نعرف ما ينتظرنا أمام النجم الساحلي وسنرحل لتونس من أجل الفوز
عندما تأتي لمحاورة لاعب موهوب كأيوب سكومة، قليل الكلام، يبدع في الملاعب بقدميه أكثر من الحديث لوسائل الإعلام، تحس بأنه يحمل في قلبه حبا كبيرا لكرة القدم، لذلك كان من البديهي أن يتألق هذا اللاعب الذي تعرف عليه الجمهور المغربي حين كان لعبا للوداد البيضاوي، قبل أن يعرج على محطات مختلفة كان آخرها الفتح الرباطي الذي وجد فيه مدربه وليد الركراكي العصفور النادر الذي ظل يبحث عنه.
أيوب صبر كثيرا، لكنه نال جزاء التألق رفقة فارس العاصمة الذي صنع رفقته هذا الموسم إليادة التتويج بلقب البطولة الوطنية الذي إنتظره الفتحيون سبعين سنة، في انتظار المزيد من الألقاب التي يطمح «بيكاسو» الفتح للقبض عليها مستقبلا.
- المنتخب: بداية أيوب، مبروك لقب البطولة الوطنية رفقة الفتح الرباطي، هل كنت تنتظر التتويج مع الفريق الذي تفتخر بأنه أعادك للواجهة من جديد؟
سكومة: في الواقع أنه مع توالي النتائج الإيجابية التي حققها الفتح في البطولة الوطنية هذا الموسم الكل أصبح يثق في قدرتنا على تحقيق اللقب، صحيح أننا لم نتمكن من إدراكه بسهولة، لكن عزيمتنا كانت كبيرة لإهداء الفتح أول لقب في تاريخه والذي يستحقه بإمتياز لأن اللاعبين تعذبوا كثيرا من أجل الفوز به، ناهيك عن تضحيات الطاقم التقني بقيادة وليد الركراكي وكذا إدارة الفريق التي ليس لها مثيل بالمغرب التي توفر كل ظروف النجاح.
سعادتي كانت كبيرة عندما حقق الفريق الرباطي اللقب، وأتمنى صادقا أن نواصل تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في مسابقة كأس «الكاف» التي نتطلع لنيل لقبها، فالفريق وبعدما توج بكأس العرش وكذلك البطولة الوطنية يريد تأكيد حضوره القوي مجددا على المستوى القاري، أظن بأن الفتح له كافة الإمكانيات لتحقيق ما يريده، ما دام أن العقلية الإنتصارية ترسخت لدى لاعبي الفريق.
- المنتخب: قبل إلتحاقك بالفتح كنت قد خضت تجربة رفقة إتحاد الخميسات، كيف كان إنتقالك للفريق الرباطي، وكيف تمكنت من الإيمان بقدراتك للعودة للواجهة بعد فترة نسي فيها الجمهور إسم أيوب سكومة؟
سكومة: الفضل يعود لله وللمدرب وليد الركراكي الذي تابعني مع إتحاد الخميسات، حيث مع نهاية الموسم طالب المدرب مجيئي للفتح بعدما راقبني في إحدى المباريات، لم أتردد في اللحاق بالفريق الذي يشهد له بإحترافية مسؤوليه ومساعدتهم للاعبين من أجل تقديم عطاء أفضل.
كنت أعرف أن طريق النجاح ستفتح أمامي رفقة الفريق، لذلك حاولت القبض على الفرصة التي أتيحت لي، ولكي أكون صادقا فالمدرب الركراكي ساعدني كثيرا من أجل تقديم عطاء أفضل، في الوقت الذي رفع معنوياتي منذ إلتحاقي بالفتح، حيث كان يعمل جادا من أجل أن أطور مؤهلاتي وأقدم مباريات في المستوى، لقد أحياني ووجهني بنصائحه الغالية للطريق الصحيح.
- المنتخب: المتابع لمسيرتك يقف عند تغييرك للأجواء بسرعة، فإلى جانب الفتح لعبت مع أربعة فرق، ما الذي كان يجعلك تتنقل كثيرا؟
سكومة: بعد تجربتي رفقة الوداد البيضاوي والتي أفتخر بها كثيرا باعتبار أن المغاربة تعرفوا علي مع الفريق الأحمر، خضت تجربة إحترافية في الكويت رفقة فريق «خيطان» لمدة ستة أشهر وبعدها عدت للمغرب لألتحق بالدفاع الجديدي ومنه جاورت الإتحاد الزموري للخميسات، لأجد نفسي داخل الفتح الرباطي.
