بعد تعثره في الجولة الرابعة من عصبة الأبطال الإفريقية أمام الأهلي المصري يعود الوداد البيضاوي ليستقبل مرة أخرى بمركب الأمير مولاي عبد الله ضيفا آخر من العيار الثقيل، إنه فريق أسيك ميموزا، الضيف الإيفواري وإن كان قد إنهزم أمام الفريق الأحمر بأبيدجان فإنه إستطاع العودة بفوز ثمين من مصر على حساب الأهلي، وكان قريبا من الفوز على زيسكو في الجولة السابقة، أسيك ميموزا يحتل حاليا المرتبة الثالثة مناصفة مع الأهلي بأربع نقط، لكنه لم يفقد بعد حظوظه للتأهل للمربع الذهبي، وبالتالي فإنه سيحضر للمغرب للعب أخر أوراقه، ما سيجعل مهمة الأحمر الودادي غير سهلة أمام خصم ليس لديه ما يخسره، وبالمقابل لاخيار أمام الوداد سوى الفوز في هذه القمة لتعويض الخسارة السابقة أمام الأهلي وتزكية مركزه في صدارة هذه المجموعة، وعدم ترك أي شيء للصدفة.
ويبدو بأن الوداد قد إستعد بشكل جيد لهذه القمة الإفريقية من خلال المشاركة في دوري تبوك، فهل سيكون التتويج بلقب الدوري حافزا للعناصر الودادية لتحقيق الفوز على الأفيال، ورفع رصيدهم لعشر نقط؟

الحسابات تتعقد بهذه المجموعة
الهزيمة الأخيرة للوداد أمام الأهلي المصري أعادت الحماس والتشويق لهذه المجموعة، بعد أن كان الوداد مرشحا بقوة للمرور للمربع الذهبي بدون عناء، لكن خسارته لثلاث نقط ثمينة أعادت الأمل لفريقي الأهلي وأسيك ميموزا، حيث أصبحت حظوظهما قائمة بالرغم من توفرهما على رصيد أربع نقط فقط من أربع مباريات، فهما لا يبتعدان عن الصدارة التي يتواجد بها الوداد وزيسكو يونايتد الزامبي سوى بثلاث نقط، ومن هنا تكمن صعوبة كل المباريات المتبقية، فلا مجال للخطأ بالنسبة للمجموعة الودادية، وأية نتيجة غير الفوز أمام أسيك ميموزا تعني تعقيد مهمة الفريق الأحمر، خاصة أنه سيلعب المباراة الأخيرة بعيدا عن الديار، صحيح أن الوداد تفوق على الفريق الإيفواري بأبيدجان، لكن المباريات تختلف، ونتيجة الذهاب لا تعكس الوجه الحقيقي للفريق الإيفواري بدليل عودته بالفوز من مصر .

دوري تبوك محطة لتصحيح الأخطاء
مباشرة بعد الهزيمة أمام الأهلي إنتقل الفريق الأحمر للديار السعودية للمشاركة في دوري تبوك إلى جوار النصر والإتحاد السعوديين، و الإنتاج الحربي المصري،وقد كان الدوري فرصة مواتية للمدرب طوشاك لتصحيح بعض الأخطاء التي وقف عليها في المباريات السابقة، ومنح الفرصة لبعض الوافدين الجدد من أجل التأقلم والإستئناس مع الأجواء داخل المجموعة، وبالرغم من الطابع الودي لهذا الدوري فقد تميزت المباريات بالقوة والندية وبالقتالية من جانب كل الفرق المشاركة، وشكلت فرصة للطاقم التقني لأخذ صورة واضحة حول مستوى جاهزية فريقه، وخاصة اللاعبين الجدد، وبفضل تتويجه بلقب الدوري فإن العناصر الودادية ستستعيد ثقتها في مؤهلاتهاوستعود لغمار المنافسات الإفريقية أكثر إصرارا وعزيمة على تحقيق نتائج جيدة تمكنها من الذهاب لأبعد نقطة ممكنة، ولم لا الفوز باللقب .

ADVERTISEMENTS

وضعية الفريقين
كما أشرنا لذلك سابقا فإن الوداد لا يملك أي خيار ثاني غير الفوز في هذه القمة الإفريقية، حتى يحافظ على حظوظه قوية للمرور للمربع الذهبي، فالفريق الأحمر بحاجة لثلاث نقط لكي يستمر في صدارة هذه المجموعة، والفوز في مثل هذه المباريات لايتحقق بالتمني وإنما بالعمل وبالتخطيط المحكم ودراسة الخصم من جميع النواحي، وبعد مباراة الذهاب التي جمعت بين الطرفين وباقي المباريات التي خاضها الفريق الإيفواري أمام باقي المنافسين، فإن الإطار الويلزي سيكون قد أخذ صورة واضحة عن الخصم وطريقة لعبه و كذا نقط القوة و الضعف لديه،و من خلال المباريات السابقة تأكد بالملموس عدم توفره على خط هجوم قوي بدليل تسجيله لأربع أهداف فقط بمعدل هدف واحد في كل مباراة، في حين دخلت شباكه ستة أهداف، وهذا عكس الوداد الذي يعاني على مستوى الهجوم بتوقيعه لثلاثة أهداف منذ إنطلاق منافسات المجموعتين، في وقت لم تقبل شباكه سوى هدف وحيد.

