عندما نتذكر أن المغرب الفاسي حقق ثلاثية تاريخية قبل خمسة مواسم بفوزه بكأس الإتحاد الإفريقي وكأس السوبر الإفريقي وكأس العرش، يصيبنا الدوار والحزن على أن هذا الفريق يوجد اليوم في أسفل ترتيب البطولة الإحترافية ومهدد أكثر من أي وقت مضى بمغادرة البطولة الإحترافية، ولكن عندما نستقرئ حصيلة المغرب الفاسي في آخر ثلاثة مواسم بما فيها هذا الموسم إلا ونتوصل إلى حقيقة أن المغرب الفاسي لا يجني في الواقع إلا ريحا زرعها منذ لحظة التتويج التاريخية، عندما لم يتمكن لغاية الأسف من الإستثمار في عناصر النجاح التي قادته لإنجاز ذلك الموسم التاريخي، فالمغرب الفاسي ضرب الرقم القياسي في التطاحنات وفي المؤامرات وفي نشر الدسائس، وقياسا على ذلك فإن هذه الحروب المعلنة والتي سقطت على إثرها رؤوس وهربت من لهيبها فعاليات كثيرة خاصمت المدينة مع فريقها الأول، وقد لا يكون كارثيا ولا محزنا أن يكون هذا هو المآل، أن يصبح المغرب الفاسي محكوما في آخر ثلاث مواسم بالبحث عن الإنعتاق وتأمين البقاء.
ولضبط المنحنى التنازلي الخطير الذي دخله المغرب الفاسي منذ تتويجه بالثلاثية التاريخية على عهد الرئيس مروان بناني والمدرب رشيد الطوسي، نقدم لكم هذا الكشف بالمواسم الستة الأخيرة..
ــ موسم 2010 ـ 2011
موسم الثلاثية التاريخية التي شهدت فوز المغرب الفاسي بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لأول مرة في تاريخه، وبلقب السوبر الإفريقي وبكأس العرش، خلال هذا الموسم كان المغرب الفاسي واحدا من كبار البطولة، إذ حل وصيفا للبطل الرجاء بحصوله على 53 نقطة من 14 فوزا و11 تعادلا و5 هزائم.
ــ موسم 2011 ـ 2012
المغرب الفاسي ينهي البطولة في المركز السادس بمجموع 41 نقطة جمعها من 10 انتصارات، 11 تعادلا و9 هزائم.
ــ موسم 2012 ـ 2013
المغرب الفاسي ينهي البطولة في المركز الثالث بحصوله على 48 نقطة من 11 انتصارا و15 تعادلا و4 هزائم.
ــ موسم 2013 ـ 2014
المغرب الفاسي يتخلص بأعجوبة من السقوط إلى القسم الوطني الثاني عندما أنهى البطولة في المركز 14 مبتعدا بنقطتين فقط عن جمعية سلا ثاني الهابطين إلى القسم الثاني وجمع وقتها 31 نقطة من 7 انتصارات و10 تعادلات و13 هزيمة.
ــ موسم 2014 ـ 2015
مجددا وجد المغرب الفاسي صعوبة بالغة في الحفاظ على مكانته بين أندية البطولة الإحترافية، إذ لم يتأت له ذلك إلا في الجولتين الأخيرتين لينهي الموسم محتلا المركز العاشر ولكن بفارق أربع نقاط فقط عن شباب أطلس خنيفرة ثاني الهابطين إلى القسم الثاني، وجمع المغرب الفاسي 36 نقطة من 8 انتصارات، 12 تعادلا و10 هزائم.
ــ موسم 2015 ـ 2016
إلى حدود الدورة 27 وقبل نهاية البطولة الإحترافية بثلاث دورات يقف المغرب الفاسي في المركز الأخير مناصفة مع الكوكب المراكشي بمجموع 25 نقطة جمعها من 4 انتصارات، 13 تعادلا و10 هزائم، ويحتاج لضمان البقاء إلى الفوز في آخر مبارياته الثلاث وانتظار تعثر كل من الكوكب المراكشي وأولمبيك خريبكة ومولودية وجدة، ما يضعه بالفعل أمام معادلة معقدة وصعبة يستحيل معها القول أن المغرب الفاسي سينجو هذه المرة من مخالب النزول إلى القسم الوطني الثاني، ليكون القدر قد عاقب وبأعنف صورة فريقا اختلف أهله الاختلاف الذي يفسد للود وللإنتماء كل قضية.