برهنت مباراة الثلاثاء بين ريال مدريد وإشبيلية الإسبانيين في كأس السوبر الأوروبي، على نضج الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب الملكي، وذلك عقب فوزه باللقب الثاني له مع الفريق على الرغم من غياب أبرز عناصر الميرينغي عن اللقاء، ليصبح الأول في تاريخ النادي المدريدي الذي يحرز اللقب كلاعب وكمدرب.
وزادت الظروف التي واجهها زيدان خلال أول تحدٍ له في الموسم الجديد، من نضجه كمدرب للميرينغي، عندما وجد نفسه مضطرًا للعب دون أبرز نجومه البرتغالي كريستيانو رونالدو والحارس الكوستاريكي كيلور نافاس بداعي الإصابة والويلزي جاريث بيل العائد مؤخرًا من فترة الراحة.
ولم تدفع جميع هذه المتغيرات زيزو للمخاطرة وقرر أن يضع ثقته في لائحة اللاعبين المتاحين أمامه والذين خاضوا معه فترة الإعداد للموسم الجديد.
ولهذا فضل زيدان عدم مشاركة الألماني طوني كروس وبيل، المنضمين مؤخرًا لتدريبات الفريق، وأبقى كلا من لوكا مودريتش وخاميس رودريغيز وكريم بنزيمة على مقاعد البدلاء.
وعلى الرغم من عدم المجازفة في أي من أوقات المباراة، إلا أن الفريق الملكي ظل متماسكا وقاتل حتى النهاية وعاد بنتيجة المباراة لنقطة الصفر عندما كان الكأس يقترب أكثر من الفريق الأندلسي.
وتمكن الفريق بعد ذلك من قلب الطاولة على لاعبي إشبيلية الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من رفع الكأس، ليتقدم في النتيجة في آخر ومضات اللقاء ويحرز لقبه الثالث في البطولة ويجعل من زيدان الأول في تاريخ الميرينجي الذي يفوز بالكأس كلاعب، في عام 2002 على حساب فينور الهولندي، والآن كمدرب.
وانضم زيدان بهذا اللقب إلى الثنائي فينستي ديل بوسكي والإيطالي كارلو أنشيلوتي، اللذين تمكنا من قيادة الفريق للقبيه السابقين عامي 2002 و2014 على الترتيب، ويصبح الخامس داخل القارة العجوز الذي يفوز به كلاعب ومدرب.
ويأتي كارلو أنشيلوتي على رأس هذه القائمة عندما فاز باللقب كلاعب مع ميلان عامي 1989 و1990، وكمدرب مع نفس الفريق عامي 2003 و2007 مع الريال عام 2014، بالإضافة إلى الأرجنتيني دييغو سيميوني كلاعب مع لاتسيو الإيطالي عام 1999 وكمدرب مع أتلتيكو مدريد الإسباني عام 2012.
كما يبرز اسم بيب غوارديولا، المدرب الحالي لمانشستر سيتي الإنجليزي، عندما فاز باللقب كلاعب مع برشلونة عامي 1992 و1997 وكمدرب مع نفس الفريق عامي 2009 و2011 ومع بايرن ميونيخ الألماني عام 2013، ثم المدرب الحالي للبلاوغرانا، لويس إنريكي، الذي فاز باللقب مع البرسا عام 1997 وكمدرب له العام الماضي.
وباتت أسطورة زيدان تأخذ منعطفا جديدا في تاريخ النادي الملكي، لا سيما مع النجاح الكبير الذي تحقق بالفوز باللقب الحادي عشر في دوري الأبطال والذي غير مساره في أول مواسمه كمدرب عندما حل بديلا لرافائيل بنيتيز في منتصف الموسم المنقضي.
والآن بات على المدرب الفرنسي خوض تحدٍ من نوع جديد عندما يتحمل مسئولية الفريق منذ البداية، وهو ما نجح في فيه خلال أول ظهور أمس حاصدا أول ألقابه في انتظار ما تبقى من اختبارات في البطولات القادمة.