لا وجود للأنانية وهدفنا مصلحة الفريق
تألق اللاعب الكارتي ضمن صفوف الفريق الأحمر وحظي في كل مناسبة بتنويه خاص من مدربه طوشاك ليستحق بالفعل التواجد ضمن اللائحة الأولية للأسود التي أعلنها الناخب الوطني الجديد هيرفي رونار، وحول هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع مهندس الوسط الودادي أكد من خلاله بأن تدرجه ضمن كل فئات المنتخبات الوطنية يجعله أهلا بولوج المنتخب الأول بالرغم من المنافسة القوية للمحترفين، كما تحدث إبن مدينة الفوسفاط كثيرا عن أهدافه رفقة فريقه هذا الموسم ومسيرته نحو الدفاع عن لقبه، دون إغفال المشاركة في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية التي تبقى في نظره البوابة نحو العودة بقوة للواجهة القارية وإعادة ربط الماضي بالحاضر، وأضاف بأن الفريق الأحمر يتوفر على جيل موهوب من اللاعبين، وترسانة مهمة يقودها مدرب مقتدر يعرف كيف يتعامل مع المباريات، وكان اللقاء فرصة لوليد الكارتي ليوضح الكثير من الأشياء للجماهير الودادية، حيث تحدث بقلب مفتوح وبصراحته المعهودة ضمن هذا الحوار الشيق.
- المنتخب: بداية كيف ترى مسيرة الوداد هذا الموسم خاصة النتائج المحصل عليها في مرحلة الإياب؟
الكارتي: أنهينا مرحلة الذهاب في المركز الأول مناصفة مع الفتح الرباطي، كما توجنا بلقب الخريف بفضل تفوقنا بالنسبة العامة، لكننا لم نكن راضين على بعض النتائج التي حققناها خاصة في الدورات الأخيرة من النصف الأول، حيث ضيعنا بعض النقط التي كانت ستمنحنا الصدارة بفارق مريح عن أقرب المطاردين، وهذا ما دفعنا لدخول مرحلة الإياب برغبة قوية لتدارك ما فات، وجمع أكبر عدد من النقط، وبالفعل حالفنا التوفيق في تحقيق انتصارين وتعادل، وهي انطلاقة مشجعة، لأنها مكنتنا من توسيع الفارق عن أقرب المطاردين.
- المنتخب: وماذا عن الإنتدابات التي أقدم عليها الفريق مؤخرا، وهل قدمت الإضافة المرجوة؟
الكارتي: كلاعبين نتمنى لكل الوافدين الجدد التوفيق، ونحن نرحب بكل من بإمكانه تقديم الإضافة ومساعدة الفريق على تحقيق نتائج أفضل، وأي لاعب حينما يغير الأجواء يحتاج لبعض الوقت من أجل التأقلم والإنسجام داخل المجموعة، وأظن بأن الطاقم التقني وكذا الجمهور من يتواجدون في موقع أفضل للحكم على مردودية كل اللاعبين.
- المنتخب: الجمهور الودادي يلوم بعض اللاعبين الذين يفرطون في اللعب الفردي، ويقولون بأن أنانية البعض تضيع على الفريق الأهداف، هل تشاطرهم الرأي؟
الكارتي: لا أظن ذلك، قد يحتاج اللاعب في بعض الأحيان لإستغلال مؤهلاته الفنية لتجاوز مواقف صعبة وإيجاد حلول وممرات في الدفاع، لكن هذا لا يعني وجود أنانية لدى اللاعبين، ومن خلال معرفتي الجيدة بكل العناصر الحالية للوداد، فإني أؤكد من منبركم بأن هدف الجميع هو المصلحة العامة للفريق، ولا وجود لأي لاعب يسعى لخدمة أهداف شخصية على حساب مصلحة الفريق، وهذه هي نقطة قوة الوداد سواء في الموسم الماضي أو هذا الموسم كذلك، وحتى المدرب طوشاك لن يسمح بتواجد مثل هذه الأشياء داخل فريقه.
- المنتخب: لكن ألا ترى بأن تواجد لاعبين من نفس المستوى قد يخلق بعض المشاكل داخل الفريق؟
الكارتي: لا بالعكس، فهذه نقطة قوة، هناك احترام متبادل ومنافسة شريفة بين كل العناصر، كما أن هناك مدربا كبيرا له شخصية قوية يعرف كيف يتعامل مع مثل هذا الوضع، وله صلاحية منح الرسمية للاعب الأكثر جاهزية والأنسب للمباراة، ولا ننسى بأننا عشنا نفس الظروف في الموسم الماضي ولم تكن هناك مشاكل، فالكل كان يعمل من أجل مصلحة الفريق سواء العناصر الرسمية أو الإحتياطية، وأظن بأن الجمهور راضي على الطريقة التي يتم بها تدبير المباريات، حيث يتم إشراك جميع اللاعبين لتفادي الإرهاق وكذا الإصابات التي يمكن أن تترتب عن ضغط المباريات.
