تتحول الأنظار ابتداء من اليوم الجمعة نحو الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستستضيف نهائيات كوبا أمريكا 2016، المخلدة هذه السنة للذكرى المئوية للمسابقة، والتي ستعرف غياب العديد من النجوم الذين سرقوا الأضواء بالدوريات الأوروبية خلال هذا الموسم، إما بسبب الإصابة أو بقرار تقني أو شخصي.

وستكون الفرصة مواتية أمام الجماهير الأمريكية لمتابعة أطوار هذه المسابقة، التي زاد عدد المنتخبات المشاركة بها ليصل إلى 16 من بينهم ستة منتخبات من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، والذي كان يشارك بمنتخبين اثنين فقط منذ عام 1993، وللاطلاع عن قرب على مجموعة من مواهب القارة الأمريكية الجنوبية، وفي مقدمتهم نجم برشلونة، وأحسن لاعب في العالم خمس مرات، ليونيل ميسي.

إلا أن دورة هذه السنة، ستشهد غياب العديد من النجوم في مقدمتهم نجم برشلونة نيمار، الذي فضل باتفاق مع الجامعة البرازيلية للعبة خوض غمار الألعاب الأولمبية، التي ستحتضنها ريو دي جانيرو، نظرا لعدم حصول البرازيل على الميدالية الذهبية الأولمبية في تاريخها، شأنه في ذلك شأن الموهبة الأرجنتينية الصاعدة، نجم جوفنتوس باولو ديابالا، الذين أضحى من اللاعبين المطلوبين بقوة بالعديد من الفرق كبرى.

ADVERTISEMENTS

لعنة الإصابات بدورها كان لها نصيب، حيث أبعدت البرازيلي دوغلاس كوسطا، الذي يعتبر ثاني أبرز لاعب برازيلي في أوروبا بعد نيمار، حيث قدم موسما رائعا مع بايرن ميونخ الألماني، قبل أن يتعرض للإصابة، ليفتح غيابه الباب أمام مشاركة المخضرم ريكاردو كاكا، الذي تعرض بدوره لإصابة عضلية.

كما يغيب عن المئوية الأمريكية اللاتينية الدولي البرازيلي دافيد لويز مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي، والذي كان مرشحا لقيادة منتخب البرازيل كعميد للفريق، في غياب نيمار عن المسابقة، إضافة إلى الكوستاريكي كيلور نافاس، حارس ريال مدريد، ثاني ضحايا نهائي دوري أبطال أوروبا بعد زميله، المدافع الإسباني داني كارفخال، الذي خرج مصابا في النهائي ليغيب عن منتخب إسبانيا في نهائيات أمم أوروبا فرنسا 2016.

وأدى الخلاف حول إصابة المدافع الأيسر لريال مدريد، مارسيلو، في فترة سابقة إلى تبادل الاتهامات بين المدرب دونغا والطاقم الطبي للفريق الملكي، مما دفع بالمدرب العنيد إلى إبعاد أفضل ظهير أيسر في أوروبا والعالم عن المنتخب البرازيلي.

هذا، وأسفرت قرعة المونديال اللاتيني عن وقوع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، صاحب الأرض، في أصعب مجموعة على الإطلاق، والتي تضم منتخبات الباراغواي وكوستاريكا وكولومبيا، والتي قدمت مستويات طيبة على مدار السنوات الخمس الماضية سواء بكأس العالم أو بطولة كوبا أمريكا.

كما منحت القرعة فرصة الانتقام للمنتخب الأرجنتيني، الذي خسر نهائي النسخة السابقة (2015) فوق الأراضي التشيلية أمام رفاق أليكسيس سانشيز بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بدون دون أهداف. وسيواجه رفاق ميسي إلى جانب الشيلي كلا من بوليفيا وبنما.

بينما يلعب منتخب الأوروغواي، الذي يأمل في استعادة خدمات نجمه المصاب لويس سواريز، هداف الليغا الإسبانية، الذي تعرض لإصابة عضلية في نهائي كأس الملك أمام إشبيلية، في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من المنتخب المكسيكي، الذي اعتاد على اللعب بالولايات المتحدة ويراهن على مساندة جماهيرية كبيرة، وجمايكا وفنزويلا.

أما المنتخب البرازيلي فسيصطدم بكل من الإكوادور وبيرو وهايتي في المجموعة الثانية، في محاولة لتعويض ما فاته في النسخة الماضية.

وستكون دورة هذه السنة استثنائية بكل المقاييس بالنظر إلى أنها تحتفل بمرور مئة سنة على انطلاق كوبا أمريكا، التي تعد أقدم بطولة قارية في العالم ينظمها اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول)، والتي يعود تاريخ أول دورة لها إلى سنة 1916 ببوينس أيرس.

وستضم هذه البطولة 10 منتخبات من أمريكا الجنوبية و6 منتخبات من الكونكاكاف، بما فيها البلد المنظم والمكسيك. 

ADVERTISEMENTS

وتعد كوبا أمريكا من أهم البطولات التي تخص أمريكا الجنوبية، حيث كانت تنظم بمشاركة 10 منتخبات من المنطقة، وكانت الدعوة في بعض الأحيان توجه إلى منتخبات من باقي القارات، ويتم اعتبارها كضيوف في الدورة.

وستشكل مئوية كوبا أمريكا 2016، التي أعلنت لجنتها المنظمة عن بيع أكثر من مليون تذكرة، موعدا رياضيا استثنائيا بامتياز، سيجلب أنظار عشاق المستديرة عبر العالم، التواقين إلى مثل هذه المناسبات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمونديال لاتيني لكن بنكهة أوروبية.