حتى هذا اليوم لم تنسَ جماهير نابولي أغنيتها الشهيرة لدييجو أرماندو مارادونا والتي تقول "أو، مامّا، مامّا، مامّا، هل تعرفين لماذا قلبي يدق؟ لقد رأيت مارادونا، لقد رأيت مارادونا، لقد وقعت في الحب" لقد عادوا ليغنوها بعد آخر مباريات الموسم الماضي مع تغيير الاسم، عندما سجل الأرجنتيني الآخر جونزالو هيجوايين هاتريك في مرمى فروزينوني مُحطمًا رقمًا قياسيًا لم يتمكن حتى مارادونا من تحقيقه بتسجيله 36 هدفًا في موسمٍ واحد.
وعلى ما يبدو فإن هيجوايين على أبواب القيام بشيءٍ آخر لم يقم به مارادونا من قبل وهو الرحيل عن نابولي إلى فريقٍ إيطالي آخر.
الأسطورة الأرجنتينية كان قريبًا من الانضمام لميلان في 1990 بعد الفوز بالاسكوديتو الثاني مع نابولي، مارادونا كان بإمكانه الحصول على 10 بليون ليرة إيطالية في السنة (5.2 مليون يورو) في السان سيرو لكنه قال لسلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا في ذلك الوقت "لا يُمكنني اللعب لفريقٍ إيطالي غير نابولي، لا يُمكنني خيانة آمال جماهير نابولي".
ورغم أن الشائع هو عدم توصل مارادونا إلى اتفاقٍ مالي مع ميلان، فإن هيجوايين توصل إلى اتفاقٍ مع يوفنتوس الذي بقي أن يُنهي الأمور مع نابولي ربما بدفع 94 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي لفسخ العقد أو بالمفاوضات من خلال دفع مبلغ مالي وإدخال بعض اللاعبين بالصفقة مثل سيموني زازا، ستيفانو ستورارو أو روبرتو بيريرا.
في الواقع، ورغم البداية السيئة ليوفنتوس الموسم الماضي إلا أنهم نجحوا في العودة والفوز بلقب الاسكوديتو الخامس على التوالي ومع التوقيع مع هدّاف النسخة الماضية من السيري آ فإن المنافسة على اللقب الموسم المقبل ستنتهي قبل أن تبدأ.
بالطبع، لا توجد ثوابت في كرة القدم لكن عندما يتعلق الأمر بتسجيل الأهداف في السيري آ فإن هيجوايين هو أكثر من يضمن لك ذلك حيث سجل 71 هدفَا خلال 104 مشاركةً له في البطولة الإيطالية أما يوفنتوس فلم يحظَ بهداف للسيري آ منذ أن سجل أليساندرو دل بييرو 21 هدفًا في موسم 2007/08 وعلى الرغم من ذلك فإن طموح يوفنتوس لم يعد مقتصرًا على الفوز بالبطولة المحلية بل امتد للفوز بدوري أبطال أوروبا مع رأس حربة مثل هيجوايين.
وكما أكدت بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016 فإن يوفنتوس يمتلك أحد أقوى خطوط الدفاع في أوروبا بل وحصل على تدعيم مميز بوصول الدولي المغربي المهدي بنعطية من بايرن ميونخ. أما ميراليم بيانيتش فانضم إلى بول بوجبا، كلاوديو ماركيزيو وسامي خضيرة في خط وسط يضمن للمدرب ماسيمليانو أليجري القوة والبراعة.
أما بالنسبة للهجوم، فينتظر باولو ديبالا العمل جنبًا إلى جنب مع مواطنه هيجوايين وهي ثنائية كافية لضرب أي خط دفاع في أوروبا وليس فقط في إيطاليا.
في الواقع، إن نجح يوفنتوس في الحفاظ على بول بوجبا لموسمٍ آخر، فإنهم سيمتلكون 11 لاعبًا قادرًا على هزيمة أي فريق في أوروبا حتى برشلونة وريال مدريد. وإن كانت خسارة جماهير يوفنتوس كبيرة برحيل ألفارو موراتا فإن وصول هيجوايين سيجعل قلوبهم تدق من جديد.
غول