- المنتخب: ماذا تعني لكم هذه الإنطلاقة الجيدة في النصف الثاني من البطولة؟
الكارتي: تعني بأن فريق الوداد في صحة جيدة وأنه لم يفقد أي شيء من مؤهلاته، وبأننا نسير في الإتجاه الصحيح، لقد خضنا مباراة قوية أمام الجيش الملكي تفوقنا فيها بهدفين نظيفين، وفزنا كذلك على أولمبيك خريبكة، ومثل هذه النتائج الإيجابية تشكل حافزا مهما لنا كلاعبين، وهذا يؤكد بأن الإستعدادات التي قمنا بها في المرحلة التي توقفت فها البطولة كانت في المستوى، وإن شاء الله ستعطي مزيد من الثمار في المستقبل القريب، وأظن بأن العناصر الودادية لها من الشخصية ما يمكنها من التعامل مع المباريات بكل الثقة والجدية.
- المنتخب: مع انطلاق مرحلة الإياب لاحظنا استيقاظة بعض الفرق الكبيرة كالرجاء، ألا يخيفكم ذلك؟
الكارتي: نحن على وعي تام بأهمية المرحلة المقبلة وكذا صعوبتها، فكل الأندية استعدت بما فيه الكفاية، وهذا ما سيرفع من حدة المنافسة بين مجموعة من الفرق على اللقب، وإن شاء الله سنتابع مباريات قوية خاصة مع انطلاق الثلث الأخير من البطولة، لكننا لسنا متخوفين من أي منافس، وتركيزنا منصب على مبارياتنا، حيث نستعد لكل مباراة على حدة، لأن التفكير في باقي المنافسين ونتائجهم سيشتت تركيزنا، ومن دون شك فإننا نحترم فريق الرجاء كما نحترم باقي الأندية الوطنية، لكن حاليا نحن واثقون من أنفسنا، وبما أننا حاملي اللقب ونتصدر الترتيب فإن باقي الأندية هي التي تستعد لنا وتضرب لنا ألف حساب، وفريق الوداد هو الأقوى حاليا.
- المنتخب: لكن بعض الفرق المنافسة غير معنية بالمنافسات الإفريقية، وبالتالي فإنها تركز كثيرا على البطولة؟
الكارتي: فريق الوداد متعود على المشاركة في عدة واجهات، وهذا لن يشكل عائقا في ظل وجود تركيبة بشرية غنية ومتوازنة، نعلم جيدا بأن الأندية المنافسة تركز على البطولة، لكن المشاركة في المنافسة الإفريقية وإن كانت تستنزف بعض الطاقة، لكن التجربة تبقى مهمة جدا، فمواجهة الأندية الإفريقية الكبيرة يساهم كذلك في الرفع من تنافسية اللاعبين، في الموسم الماضي حققنا مكتسبات مهمة ولسنا مستعدين للتنازل عنها، والجماهير الودادية تعلق علينا أمالها الكبيرة، ولن نخذلها، نعرف جيدا حجم هذه المسؤولية ونقدرها، وبدورنا سنضحي من أجل هذا الجمهور الذي يضحي بدوره بحياته من أجل فريقه، هذه هي بداية العودة لسكة الألقاب بالنسبة لجيل جديد من اللاعبين، نعلم بأن الموسم الحالي سيكون أصعب لأن البطل يبقى دائما مستهدفا من طرف كل الأندية، وهذا ما يدفعنا لبذل جهود مضاعفة لحسم كل المباريات، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق.
- المنتخب: إلى جانب البطولة دخلتم كذلك غمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، حيث تجاوزتم الدور التمهيدي بصعوبة، كيف ترى مشاركتكم في هذه المسابقة؟
الكارتي: عصبة الأبطال تبقى بدورها من بين أهدافنا هذا الموسم، فهي تجربة مهمة ومفيدة بالنسبة لنا، أتمنى أن نكون في المستوى ونتمكن من تمثيل الكرة المغربية أحسن تمثيل، فيجب ألا نكتفي بالتتويج على المستوى المحلي لأن الطموح بدأ يكبر لدى اللاعبين وكل مكونات الفريق خاصة الجماهير الودادية التي تتوق لعودة فريقها للتألق على المستوى القاري، فآخر مرة توج فيها الوداد بلقب البطولة استطاع أن يبلغ المباراة النهائية لعصبة الأبطال، حيث خسرها بصعوبة أمام الترجي التونسي، أظن بأن الوداد قد تغير هذا الموسم نحو الأفضل وأصبحت لديه كل المقومات التي ستمكنه إن شاء الله من الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية، وذلك بوجود فريق متكامل يتكون من عناصر متميزة لها من الخبرة ما يكفي للذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية، صحيح أننا وجدنا بعض الصعوبات لتجاوز فريق الجمارك، لكن مثل هذه الأندية المغمورة غالبا ما تخلق مفاجآت، كما أننا كنا عائدين من مرحلة التوقف ونفتقد للتنافسية، وبالرغم من الظروف الصعبة التي صادفتنا بالنيجر فإن عودة اللاعبين في النتيجة هي تأكيد على قوة شخصية الفريق وحسن تعامله مع هذه المواقف الصعبة.