شخصيا أنا فخور بهذا المسار الذي تعلمت فيه الكثير خصوصا في الجانب المتعلق بمعنى الصبر، فإذا أراد لاعب كرة قدم بلوغ مراده فيجب عايه أن يظل مؤمنا بالعمل الذي يقوم به بإخلاص.
- المنتخب: من أزهى الفترات التي عشتها في بداية مسيرتك الكروية. حيث كان الكل يتنبأ لك بمستقبل زاهر، لدرجة كانوا يلقبونك بـ «روماريو»، لكن إختفيت عنك الأضواء قبل أن تسلط عليك من جديد حين تألقت مع الفتح، هل أحسست بنوع من الغبن طيلة الفترة الماضية؟
سكومة: مع الوداد كنت صغير السن، لذلك كنت أعيش حلما جميلا بمجرد أني أحمل قميص «وداد الأمة» وألعب أمام جماهير مركب محمد الخامس، صحيح كان يلقبونني بـ «روماريو»، وهذا من شدة حبهم لي ورغبتهم في أن أقدم للفريق كل ما أملك من مؤهلات تقنية والتي كان يتفاعل معها الجمهور كثيرا.
عندما غادرت الوداد أحسست بنوع من الغبن لأني إعتدت على أجواء الفريق الأحمر، خاصة وأني غادرت المغرب في أول تجربة خضتها بالخارج، ومع توالي الأشهر عرفت أنه يجب أن أجتهد كثيرا حتى أتمكن من فرض نفسي في البطولة الوطنية التي قررت الرجوع إليها، لذلك إشتغلت بكل جدية من أجل إستعادة توهجي رفقة الدفاع الجديدي قبل اللحاق بإتحاد الخميسات ومنه للفتح.
- المنتخب: بعد المرود الرائع الذي قدمته رفقة الفتح وحضورك الجيد في وسط الميدان العديد من المدربين تحسروا على عدم جلبك من إتحاد الخميسات لأنك قدمت مع الفتح موسما رائعا بإعتراف العديد من المتتبعين للشأن الكروي المغربي؟
سكومة: من الرائع أن يكون هناك إجماع من الناس على أني قدمت موسما في المستوى مع الفتح، ما يؤكد أنني أسير في الإتجاه الصحيح وهذا بفعل الثقة التي وجدتها داخل الفريق الرباطي كما ذكرت سابقا.
صراحة أنا من طينة اللاعبين الذين يطمحون للإشتغال في أندية مهيكلة كالفتح، أريد العمل دوما في هدوء واطمئنان لتقديم أفضل مردود، والنجاح الذي تحقق خلال الموسم المنتهي مع الفتح مرده بالأساس لتواجد لاعبين في المستوى، حيث ساعدوني كثيرا على تقديم أفضل ما أتوفر عليه من إمكانيات.
- المنتخب: بعد مواجهة أهلي طرابلس الليبي، ستسافرون في الجولة الثانية من دور المجموعتين لمنازلة النجم الساحلي التونسي في كأس الكاف، كيف تترقب سيناريو هذه المباراة؟
سكومة: ستكون مباراة صعبة بكل تأكيد، فبعد خسارة النجم الساحلي بالمغرب أمام الكوكب سيسعى الفريق التونسي جاهدا لتقديم أفضل ما يتوفر عليه أمامنا، إذ سيبحثون عن الإنتصار لإنعاش حظوظهم في التأهل لدور النصف، لكننا لن نتهاون أمامهم وبلوغنا لدور المجموعتين سنؤكد من خلاله قدرتنا للمنافسة على اللقب القاري بعدما دخلناها بقوة من خلال إنتصارنا المستحق على الأهلي الليبي.
لقد وقفنا على طريقة لعب النجم الساحلي، فهو فريق مميز ويتوفر على لاعبين في المستوى ويعتمد على الإندفاع البدني في طريقة لعبه، وأكيد أن المدرب وليد الركراكي الذي نثق فيه كثيرا سيجد التوليفة المناسبة للحد من فاعليته، وأظن أن مواجهة النجم ستختلف كثيرا عن ما تابعناه من مردود الفريق التونسي أمام الكوكب بإعتبار أن لكل مباراة خصائصها، والمطلوب منا هو العودة بنتيجة إيجابية لكي نؤكد صحوتنا وأحقيتنا في نيل البطولة الوطنية التي ستوضع في الميزان عندما نواجه أندية عربية وإفريقية أخرى في القادم من المباريات.
