتبط برياضيين يعدون على رؤوس الأصابع، نحن من توجهنا إلى البرازيل بوفد قوامه 49 رياضيا يمثلون 13 نوعا رياضيا، وما أكثر ما تباهينا بأن رقم المشاركة ارتفعت وأن عدد الرياضات الوطنية الممثلة في الألعاب الكونية قد زاد قليلا عن السابق.
عندما يتعلق الأمر بالمستويات العالية التي تفرضها الألعاب الأولمبية والبطولات العالمية والتي يجري الترتيب لها والإعداد لها بأشكال وإن تفاوتت بحسب الإمكانات المادية واللوجستيكية، فإنها بالتأكيد أن تتطابق مع ما نضعه نحن كقاعدة للإعداد والتحضير، لقد كانت الآمال كلها معلقة بالطبع على الملاكم العالمي محمد ربيعي، وما كان لهذه الآمال أن توضع على أكتاف هذا الشاب، إلا لأنه خرج علينا بشكل مفاجئ في بطولة العالم بالدوحة قبل سبعة أشهر ليعلن بطلا للعالم، وليكون مرشحا بقوة الإنجاز ليمثل لمنافسات الملاكمة العالمية رقما صعبا، وإلى جانب ربيعي كانت ألعاب القوى المغربية تعلق هي الأخرى كل الآمال على العداء عبد العاطي إكدير ولا أحد غيره، بالنظر إلى أن الرجل تحصل على برونزيتين في الأربع سنوات الأخيرة في مسافة 1500م، برونزية دورة لندن 2012 الأولمبية وبرونزية بطولة العالم للألعاب القوى سنة 2015.