للرجاء فلسفة لعب لا يمكن أن يحيد عنها
يحمل رشيد الطوسي على ظهره أعباء تنوء لها الجبال، ليس لأنه لم يخبر بعد تضاريس الفريق الكبيرة الملاحقة بضرورة حصد الألقاب، ولكن لأنه طموح بطبعه إلى تأكيد جدارته بأن يكون رقما صعبا في معادلة التأطير التقني وطنيا.
يجزم الطوسي على أن الدخول لوكر الرجاء كان دخولا عسيرا، ويقر بأن رحلة الذهاب أفرزت العديد من الهواجس وأبدا لم تكن متطابقة مع الطموحات، ويرى في مقابل ذلك أن ما بعد خريف الصقيع، سيطل على الرجاء ربيع أخضر تينع فيه الآمال.
من أين يستمد الطوسي ثقته بأن إياب الرجاء سيكون مثاليا؟
ماذا فعل بمرحلة توقف البطولة لتصحيح ما كان من اختلالات؟
وكيف تدبر الميركاطو الشتوي لسد ما كان في التشكيل البشري من فراغات؟
هذه الأسئلة وأخرى يجيب عنها الربان الأخضر بما هو معروف عنه من جرأة وصراحة.
المنتخب: أنت بصدد وضع اللمسات الأخيرة على تحضيرات الرجاء لمرحلة إياب يفترض أن تكون مختلفة كليا عن مرحلة الذهاب، هل أنت راض على محصلة العمل الذهني والبدني والتكتيكي الذي أنجز حتى الآن؟
الطوسي: عندما لا تكون قد هيأت الفريق قبل بداية الموسم بالأسلوب الذي يتماشى مع فلسفتك التقنية، وعندما لا تكون قد أنجزت الإنتدبات بالإرتكاز على متطلبات منهجية اللعب التي تؤمن بها كمدرب، فإنك تحتاج في مرحلة كهاته، والبطولة تتوقف زهاء شهر كامل لأن تعمل على تصحيح الكثير من الأشياء في محاولة لمطابقتها مع فلسفة عملك، لنقل أننا أنجزنا عملا شبيها بالعمل البنيوي الذي نقوم به عند التحضير للموسم الكروي، مع نهاية مرحلة الذهاب أنجزنا كطاقم تقني كل في مجال إختصاصه تقويما موضوعيا لكل ما أفرزته مرحلة الذهاب إن على مستوى الأداء الجماعي وإن على المستوى التكتيكي وإن على المستوى البدني، وتوصلنا عن طريق هذا الإفتحاص إلى الكثير من الخلاصات التي على أساسها برمجنا الحصص التدريبية للمرحلة التحضيرية التي بدأت بعد أن نال اللاعبون أسبوعا للراحة.
المنتخب: كان إذا برنامجا مكثفا ذاك الذي دخله الرجاء في معسكره بمراكش وفي معسكره المتواصل اليوم بالدار البيضاء؟
الطوسي: حاولنا أن نكون أكثر عمقا وصرامة في تطبيق البرنامج التحضيري من كل الزوايا، أن نهيئ اللاعبين بدنيا لمرحلة إياب قوية وعصيبة وأن ننزع عنهم كل الضيق النفسي الذي عانوا منه جراء معاكسة الحظ لهم خلال كثير من مباريات الذهاب، وأن نتوجه إلى تصحيح ما ظهر من إختلالات على مستوى منظومة اللعب، خاصة وأن للرجاء فلسفة لعب لا يمكنه أن يحيد عنها، فلسفة تقوم على الأداء الجماعي الإنسيابي الذي يجب أن يرتبط إرتباطا وثيقا بتحقيق الإنتصارات، لأن الرجاء فريق خلق من أجل المنافسة دوما على الألقاب.
المنتخب: إذا أنت راض على ما أنجز من عمل في العمق خلال مرحلة التحضيرات التي تتواصل حتى الآن؟
الطوسي: بالطبع أنا راض تماما، وكيف لا أرضى وقد تحصلت على ما يكفي من الوقت لوضع المجموعة في المستوى البدني والتكتيكي والنفسي الذي يعطيها الأجنحة الضرورية لتحلق عاليا في مرحلة الإياب، لقد تهيأت كل الظروف لننجز عملا بنيويا أنا واثق من أنه سيؤتي ثماره عندما ندخل مرحلة الإياب للبطولة الإحترافية.
