أفكار المغاربة «مغلوطة» عن الخليج ولن أقف عند 19 هدفا 

هو رحالة بين الأندية زاده المثابرة ورغباته تتجلى في الأهداف الغزيرة التي يمطر بها شباك الحراس، لفت الأنظار إليه من جديد بعدما لمع رفقة الجيش القطري في بطولة نجوم قطر وكذا في منافسة عصبة الأبطال الأسيوية.
فتح إبن مدينة أسفي قلبه لـ «المنتخب» من قطر وجاب في مواضيع مختلفة، إنطلاقا من أهدافه الكثيرة، إلى رغباته المستقبلية وحلمه في العودة للقارة الأوروبية لغاية الفريق الوطني الذي يصبو لأن يكون هدافه مع الفرنسي هيرفي رونار.
محاور مثيرة أخرى تكتشفونها لأول مرة مع الفتى العبدي الذي شق لنفسه مسارا خاصا به تمكن عبره من تأكيد الذات والحضور بشكل جيد في مختلف المحطات التي عبر منها.

 

- المنتخب: منذ إنضمامك لصفوف الجيش القطري سجلت لحد الآن 19 هدفا ما بين «بطولة نجوم قطر» وعصبة الأبطال الأسيوية لتؤكد إرتفاع مستواك التهديفي في مختلف البطولات التي لعبت فيها لحد الآن؟
حمد الله: بداية أؤكد بأني خلقت لأكون هدافا، ووالأهداف 19 التي سجلتها  لحد الآن لفريقي الجيش القطري تؤكد حجم العمل الذي أقوم به في التداريب ورغبتي في بلوغ أعلى المستويات، شخصيا أنا متعطش لمواصلة هز الشباك لأن هذا يندرج في إطار عملي الذي أحبه وأنا مطالب بأن أتقنه.
سجلت في مختلف البطولات التي لعب فيها سواء في النرويج أو الصين وقبلها في المغرب وحاليا في قطر، ولا أظن بأنني سأقف عند هذا الحد، فرغبتي كبيرة في تخليد إسمي بين الهدافين الكبار هنا في قطر، وإنهاء عقدي الذي ما زال مستمرا لموسم آخر على أعلى مستوى، خاصة وأنني ما زلت أحلم بالعودة لأوروبا، أبلغ حاليا 25 سنة وبإمكاني اللعب هناك بكل ثقة في النفس.
- المنتخب: العديد من المتتبعين للشأن الكروي بالمغرب قال أنك فضلت أموال الخليج على اللعب في أوروبا، كيف ترد على هؤلاء؟
حمد الله: أولا أؤكد أن إنتقالي للعب في بطولة نجوم قطر يدخل في باب القضاء والقدر «هادشي مكتاب من عند الله»، وثانيا لم أتحصل على عروض جدية للعب في ناد أوروبي بعدما جاورت غوانزهو الصيني، والجيش القطري هو الوحيد الذي فاوضني بشكل محترف ومعقول، لذلك لايجب أن يلومني الناس في المغرب قبل معرفة الحقيقة، ناهيك عن أن الناس في المغرب يحملون فكرة مغلوطة عن البطولات الخليجية للأسف.
الكرة تطورت كثيرا هنا بقطر سواء من حيث البنيات التحتية أو من حيث طرق التدريب، حيث يحضر هنا كبار المدربين بخبراتهم المختلفة، لذلك وجدت نفسي أستفيد كثيرا على مستوى الإنضباط التكتيكي داخل الميدان وهذا مالم أتعلمه خلال فترة تكويني بالمغرب.
من يريد أن يتعرف على حقيقة المستوى في البطولات الخليجية وأخص بالذكر قطر فليتابع المباريات وليشاهد حضور الأندية على مستوى عصبة أبطال أسيا، ومن ثم بإمكانه وضع مقارنات والحكم على المستوى، أما الإنتقاد من أجل الإنتقاد فهو من شيم الفاشلين الذين يتركون ألسنتهم طويلة في المقاهي دون أن ينفعوا البلد في شيء.
- المنتخب: هل كنت تنتظر حقا حضورك الجيد رفقة الجيش القطري في دوري نجوم قطر وحتى في منافسة عصبة الأبطال الأسيوية؟
حمد الله: سجلت لحد الآن 16 هدفا في بطولة نجوم قطر و3 أهداف في عصبة الأبطال الأسيوية، وأتنبأ بقدرتي على تسجيل أهداف أخرى، أتمنى أن لا أتعرض لأي إصابة لتوقيع أكبر عدد من الأهداف هذا الموسم لأؤكد للكثيرين أن عملة الهداف المغربي لم تنذر بعد  والمغاربة سيظلون على الدوام حاضرين في العالي سواء في الخليج وفي أوروبا أو حتى المغرب الذي تتوفر فيه مواهب شابة يجب رعايتها فقط والإهتمام بها من أجل أن تؤكد حضورها القوي، شخصيا أتمنى من الأندية المغربية أن تمنح كامل الثقة للاعبين صغار السن للإنخراط في الفريق الأول، فمن العيب والعار أن يصل اللاعب إلى سن 24 لنقول عنه لاعب شاب.
- المنتخب: مع الجيش القطري بلغت عتبة الأهداف التي وقعتها عندما كنت لاعبا في صفوف أليسوند النرويجي وهي 19 والشهية ما زالت مفتوحة بكل تأكيد، هل يمكنك تجاوز حاجز 26 هدفا الذي وقعته مع غوانزهو الصيني؟
حمد الله: بكل تأكيد بإمكاني تسجيل أكثر مما سجلت حتى مع غوانزهو الصيني، كرة القدم لا تخضع لأي منطق أو حساب، لذلك عندما يضبط اللاعب نفسه ويركز كثيرا فإنه يدرك الأهداف التي تبقى الوحيدة التي تشفع له أمام الجمهور.
عندما أتابع ميسي ورونالدو يسجلون الهدف تلو الآخر، أقول مع قرارة نفسي كيف يستطيعون تسجيل كل هذه الأهداف، لكن عندما تتابع المباريات تدرك حجم الفرص التي يتم خلقها، لذاك من الطبيعي أن تكون أرقام مثل هؤلاء اللاعبين فلكية.