- المنتخب: الفوز على النجم الساحلي سيكون عز الطلب بتونس قبيل مواجهة الكوكب المراكشي في الجولة الثالثة، أليس كذلك؟
سكومة: بطبيعة الحال سنكون مطالبين بتخطي حاجز النجم لضمان ثلاثة نقاط جديدة قبيل مواجهة الكوكب المراكشي في الجولة الثالثة بمراكش، أتمنى صادقا أن يحقق فرسان النخيل نتيجة إيجابية عند ملاقاة أهلي طرابلس في مباراتهم الثانية حتى ترتفع حظوظنا نحن الإثنين للتأهل لدور نصف النهاية.
- المنتخب: الفتح رفقة الركراكي أصبح بعقلية إنتصارية، في منظورك الخاص ما السر وراء الإنتعاشة التي حققها الفريق بغض النظر عن إدارته المهيكلة؟
سكومة: المتتبع لمسيرة الفتح في مختلف المنافسات التي يحضر فيها (البطولة وكأس العرش وكأس الكاف)، سيقف على أن المدرب الركراكي هيأ لاعبين بمستويات جيدة ولا فرق عنده بين لاعب أساسي وآخر إحتياطي، ناهيك عن لعبه على نفسية عناصره وثقته فيها.
الفتح يلعب كثيرا بنظام المداورة، وهناك العديد من اللاعبين الذين لعبوا في ذهاب البطولة كثيرا لكنهم لم يخضوا كثيرا مباريات الإياب، أظن بأن هذا النهج أصبح يعطي أكله كثيرا وسيقود الفريق لتحقيق مجموعة من الإنجازات.
- المنتخب: بعد العروض الجيدة التي قدمها الفتح في بطولة الموسم المنتهي، أصبحت العروض تطرق باب بعض لاعبيه، هل ترى بأن الفريق الرباطي بات أحوج لكافة عناصره مستقبلا مع دخوله غمار كأس الكاف؟
سكومة: من الطبيعي أن تتجه الأنظار للاعبي الفريق بعض الموسم الرائع الذي قدموه في البطولة الوطنية، لكن أظن بأن فريقا محترفا كالفتح لا تتطلع عناصره للمغادرة لأن كل شيء متوفر داخل النادي، وعبر «المنتخب» أوجه شكري لكافة المسؤولين على الرعاية التي يخصونها للاعبين، شأنهم شأن الجمهور الفتحي الذي إحتفل بالفريق في الأونة الأخيرة وهو ما حفز اللاعبين على بذل مجهودات كبيرة في المرحلة المقبلة من أجل الحفاظ على توهج الفريق.
- المنتخب: الفتح سيخوض كأس الصداقة أمام أهلي دبي، ألا ترى بأن هذه المباراة قد تكون بمثابة المرآة التي تعكس صورة اللاعب المغربي الطامح للإحتراف بالخليج؟
سكومة: أظن بأن كأس الصداقة أصبح تقليدا سنويا بين المغرب والإمارات، فبعدما واجه نادي العين الإماراتي الوداد البيضاوي العام الماضي، سيتقابل الفتح الرباطي مع أهلي دبي على ذات الكأس، لكن هذه المرة ستكون المباراة بالإمارات العربية المتحدة، لكن لا أظن بأن الأندية الخليجية التي تتابع اللاعبين المغاربة ستحكم عليهم من خلال مباراة واحدة، هناك خطوات تتم قبل ذلك للقيام بها عندما يتعلق الأمر بالتعاقدات.
- المنتخب: قريبا ستكمل 28 سنة، هل أنت راض على ما قدمته من عطاء خلال مسيرتك الكروية، وما هي الأشياء التي تحلم بها مستقبلا؟
سكومة: شخصيا أنا راض على مسيرتي الكروية، والحمد لله تتويجي مع الفتح بلقب البطولة الوطنية يؤكد مدى النجاح الذي صادفته هذا الموسم والذي أعتبره من أفضل المواسم الناجحة بالنسبة لي في إنتظار تحقيق المزيد من الألقاب، في السن الحالي أحس بنضج كبير وأتمنى أن أفيد به فريقي الفتح الذي وثق مدربه بي وجعلني أشعر بأني قادر على تقديم الأفضل مستقبلا.