وطبعا المؤشر القوي على نجاح هذه التحضيرات هو أن كل اللاعبين باتوا جاهزين بدنيا وذهنيا لمواجهة الشق الثاني من البطولة والذي أريده كما كل الرجاويين بطوليا، بالنظر إلى أن المباريات 15 المتبقية من عمر البطولة تضع أمامنا 45 نقطة ممكنة، علينا ان نحصل على العدد الأكبر منها لنكون في النهاية أمام حصيلة رقمية تقودنا إلى البوديوم.
المنتخب: تقصد أن للرجاء حظوظا للمنافسة على اللقب؟
الطوسي: وهل هناك من يقول العكس؟
الرجاء أنهى مرحلة الذهاب وفي رصيده 18 نقطة مبتعدا بعشر نقاط عن المتصدرين، وهذا الفارق من النقاط لن يعجزنا للبحث عن تجاوزه بشرط أن لا نفرط في النقاط وأن نعض بالنواجد على كل الفرص التي ستتاح لنا للوصول إلى الإنتصارات.
المنتخب: الذي يعود لمباريات الرجاء في مرحلة الذهاب وللصعوبة التي يستشعرها في تحقيق الإنتصارات وقد كانت قليلة جدا، يقول بأن رشيد الطوسي يزايد أو يسوق للوهم؟
الطوسي: الذي يدرس جيدا مباريات الرجاء في مرحلة الذهاب سيجد أن الفريق لم ينل فعلا ما كان يستحقه، بمعنى أنه كان مؤهلا بحكم الأداء لتحقيق الإنتصارات إلا أنه كان يحصل على شيء آخر، إما بسبب سوء الحظ وإما بسبب الضغط الرهيب الذي مورس على اللاعبين فأفقدهم تركيزهم وحتى هويتهم وإما بسبب أن اللاعبين عجزوا عن حل مشكلات تكتيكية بسيطة.
من هذه الزاوية ومن منظور العمل التقويمي الذي أنجزناه وننجزه حتى الآن في أجواء من الإنضباط وروح المسؤولية، أرى أن الرجاء سيقدم إيابا مختلفا عن الذهاب، وله كامل الحظوظ ليرتقي عن طريق الأداء وقوة الدفع الذهنية وبتلاحم المجموعة وبقيمة ما ستضيفه العناصر العائدة من الإصابة أو العناصر المنتدبة في سلم الترتيب ليكون منافسا على اللقب، فأين هو هذا الوهم الذي أسوق له؟
المنتخب: أقصد، هل أنت واثق من أن الرجاء سيقدم في مرحلة الإياب المستويات التقنية والتكتيكية التي تشفع له بالمنافسة على اللقب؟ ومن أين تستمد هذه الثقة من أن الرجاء سيمر من فريق عانى في مرحلة الذهاب إلى فريق ينافس على اللقب؟
الطوسي: أستمدها أولا من طبيعة العمل الذي أنجزناه في مرحلة التحضيرات، وأستمدها من صورة الرجاء كفريق له في جماهيره وفي إسمه قوة دفع رهيبة، وأستمدها من التجاوب الكبير للاعبين مع الرهان الذي توافقنا عليه ليكون شعارا لمرحلة الإياب.
المنتخب: وما هو هذا الشعار؟
الطوسي: أن نتخلص كليا من مترسبات مرحلة الذهاب التي لا تليق لا بسمعة ولا بممكنات الرجاء وأن نمضي قدما للعب بالأسلوب الذي يعرفه الناس عن الرجاء، أسلوب الإحتكار للكرة والنجاعة في بناء الهجمات وعدم التفريط في التوازنات الدفاعية والهجومية.
المنتخب: وكأن مرحلة الإياب أرادت أن تضعكم من البداية، أمام واحد من أقوى الإختبارات، وأنتم تواجهون عن الدورة 16 الفتح المتصدر، الفتح الذي يصعب على أي كان هزمه؟
الطوسي: هذا أمر جيد في نظري، وإن كنت أرى أن كل فرق البطولة الإحترافية تقترب كثيرا من بعضها بدليل ما أفرزته مرحلة الذهاب حيث أن الفرق بين الأندية المتصدرة والأندية المتذيلة للترتيب ليس كبيرا.