الأسيك سيلعب أخر أوراقه
 لم تكن إنطلاقة الفريق الإيفواري جيدة على مستوى عصبة الأبطال هذا الموسم بعد أن تجرع هزيمة أولى داخل قلاعه أمام الوداد ،لكنه عوضها بفوزه خارج قواعده بمصر، إلاأنه مني بهزيمة قوية بميدان زيسكوالزامبي،كما إكتفى بالتعادل مع ذات الفريق بأبيدجان ما جعله يتذيل ترتيب هذه المجموعة، لكن هذه النتائج لا تنقص من قيمة بطل ساحل العاج، فهو يضم بين صفوفه العديد من العناصر المجربة التي بإمكانها إحداث الفارق في أية لحظة، وهذا ما يفرض على العناصر الودادية إحترام الخصم، والتعامل بذكاء مع أطوار المباراة، فالفريق الإيفواري سيحاول تكرار نفس المفاجئة التي خلقها بمصر من خلال إستغلال إندفاع العناصر الودادية بحثا عن الهدف للرد بهجومات مضادة سريعة وإمباغثة،
فالخصم ليس لديه ما يخسره، وسيأتي للرباط ليلعب آخر أوراقه، وهذا يفرض على العناصر الودادية التعامل بذكاء مع المباراة وتفادي قبول أي هدف يمكنه أن يبعثر كل الحسابات.

إستحضار روح المجموعة
قبل الهزيمة الأخيرة أمام الأهلي نجح الوداد في تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية، وهذا لم يتأتى بمحض الصدفة، بل كان وراءه عمل كبير ساهمت فيه كل مكونات الفريق من مكتب مسير عمل جاهدا على توفير كل الإمكانيات المادية والظروف الملائمة،وطاقم تقني وضع بصمته ولمسته الفنية على الفريق، إضافة للاعبين أبانوا عن إنضباط كبير داخل رقعة الميدان، وطبقوا تعليمات المدرب، لكن أمام الأهلي لم يظهر مجموعة من اللاعبين بمستواهم المعهود وبالتالي إختل التوازن داخل المجموعة الودادية، ومن أجل التعويض وتحقيق الفوز على أسيك ميموزا يجب إستحضار روح المجموعة، والظهور بتلك القتالية التي كانت حاضرة أمام مازيمبي وأمام زيسكو يونايتد، وبذلك الحماس والرغبة القوية في الفوز، فإن النتيجة ستكون في صالح الفريق الأحمر، فالمدرب يعطي الخطة، لكن اللاعبين هم الذين يطبقون داخل رقعة الميدان، وعلى عاتقهم مسؤولية الدفاع عن سمعة الكرة المغربية في هذه المسابقة القارية التي نطمح جميعا للتتويج مجددا بلقبها.

ADVERTISEMENTS

مباراة مصيرية، والجمهور في الموعد
بالفعل هي مباراة مصيرية بالنسبة لفريق الوداد، ولا تقبل بأنصاف الحلول، وبالتالي فإن الضغط واجب على الخصم من أجل إرباكه وإرغامه على إرتكاب الأخطاء، وعدم تركه يأخذ الثقة في النفس، لكن الضرورة تفرض كذلك توخي الحذر الدفاعي، وعدم ترك مجال لمهاجمي الخصم للوصول لمرمى الحارس لعروبي،
الفريق الإيفواري معروف بكرته الجميلة وعدم اللجوء للعنف وهذا ما قد يخدم مصالح الفريق الأحمر الذي تمرس أكثر بالكرة الإفريقية هذا الموسم، وبالنظرلأهمية المباراة فلا شك بأن الجمهور الودادي سيكون كعادته في الموعد لمساندة اللاعبين من بداية المباراة لنهايتها، وسنكون جميعا وراء المجموعة الودادية حتى يتحقق الهدف المنشود وهو الفوز والحفاظ على صدارة المجموعة.

البرنامج
عصبة الأبطال الإفريقية
الجولة الخامسة لدور المجموعتين
الأحد 14 غشت 2016
س21: الوداد البيضاوي ـ أسيك ميموزا الإيفواري