ADVERTISEMENTS

- المنتخب: تحدثت عن ميسي ورونالدو، من هو الهداف الذي كنت معجبا به خارج المغرب وداخله؟
حمد الله: لحد الآن ما زلت معجبا بالإبداعات التي كان يرسمها رونالدو البرازيلي في الملاعب، أحرص على متابعة تقنياته عبر «يوتوب» وأقف مشدوها للخوراق التي كان يقدمها هذا اللاعب، فرغم ما يقال عن ميسي ورونالدو البرتغالي اللذين شاهدتهما يلعبان وكون أني لم أعايش فترة مارادونا وبيلي، أعتبر الظاهرة رونالدو أبرز لاعب في العالم، وفي المغرب كنت دوما شغوفا بلاعبين من أمثال عبد الجليل هدا «كماتشو»، وكذلك صلاح الدين بصير ومصطفى حجي أيضا.
- المنتخب: عن سن 25 سنة ومن خلال كلامك تراهن على العودة لأوروبا، ألا ترى بأن الأمر صعب بالنسبة لك؟
حمد الله: لا أظن أن الأمر صعب لأن العديد من النماذج المغربية موجودة، فقد لعبت بالخليج وعادت لأوروبا، هناك عصام العدوة الذي لعب في الكويت وغادر بعدها صوب البرتغال ومنها لإسبانيا، يوسف العرابي الذي لعب بالسعودية ومن ثم رحل لإسبانيا، وكذلك عادل هرماش والحسين خرجة وأمثلة أخرى عديدة.
أظن أنني قادر على العودة لأوروبا واللعب فيها على أعلى مستوى لأني أتابع البطولات الأوروبية وبإمكاني التسجيل هناك، ما ينقص في بعض الأحيان هو تسويق اللاعب بشكل جيد.
- المنتخب: كيف ذلك؟
حمد الله: عندما يكون اللاعب متعاقدا مع وكيل أعمال له شبكة واسعة من المعارف في أندية كثيرة يتم تسويقه بشكل جيد، ناهيك عن كون اللاعب الذي ينطلق من البطولة المغربية ليس كأولئك الذين يتوفرون على جواز أوروبي، فالأندية في القارة العجوز تفتح لهم الباب، وعندما يتعلق الأمر بأجنبي فإن مستواك يجب أن يفوق بكثير إبن البلد.
أظن أن مثل هذه العراقيل تحد كثيرا من عدم إستمرار اللاعبين المغاربة في البطولات الأوروبية، والجمهور يجب أن يأخذ بالإعتبار مثل هذه الأشياء لأنها تخلق الفارق وتجعل حظوظ اللاعبين تتضاءل يوما بعد يوم، فكما ترون بطولتنا لم تعمل على تصدير اللاعبين للخارج منذ مدة.
- المنتخب: وحتى الأندية في الخليج لم يعد يستهويها المنتوج المغربي، أليس كذلك؟
حمد الله: بطبيعة الحال لم يعد يستهويها المنتوج المغربي وأصبحت تتجه للتعاقد مع اللاعبين الأجانب من قارات مختلفة ومع المغاربة الذين يتلقون تكوينهم في أوروبا، ما يؤكد أن هناك خللا في منظومة التكوين يتوجب علينا إصلاحه.
في المرحلة الحالية لم يعد يهمنا أن نحترف بأوروبا بقدر ما باتت الأندية المغربية ملزمة بالمنافسة على الحضور القوي أمام الأندية الإفريقية جنوب الصحراء كمازيمبي الكونغولي الذي أصبح دائم الحضور في منافسات كأس العالم للأندية.
- المنتخب: غبت في الآونة الأخيرة عن صفوف المنتخب الوطني المغربي الذي يمر من ظرفية صعبة بعد قرار جامعة الكرة تعيين الفرنسي هيرفي رونار مكان الزاكي بادو، كيف تلقيت القرار؟
حمد الله: أظن بأن مسؤولي جامعة الكرة يعرفون أكثر مني هذه الأمور، ولا يمكن لي التعليق على مجيء رونار أو رحيل الزاكي بادو، أنا لاعب كرة قدم محترف عندما أتوصل بدعوة للإنضمام للفريق الوطني أحزم حقائبي وأحضر للمعسكرات، وإن حدث العكس أساند منتخب بلدي خلف التلفزيون.
حتى وإن لم يستدعيني الزاكي بادو خلال المواجهات الأخيرة فلن أحقد عليه ولن أنتقده بمجرد أن رحل ، فكل مدرب له فلسفته في اللعب ويسعى الإعتماد على العنصر الذي يراه صالحا له.
- المنتخب: العديد من الجماهير داخل المغرب تنادي بضرورة إستمرارك مع الفريق الوطني وحضورك في خط الهجوم بإعتبار أن يوسف العرابي أخذ كامل فرصته كرأس حربة؟
حمد الله: بداية لا بد من التأكيد أنني أحترم كثيرا زميلي يوسف العرابي، وأتمتى له حظا موفقا مع فريقه غرناطة، لكن صراحة أتمنى أن تتاح لي كامل الفرصة مع المنتخب المغربي لتأكيد قوتي وأحقيتي في حمل القميص الوطني، فلا يجب أن ينسى المتتبعون بأنني تمكنت من اللحاق بالمنتخب الأول بعدما إكتسبت تجربة رفقة المنتخب الأولمبي على عهد الهولندي بيم فيربيك.
- المنتخب: تلقيت العديد من الإشادات من قبل الصحافة القطرية، كيف تتعامل مع الثناء الذي يكيله لك الإعلام؟
حمد الله: كما ذكرت لك في بداية هذا الحوار كرة القدم هي عملي الإحترافي والإعلام الرياضي هو جزء مما أقوم به، أحاول أن لا أغتر في كل مناسبة أقرأ فيها مقالا إيجابيا أو أتابع صحفيا يتحدث بشكل إيجابي عني، كل هذه الأمور تعلمت كيف أتعامل معها عندما غادرت أولمبيك أسفي صوب أليسوند الدنماركي، بما فيها كيفية التعامل مع ممثلي وسائل الإعلام.
- المنتخب: المنتخب المغربي سيواجه الرأس الأخضر أواخر مارس الجاري، هل بإمكانك أن تقدم ضمانات التألق مع الأسود في المباراتين المقبلتين؟
حمد الله: من الصعب أن أقدم وعودا لكنني إن تمكنت من الحضور مع المنتخب المغربي سأقدم أفضل ما أتوفر عليه خدمة لمنتخب بلادي، صراحة عندما تشتد على نفسي وحشة الأهل والأحباب، أقول مع نفسي بأن رؤيتهم بشكل خاطف عندما نلتحق بالمنتخب تساهم في التخفيف عنا من الوحدة التي تخلفها الغربة.