الفتح فريق جيد بمدربه الزميل وليد الركراكي الذي وضع بصمته التقنية وبلاعبيه المجربين وأيضا بروحه الجماعية، ولكن ما من شيء سيمنعنا من أن نبحث جديا عن تحقيق الفوز، وأظن أن الحصول من هذه المباراة على النقاط الثلاث سيكون حافزا قويا لنا لننطلق إلى حيث نأمل جميعا.
بالقطع لن تكون مباراة سهلة ولن تكون هناك أي مباراة سهلة في مرحلة الإياب، إلا أننا نعد أنفسنا لكل النزالات من أجل أن نفوز بها.
المنتخب: من أصل تسع مباريات قدت فيها الرجاء منذ أن حللت بديلا للهولندي كرول، لم تحصل سوى على فوز وحيد على أولمبيك آسفي، ما جعل البعض يقول أن الرجاء أخطأ بالتعاقد معك، وبأنك لم تكن بالفعل رجل المرحلة؟
الطوسي: لو لم أكن رجل المرحلة لما وضع بودريقة نيابة عن عائلة الرجاء ثقته في شخصي، ثم إن رشيد الطوسي بمنتهى التواضع نجح حيث اشتغل وحيث تهيأت له ظروف العمل الإحترافي، المدرب لا يملك عصا سحرية، المدرب لا يمكن أن يكون إلا جزء من الحل ولا يمكن أن يكون إلا عنصرا من عناصر النجاح.
عندما وافقت على ركوب هذا التحدي المهني الجديد وأنا الذي بدأت موسمي مع المغرب الفاسي وكنت أمني النفس بأن أنجز المشروع الذي من أجله عدت لفاس، كنت أعرف أنني أدخل على فريق حضره للموسم مدرب غيري برؤية تقنية مختلفة لا يمكنني أن أقيمها أو أن أشكك في صلاحيتها، وكنت أعرف أنه لن يكون بمقدوري إصلاح ما يجب إصلاحه على مستوى الإنتدابات، لذلك حرصت على مجاراة الأمور بكثير من الذكاء إلى أن يحين موعد الميركاطو الشتوي وتوقف البطولة لنعمل على إدخال الفريق في المنظومة التي تتلاءم مع فلسفتي التقنية.
قد لا أكون وفقت في الحصول على ما يكفي من النقاط، قد لا نكون أرضينا جماهيرنا، ولكن كانت هناك إكراهات ومخلفات ثقيلة لا أستطيع التخلص منها بجرة قلم.
المنتخب: أنجز الرجاء أربعة إنتدابات في الميركاطو الشتوي، هل تعتقد أنها كانت كافية؟ وهل تظن أنها ستساهم في نقل الأداء الجماعي إلى مستويات جيدة؟
الطوسي: ما كادت مرحلة الذهاب تنتهي، حتى كنا أمام خلاصات واضحة دلّنا عليها الإفتحاص الذي قمنا به على كافة المستويات، حددنا جوانب الخصاص التي يجب الإشتغال عليها، وطبعا كانت هناك حاجة لإنجاز إنتدابات بمراعاة للحاجيات المستعجلة، ويمكنني القول أن الإنتدابات التي قمنا بها حققت للفريق التوازن المطلوب، فأكثر ما كنا نشكو منه هو عدم نجاعتنا هجوميا، فالفريق لا يمكن أن يكسب المباريات بنسبة إحتكاره للكرة أو بعدد الفرص التي يخلقها ولكن بالأهداف التي يسجلها والتي تمنحه النقاط، لذلك كنا بحاجة لتعزيز جبهة الهجوم.
المنتخب: هل معنى ذلك أنك لم تقتنع بمردود النيجيري أوساغونا والشاب البولديني؟
الطوسي: أوساغونا إلتحق بنا متأخرا بسبب ما كان من خلافات إدارية، واحتاج لبعض الوقت ليستعيد الجاهزية التي تؤهله لفرض نفسه كمهاجم جيد، أما البولديني فقد عاكسته الظروف لمواصلة صعوده التدريجي عندما أصيب إصابة بليغة أخرت كثيرا عودته.
إذا كانت هناك حاجة لمهاجم صريح فجاء التعاقد مع بابا توندي الذي نعول عليه لإنعاش جبهة الهجوم، ولا ننسى أننا باستعادة يوسف قديوي عنصر الخبرة ورجل الحلول التكتيكية الجريئة وبعودة الحافيظي لقمة مستواه بعد أن يتخلص من آثار الإصابة التي عطلت أداءه سنكون في النهاية أمام توليفة جيدة تعطي الكثير من الحلول على مستوى الهجوم الذي كان المرفق الذي عانينا منه كثيرا في مرحلة الذهاب، بدليل عدد الأهداف التي سجلناها والتي لا توازي ما كنا نخلقه من فرص لا تجد من يتممها.
المنتخب: هل في نيتك أن تلعب بأوساغونا وبابا توندي في خط الهجوم وتنتقل لشاكلة 4ـ4ـ2؟
الطوسي: الأفضل أن أجعل أوساغونا وبابا توندي في منافسة ضارية من أجل إستحقاق الرسمية، وأنت تعرف أن أفضل وسيلة لتنال من اللاعب كل ما تريده هو أن تضعه في منافسة قوية مع لاعبين آخرين لكسب الرسمية.
عموما المباريات وطبيعة المنافسين والسياقات الزمنية هي ما يتحكم عادة في الشاكلات التكتيكية وفي نوعية اللاعبين الذين يجري توظيفهم.
المنتخب: ما أصل الخلاف الذي وقع بينك وبين ياسين الصالحي وزكرياء الهاشيمي؟
الطوسي: إسمح لي أن أشدد على أن لا مشكل بيني وبين الصالحي والهاشيمي، فأنا لم آت للرجاء لأخلق المشاكل مع اللاعبين وأمضي كل الوقت في حلها، إذا كان هناك من مشكل فإنه يرتبط باستجابة اللاعبين معا لشروط وموجبات العمل الذي نتوافق عليه ونمضي بشكل جماعي لتطبيقه وإنجازه.
الصالحي والهاشيمي كان عليهما أن يبذلا جهدا كبيرا من أجل الرفع من المنسوب البدني والتخلص من العوارض البدنية التي تعطل ظهورها بالمستوى الذي هو معروف عنهما، هذا كل ما في الأمر، واللاعبان معا عندما تفهما الأمر وأدركا أن مصلحة الفريق فوق كل إعتبار، إنخرطا في عمل بدني قوي ليكونا في أتم الجاهزية البدنية للمنافسة على رسميتهما.
هذا كل ما في الأمر، القضية للأسف أخذت بعدا سلبيا في وسائل الإعلام وجرى تضخيمها بشكل أخرجها عن سياقاتها الطبيعية، عموما أنا أؤكد أن أي مدرب يجب أن يضع جميع اللاعبين على قدم المساواة عندما يتعلق الأمر بإنجاز العمل، ثم إن صلاحية إختيار اللاعبين لأي مباراة هي متروكة للطاقم التقني ولا حق لأحد أن يناقشها، ما دام أنها لا تقوم على مبدأ العاطفة وإنما على مبدأ الإستحقاق والحاجة لتحقيق الفوز، والصالحي والهاشيمي وكل اللاعبين يعرفون جيدا أن هذا هو خطابي إليهم دائما.
المنتخب: هل أنت من دفع الصالحي ليهاجر للكويت؟
الطوسي: قلت أنني لم أكن على خلاف مع ياسين الصالحي وأبدا لم أصدر في حقه أي حكم قيمة، لقد تجاوزنا مرحلة الخلاف التي كانت ذات طبيعة عملية عندما أيقن على أن كل الذي أحرص عليه يصب في مصلحته، واليوم عندما يأتيه عرض جيد من الكويت فأظن أن ذلك يصب في مصلحته وفي مصلحة الفريق، وأنا هنا أدعو له بكامل التوفيق.
المنتخب: كانت مواجهتكم للمقاصة المصري رابع مباراة ودية تخوضونها في إطار سعيكم لخلق توليفة جديدة، بصرف النظر عن الفوز، هل حققت المباراة كل الإنتظارت؟
الطوسي: شخصيا أرضاني كثيرا الأداء الذي قدمه الفريق خلال هذه المباراة التي اضطررنا للأسف لإجرائها بالجديدة وفي غياب جماهيرنا، والرضا مصدره أننا واجهنا فريقا جيدا ومنظما ومصدره أن اللاعبين تجاوبوا بدنيا وتكتيكيا مع أدوات التنشيط الهجومي التي قدمناها لهم، لتكون المحصلة في النهاية جد إيجابية برغم أننا لعبنا المباراة في غياب عناصرنا الدولية العائدة للتو من رواندا والتي منحت بعض الأيام لتلتقط الأنفاس قبل أن تنضم إلينا بداية من اليوم.
