سمعتي أولا حتى لو كلفتني الإعتزال
أنا ضحية وشاية كاذبة تلقاها رونار وكاذب من قال أني دفعت مليارا
بإصرار كبير على تمرير خطابه وما يجول بخاطره وهو يشعر بحرقة الظلم كما سماها، وبجرأة ناذرة وخروج صريح غير اعتيادي للاعب خجول وقليل الكلام وكثير العطاء على الملعب كان البوح التالي:
عصام العدوة أكبر المستبعدين من لائحة هيرفي رونار، إختار «المنتخب» ليدلي بأفكاره، ويرد على ما وصفها بالإدعاءات الباطلة التي نالت من سمعته وأضرت برصيده الإحترافي.
العدوة قال أنه قرر الرد والخروج بهذا الحوار بعدما أحس بقهر الظلم والإساءة له بأباطيل وادعاءات يكشف عنها في الحوار التالي، فقد قال أن هناك من وشى به وشاية كاذبة للناخب الوطني رونار وأكد أنه يعرف من يكون الشخص الذي أطاح به لأسباب فيها تصفية حسابات ولا علاقة لها بالأمور التقنية.
تابعوا حوارا غير تقليدي لمن كان بالأمس القريب عميدا ثانيا للأسود.
- المنتخب: تبدو منفعلا ومتوترا ومصرا هذه المرة على الحديث، ما الذي تود تبليغه؟ وما هي خلفيات تسجيلك الصوتي الذي أطلعتنا عليه وقدمت فيه حقائق تبدو صادمة؟
عصام العدوة: بداية دعوني أتوجه بالتحية لمنبركم المحترم والذي يمثل لنا كمحترفين بالغربة بوابة لنقل مشاعرنا والحديث بمنتهى الصراحة.
ما جعلني أصر على نقل خطابي هذا وبالحدة والإنفعال الذي لمسه الجمهور المغربي، وهو انفعال ليس من طبعي الهادئ ولعل الجميع يشهد بهذا، هو حجم الظلم الذي شعرت به وأنا بالإمارات لما توارد علي من أخبار مزلزلة.
لقد عشت في الأيام القليلة الماضية حالة إحباط شديد، ليس لأني خارج تشكيلة المنتخب الوطني بل لما ورد علي وللأخبار التي بلغتني وكلها إساءة لسمعتي من شخص كنت أحترمه وأحترم مساره الإحترافي، لا لشيء سوى لاستبعادي لأسباب غير تقنية ولا علاقة لها بمعايير الجاهزية أو التنافسية وفيها نوع من تصفية الحسابات كنت أنا ضحيتها الأول.
- المنتخب: تتكلم بثقة وكأنك على علم بتفاصيل أسباب إستبعادك، لماذا لا تعتقد أنك استبعدت لقناعات تقنية خالصة للسيد رونار وأنه لم يقتنع بك؟
عصام العدوة: لا ليس صحيحا، وعندي أكثر من دليل على أن هذا ليس هو السبب والمبرر الصحيح والمعقول لاستبعادي، إحترامي كبير للناخب الوطني السيد رونار، لقد حل مؤخرا لتدريب المنتخب المغربي واحتاج لتقارير تخص كل لاعب وللأسف هناك من حمل له عني تقارير سوداء لا علاقة لها بما هو تقني وفيها الكثير من التحامل والمعلومات المغلوطة والزيف الذي لا أقبل به.
أنتم داخل جريدة «المنتخب» تملكون بيانات ومعطيات كل لاعب لعب مع المنتخب المغربي، أنا أحتفظ بسجلات وأرشيف الجريدة الذي يستحضر عدد الدقائق التي لعبتها والمباريات التي خضتها وحتى انتظامي طيلة آخر 5 سنوات في الحضور مع الأسود.
لو كان تقييم أي لاعب على ضوء هذه المعطيات، لكنت أول لاعب يوجد في اللائحة، لكن للأسف ما حدث كان عكس هذا تماما.
- المنتخب: ألا تعتقد أن خطوة انتقالك للعب بالظفرة الإماراتي عامل من عوامل استبعادك مثلا؟
عصام العدوة: مرة أخرى سأعيد التذكير حتى لا يفهم الجمهور المغربي الذي أبادله التقدير والإحترام على أني بصدد فرض نفسي على المنتخب الوطني، ولو أنني كلما حضرت إلا وتشرفت بحمل قميصه، على العكس من هذا تماما وبكل تواضع أؤكد على أن ما دفعني للإدلاء بموقفي هو الدفاع عن سمعتي وعن رصيدي الدولي والإحترافي.
حين تصل الأمور للنيل من سمعتي، فأنا على استعداد للدفاع عنها لكونها رأسمالي الأول حتى لو كلفني ذلك إعتزال الكرة مبكرا.
كم من لاعب مغربي احترف مؤخرا بالبطولة الإماراتية؟ وهل يعرف من يسيء لهذه البطولات الخليجية حجم تطورها في السنوات الأخيرة؟
حين قررت الإنتقال للإمارات فلكي ألعب بطقس وجو مشابه لما هو موجود ببلدان إفريقية وكي أكون قريبا من المغرب واعتقدت أن تقديمي لتضحيات ترك الصين ستعطي أكلها، لذلك أنا واثق أن هذا ليس هو المبرر لاستبعادي.
- المنتخب: ما سر الثقة التي تجعلك مستميتا في الدفاع عن هذا الطرح، وأنك أبعدت لأسباب لا تتعلق بالمردود؟
عصام العدوة: لأنها الحقيقة، وأنا هنا لتسمية الأشياء بمسمياتها، فمن غير المعقول أن يكون هناك من روج بأني دفعت مليارا أو أكثر أو حتى أقل للناخب الوطني السابق كي ألعب وأضمن حضوري.
هناك من قال هذا، بل وروج لهذا الإدعاء الباطل كي يصل لهدفه بمسحي من خارطة التشكيلة الأخيرة، من روج لهذا أعرفه وسيحين الوقت لأكشفه للمغاربة، وهو يعرف نفسه وكانت لوشايته بالغ الأثر في استبعادي من حسابات الناخب الجديد.
قلت لك أني تربيت في الإحتراف وأقبل بقرارات المدربين، لكن حين يساء لك ولرصيدك يكون لزاما الخروج للرد لأن الصمت علامة من علامات الرضا كما يقولون، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
كاذب ومفتر من روج لهذا و«الله ياخذ الحق»، أنا لم أنشأ وفي فمي ملعقة من ذهب، لقد تربيت فقيرا، كنت أنتظر في فترات ذهاب أشقائي مبكرا لعملهم كي آخذ مكانهم وأكمل ساعات النوم بسريرهم.
لا الناخب الوطني السابق ولا سمعته يسمحان بهذا، لا أملك كنزا ولا حتى أخلاقي تسمح لي بهذا، وحضوري كان بالعرق والأداء والإخلاص والتفاني في الدفاع عن القميص الوطني.
- المنتخب: ما تقوله يبدو خطيرا بعض الشيء، هل تملك أدلة على إدعاءاتك هاته؟
عصام العدوة: هي ليست إدعاءات، هي معطيات لها شهود وأسماء لاعبين يعرفهم الجمهور المغربي ويكن لهم تقديرا كبيرا عاينوها ومستعدون لكشفها، العدوة لم يكن بحاجة لوساطات ولا لعطف مدرب أو غيره ليحضر بالفريق الوطني، لقد حضرت منذ فترة لومير ومع الطوسي وغيرتس وبنعبيشة والزاكي، وكلهم تعاملوا معي باحترام وانتظمت في حضوري بعرقي وإخلاصي وجديتي وليس لكوني أوزع الملايير كما يدعي صاحبنا.
لم تكن لدي علاقة مميزة واستثنائية مع الناخب السابق واحترامي له وحتى تعاملي وتعامله معي لم يكن مختلفا عن تعامل أي ناخب مع بقية اللاعبين.
صاحب الإدعاء بلغ به الأمر أن قال أني كنت أستفيد دون بقية اللاعبين من «سويت» بمقر إقامة الأسود وليس غرفة عادية كباقي اللاعبين، هذا إدعاء باطل وما هو صحيح كوني كنت أنام لوحدي في غرفة منفردة لكوني أخلد للنوم بعد كل حصة تدريبية ولا توجد عندي هوايات أخرى مثل لعب الورق أو غيرها وهذا نظامي في مساري الإحترافي كله، علاقتي بكل لاعبي الفريق الوطني علاقة أخوة ولكم أن تسألوهم ومتمنياتي لهم بخالص التوفيق وهناك من حاول زرع الفتنة ونفث السموم بيننا بهذه الترويجات الباطلة.
- المنتخب: لا يبدو عيبا أن تكون للاعب دولي علاقة مميزة مع ناخب وطني، هناك حالات كثيرة للاعبين مدللين عند مدربين مروا على الأسود، كما هو حال بصير مع هنري ميشيل مثلا؟
عصام العدوة: حتى وإن لم يكن عيبا إلا أنه ليس صحيحا، هناك خطأ في تقييم علاقتي بالسيد الزاكي وأنا هنا لا أتبرأ منه وشرف كبير أن أكون قد تمرنت على يديه، وهو بالنسبة لي مثل الطوسي وغيرتس ومثل لومير وحتى الناخب الجديد السيد رونار.
أتحدى أيا كان أن يثبت أنه كان لي تواصل استثنائي أو خاص مع الزاكي، أو أني كنت أحظى بعطف فريد من طرفه، لم يسبق لي وأن جالسته منفردا ولم يحدث معي هذا الشرف، وما تم ترويجه عن علاقتي به، فيه كذب وكثير من الباطل.
- المنتخب: لماذا تصر على ربط الأمور وفق هذا التسلسل وبهذا الشكل؟
عصام العدوة: لأنها الحقيقة التي أطاحت بي من تشكيلة المنتخب المغربي وليس لأمور تقنية وأنا واثق من هذا تماما كما يثق فيه محللون واكبوا الأمر.
غيرتي على القميص الوطني وحبي لقميص منتخب الأسود هو من دفعني للإدلاء بهذه التصريحات خدمة لمصلحته، لأن الناخب الجديد السيد رونار بحاجة لاستشارات معقولة ونزيهة وتقارير موضوعية تضع كل لاعب في سياق الملعب والأداء وليس لتصفية حسابات وأمور ذاتية من وحي الخيال المريض.
قلت وأكرر على أني لست بصدد فرض نفسي على أحد، لكن ما بلغني خلف بداخلي جرحا غائرا أخرجني عن طوعي وفرض علي الرد وبهذه القوة، وفي هذه الظرفية بالذات.
- المنتخب: هل نفهم من كلامك أن هناك من حاول ضرب الزاكي بالعدوة مثلا؟
عصام العدوة: لا يهمني الأمر، نحن نتحدث عن منتخب وطني بحمولته القوية والرمزية الكبيرة التي يمثلها، هنا سأفتح قوسا لإثارة نقطة مهمة، كوني كنت خارج حسابات الزاكي بعد تعيينه وتذكروا أنه ذات يوم عانى الفريق الوطني من تسونامي إصابات بصفوفه قبل مباراة قطر الودية، فقام باستدعائي لاعبا للطوارئ ومنذ حضوري قدمت أوراق اعتمادي وكان الرد بالملعب بالأداء والتفاني وليس بالقرب منه أو شيء من هذا القبيل.
الجمهور المغربي يعلم كيف بنيت مشواري الإحترافي، أفتخر كوني اللاعب الوحيد الذي غادر البطولة في آخر 10 سنوات وعمري لا يتجاوز 21 سنة للعب ببطولة فرنسية محترفة وبعدها البرتغال والليغا والصين وتوجت ببطولة أوروبية واليوم بالإمارات.
9 سنوات من الصمود والإحتراف جاءت بالإنضباط وهي ثمرة العرق وليس لكوني أدفع الإتاوات ولا لأن مدربي هذه الفرق كانوا يجاملونني.
- المنتخب: هل تشعر على ضوء ما قلته أنك صرت بعيدا عن المنتخب المغربي؟
عصام العدوة: لو حضر نفس المعيار الذاتي وتواصلت نفس الوشايات المسيئة ورمي الناس بالباطل، ممكن أن يحدث هذا، لكني أثق في الناخب الوطني السيد هيرفي رونار وكونه مدرب محترف يقيم الأمور ويزنها بميزان الكفاءة والأداء وليس بأشياء أخرى.
من حقي أن أحلم باللعب لمنتخب بلادي لأن هذا هو حلمي الكبير والدائم والفريق الوطني ملك للجميع بمقياس العرق والجاهزية، ولا يحق لأي كان بحكم منصب أو مسؤولية أو قرب من الناخب الوطني أن يصادر بداخلي هذا الحق وهذا الحلم.
منذ إلتحاقي بالظفرة وأنا ألعب كل المباريات كان أدائي وتنقيطي دائما عاليا، وتفضيلي تم على حساب الدولي الجزائري كارل مجاني المنتقل للعب بليفانطي الإسباني وهذا وحده يكفي دليلا على أهليتي وتنافسيتي.
- المنتخب: ما الذي تريد أن تختتم به هذا البوح الصريح والحزين؟
عصام العدوة: لقد انطلقت في عالم الكرة من فريق كبير وعريق إسمه الوداد أقصد وداد الأمة، وحملت أمانة هذا الفريق على أكتافي وأنا أنطلق في أرض الله الواسعة للإحتراف وتحسين صورة اللاعب المغربي والحمد لله تركت أثارا طيبة في كل محطة مررت منها.
قلت الوداد للتذكير بكوني لم أنطلق نكرة وكنت أصغر مدافع يقحمه ذات يوم روماو بالبطولة، اليوم أنا لاعب دولي وأحس بفخر كبير كوني حملت قميص منتخب بلادي وكان حلمي الكبير والذي عبرت مرارا عن رغبتي في التضحية بكل شيء في سبيله هو أمرين (التأهل للمونديال والتتويج بكأس إفريقيا للأمم) وإهداء هذا اللقب للشعب المغربي ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله..
داخل المنتخب المغربي المفروض أن يشعر كل اللاعبين القادمين من مختلف البطولات أنهم أخوة لا فرق بين هذا وذاك، حين نصل لهذا الأمر سيكون لنا الحق في الحلم بالتتويج القاري.
حظ موفق للأسود بالرأس الأخضر، أملي كبير أن يعبر هذا الجيل للكان وأن يسعد المغاربة، وفي الختام أؤكد أن قوة الجرح الذي آلمني هي ما دفعني لهذا البوح وبمنتهى الصدق والصراحة وشكرا لسعة صدركم.