- المنتخب: نوه المدرب طوشاك بك في العديد من المناسبات، لكن حينما يتحدث إليك ما هي النصائح التي يوجهها لك؟
الكارتي: يشرفني كثيرا أن أحظى باهتمام وإشادة مدرب عالمي من طينة طوشاك، وهذه الإشادة لن تزيدني إلا حماسا كما ستحفزني على مزيد من العمل والجدية والإنضباط لكي أظل عند حسن ظنه، وعند مستوى تطلعات الجماهير الودادية، وطوشاك لا يبخل علي بتوجيهاته ونصائحه، وهو يريدني أن أسجل مزيدا من الأهداف في كل المباريات، وتوجيهاته تسير في هذا الإتجاه.
- المنتخب: داخل الوداد تم توظيفك في العديد من المراكز، فأين ترتاح أكثر؟
الكارتي: أنا لاعب وسط ميدان، أرتاح حين أكون وراء المهاجمين، ودور الربط بين الوسط والهجوم، هذا هو المركز الذي لعبت فيه في كل الفئات العمرية وكذا المنتخبات الوطنية، لكن الضرورة تفرض عليك أن تكون رهن إشارة المدرب، والقيام بالدور الذي يطلبه منك حسب طبيعة المباريات.
- المنتخب: تلقيت مؤخرا دعوة من الناخب الوطني هيرفي رونار ضمن اللائحة الأولية للأسود، فهل كنت تتوقع تواجد إسمك ضمن اللائحة؟
الكارتي: التواجد ضمن المنتخب الوطني كان دائما من بين طموحاتي وأهدافي الأساسية، ولذلك فإني أجتهد في التداريب وكذا في المباريات حتى أحظى بهذا الشرف، لقد كانت لي تجارب مهمة في كل الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية التي تدرجت فيها، وحاليا جاء الوقت لكي أستثمر هذه التجربة ضمن المنتخب الأول، أعلم جيدا بأن المنافسة قوية والمهمة صعبة في ظل تواجد مجموعة من اللاعبين المحترفين وكذا من البطولة المحلية، خاصة في نفس المركز الذي ألعب فيه، لكن اهتمام الناخب الوطني بي وتواجدي ضمن اللائحة الأولية مع مجموعة من اللاعبين المتميزين يعتبر حافزا مهما، وهذا ما يدفعني للإجتهاد أكثر.
- المنتخب: الرئيس سعيد الناصري رمى بالكرة في معترك لاعبي الوداد حين أكد توصلكم بمستحقاتكم في وقتها، فماذا يعني ذلك لكم كلاعبين؟
الكارتي: من دون شك فالمكتب المسير برئاسة السيد سعيد الناصري يقوم بمجهودات كبيرة من أجل توفير المستحقات المادية للاعبين، والحمد لله فنحن لا نعاني من مشاكل على هذا المستوى، وهذا يحسب للمكتب المسير باعتبار أن هذا الإستقرار المادي يساعد على توفير مناخ جيد وأجواء من الإستقرار داخل الفريق، ونحن كلاعبين نقدر هذه المسؤولية الملقاة على عاتقنا ولن ندخر أي جهد في سبيل تحقيق نتائج جيدة ندخل بها السعادة لقلوب كل الوداديين.
- المنتخب: قبل الختام، هل تظن بأن بإمكانكم المنافسة على الواجهتين المحلية والقارية؟
الكارتي: لحد الساعة أظن بأننا توفقنا في كسب هذا التحدي الصعب، والمدرب طوشاك على وعي تام بما تتطلبه هذه المرحلة لذلك، فهو يعمل على منح الفرصة لجميع اللاعبين، وأظن بأن المشكل الوحيد هو تراكم المباريات المؤجلة، لكننا سنحاول التغلب على هذا الإشكال بتركيزنا على كل مباراة على حدا دون التفكير في باقي المباريات.
المنتخب: في ختام هذا اللقاء، ما هي رسالتك للجماهير الودادية؟
الكارتي: أشكر جريدتكم على هذا الإهتمام، وأتمنى لها مزيدا من التوفيق، كما أستغل هذه الفرصة لأوجه تحية تقدير لكل الجماهير الودادية على دعمها ومساندتها لنا، وأطلب منها أن تتابع تشجيعها لهذه العناصر، فتلاحم كل مكونات الفريق هو مصدر قوة الوداد، فلنتابع جميعا على نفس المنوال إلى آخر الموسم، وإن شاء الله سننجح في تحقيق كل الأهداف المسطرة ومن بينها اللقب رقم 19، كما أننا واثقون من الذهاب بعيدا في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية.