تنفس الدفاع الحسني الجديدي الصعداء وانفرج ضيقه بعض الشيء بعدما استعاد توازنه وعاد إلى سكة الانتصارات التي ابتعد عنها لفترة طويلة.. ، وذلك عبر بوابة ديربي دكالة/عبدة الذي تغلب خلاله على جاره أولمبيك آسفي بهدف يزن ذهبا ، وهو فوز ظل ينتظره فارس دكالة بلهفة حارقة أقرب إلى العشق لعدة دورات ، وتحديدا منذ الدورة 12 من البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب، حيث كان تفوق وقتئذ على شباب الريف الحسيمي بثلاثية نظيفة، وباصطيادهم للقرش المسفيوي أنعش أشبال المدرب العائد إلى القلعة الدكالية عبد الرحيم طاليب آمالهم في الإنعتاق من دائرة الخطر المؤدية إلى القسم الوطني الثاني.
«الكاك» يعجل برحيل سلامي
أحدثت الهزيمة القاسية التي تجرع الدفاع الجديدي مرارتها مع مستهل مرحلة الإياب بميدانه أمام النادي القنيطري هزة عنيفة في أركان الفريق وخلفت أيضا غليانا كبيرا في الشارع الرياضي الدكالي، بل كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر المدرب سلامي الذي عاكسته النتائج الإيجابية، مما اضطر المسؤولين وتحت ضغط إرغامات الواقع المتعددة إلى فسخ العقد بالتراضي عن الرجاوي السابق، بغض النظر عن النتائج التي ستتمخض عن هذا القرار الذي لا يخلو من مغامرة، لاقتناع المكتب المسير التام بضرورة إحداث تغيير جذري في الجهاز التقني بعدما تبين لأعضائه أن النادي يعاني حالة «بلوكاج» تهدد مستقبله، حيث وقع الإختيار وبعد مخاض عسير على ابن الدار عبد الرحيم طاليب لقيادة سفينة الدفاع، نزولا مرة أخرى عند رغبة فئة عريضة من الجماهير التي ضغطت بقوة من أجل تعيينه على رأس الإدارة التقنية للفريق الجديدي الذي يجتاز موسما صعبا بكل المقاييس ساهمت فيه عدة عوامل، أهمها سوء التدبير الفني والإداري للنادي الذي يفتقد لإدارة تقنية تمنح لها صلاحيات واسعة.
طاليب في دور المنقذ
تسلم المروض الجديد للفرسان الفريق الجديدي وهو يعاني من ضغط نفسي رهيب بسبب أزمة النتائج التي رمت به في قعر الترتيب وزرعت الشك والتوجس في نفوس جماهيره، حيث كانت أولى قرارات طاليب التي تفاعل معها الجمهور الدكالي هو توسيع طاقمه المساعد من خلال تجديده الثقة في مدرب الأمل محمد فضلي والاستعانة أيضا بخبرة السينغالي أوصمان ضيوف الذي يتجلى دوره بالأساس في تحليل المباريات وقراءة الخصوم، ولأن مهمته محددة في الزمان والمكان وهي إخراج النادي من نفقه المظلم وتبديد غيوم الشك، فقد عمد الربان الجديدي أولا إلى ترميم معنويات اللاعبين وشحذ هممهم والرفع من درجة الإعداد البدني الذي يعد أحد نقاط قوة عبد الرحيم طاليب، مع إعادة ترتيب أوراق الفريق لتصحيح مساره، من خلال الإعتماد على الجاهزية كمعيار في اختياراته البشرية،  وتغيير مواقع بعض اللاعبين لسد النقص في بعض المراكز الحساسة التي ظلت تؤرق بال الجديديين على عهد المدرب السابق السلامي.
أولى بوادر الإنفراج
رغم حداثة عهده بالفريق وبرمجة المباراة في توقيت غير مناسب، فقد راهن ربان فارس دكالة على مؤجل الوداد البيضاوي للبحث عن «ديكليك» سيكولوجي يكون مفتاحا لانفراج الغمامة القاتمة الملبدة في سماء الدفاع لعدة دورات، ورغم إهدارهم لفوز كان في المتناول بشهادة المدرب الويلزي جون طوشاك واكتفائهم بتعادل أبيض، فقد قدم أصدقاء حذراف الذين كانوا في الموعد، عرضا طيبا استحسنه الجميع، وحققوا فوزا معنويا أمام المتزعم الوداد منحهم شحنة قوية وألهب حماسهم على أرضية الملعب الكبير لمراكش في ديربي دكالة/عبدة نهاية الأسبوع الماضي الذي حسمه الجديديون لصالحهم بهدف لصفر، محققين بذلك ثالث فوز لهم في البطولة والأول هذا الموسم خارج القواعد بعد أزيد من تسعة أشهر عجاف، حيث يعود آخر انتصار تذوقه الدفاع خارج ملعب العبدي إلى العاشر من شهر ماي 2015 وكان قد انتزعه من العاصمة الرباط أمام الفتح الرياضي، مما كان له وقع إيجابي على اللاعبين ومنحهم ثقة كبيرة لمواصلة العمل ورحلة الأمل نحو الإنعتاق من مخالب النزول، علما أن إدارة النادي ووعيا منها بالوضعية الصعبة التي يجتازها الفريق عمدت إلى وضع تحفيزات جديدة وإغراءات مالية مهمة من خلال الرفع من سلم منح المباريات لرفع هامة العناصر الجديدية التي صممت العزم وشمرت على ساعد الجد لنفض غبار التواضع وكسب رهان البقاء.
الطريق نحو الإنعتاق
صحيح أن الدفاع الجديدي سجل قفزة نوعية رفقة مدربه الجديد/القديم عبد الرحيم طاليب في بجمعه 5 نقاط من أصل 9 ممكنة، لكن رصيده الهزيل (20 نقطة) ومرتبته الحالية لا يؤمنان له البقاء ضمن أندية الصفوة، مما يعني أن الفريق الجديدي ما زال ينتظره عمل كبير لتدارك ما فات في المباريات المتبقية من البطولة الإحترافية التي سيستقبل ستة منها على أرضه وأمام جمهوره، مطالب فيها بجمع أكبر عدد من النقاط والتعامل معها بما يلزم من الجدية والحزم لتفادي الدخول في حسابات عسيرة وإنقاذ موسمه المتذبذب وتأمين مكانته بين الكبار، وهو رهان ليس صعب المنال، خاصة إذا توحدت الصفوف وتعبأ الجميع وراء فارس دكالة في المرحلة الراهنة والدقيقة التي تفرض نبذ كل الخلافات الهامشية الضيقة وتأجيل موعد المحاسبة حتى نهاية الموسم.