مباراة المقاصة هي رابع مباراة ودية، أتبعناها بمباراة ودية أمام نهضة بركان وسنواجه في السادسة يوسفية برشيد بمدينة برشيد يوم الأربعاء القادم، على أن نختتم التحضيرات بمباراة ودية سابعة أمام إتحاد طنجة بطنجة يوم السبت القادم.
المنتخب: يؤاخذك البعض على كثرة تنقلاتك بين الأندية، حتى أنك لا تكاد تنفصل عن فريق حتى تكون على ذمة فريق آخر؟
الطوسي: سأكون دقيقا وصريحا في الرد على هذا السؤال الذي يأتي من حين لآخر ويستهدفني شخصيا بكثير من الباطل لطالما أنه يناقض طبيعتي.
أنا مدرب ملتزم ومحترم لكل التعاقدات التي أمضي عليها، وأبدا لم يحصل أن أرتبطت بفريق وأنا على ذمة فريق آخر، كما أن الحافز على التغيير لا يكون بسبب المال كما يروج لذلك البعض، أنا مدرب أصر دائما على الإرتباط بأي فريق على أساس مشروع يجري التوافق عليه ويتناسب مع طموحاتي، وإن أنا أكرهت ذات وقت على مغادرة المغرب الفاسي، فليس لأنني أهرب من مسؤولياتي ولكن لأنني أتوصل إلى حقيقة أن الأطراف الأخرى لم تعد تلتزم بالمشروع الذي توافقنا عليه، وبالتالي لا أقبل على نفسي الإنتحار ومواصلة عمل أعرف مسبقا أنه لن يقودني إلا للفشل، وفي كل مرة كانت الوقائع تعطيني الحق.
عموما أنا لا يستهويني التنقل بين الأندية هكذا بشكل مجاني، كما أنني لا أكثرت اليوم بشيء سوى أنني على رأس فريق بقيمة الرجاء ولا بد أن أنجح هذه المرحلة المهمة في مساري المهني.
المنتخب: لو دعوناك لتقيم المشاركة الأخيرة للمنتخب المحلي في «الشان» وما خلفه الخروج من الدور الأول من ردود فعل ساخطة وغاضبة؟
الطوسي: أتفهم شخصيا عمق الإحباط وقد كنا جميعا نثوق لأن يذهب هذا الفريق لأبعد نقطة ممكنة في «الشان» على اعتبار أن نجاحاته ستنعكس إيجابا على البطولة الوطنية وتزيد في قيمتها قاريا، للأسف الحصيلة جاءت معاكسة للإنتظارات، ومصلحة كرة القدم الوطنية تقتضي أن نتعمق في تحليل الأسباب والمسببات ونقر بالتراجع الكبير الذي يشهده التكوين القاعدي بخاصة على مستوى الأندية، عوض أن نرمي بالمسؤولية كاملة فوق رأس الناخبين الوطنيين.
المنتخب: بماذا تعد جماهير الرجاء التي لا تتأخر في دعم نسورها حتى في أحلك الظروف؟
الطوسي: هذه الجماهير التي تقدم أروع الأمثلة في دعم فريقها والتي لا يمكن إطلاقا أن نسلبها حقها في كل الإنجازات التي تحققت للرجاء وفي وقوفها إلى جانب الفريق عندما تعاكسه الظروف والنتائج، تستحق منا كتقنيين ومن اللاعبين كل التضحيات الممكنة من أجل إسعادها، لذلك فنحن نستحضرها في كل لحظة ونذهب في بذل الجهود لأبعد مدى من أجل أن نسعدها ونجعلها على الدوام فخورة بنسورها.
نحن جميعا أمام تحد كبير، هو أن نوقع على إياب مثالي للبطولة الوطنية لنتمكن من تدارك ما فاتنا في مرحلة الذهاب، وأتصور أن الظروف كلها باتت مهيأة لأن يكون هذا الإياب بالشكل الذي يرضينا جميعا مسؤولين ولاعبين وتقنيين وجماهير.
هي مهمة جماعية، إن أدى كل واحد ما عليه، وإن لعب كل واحد الدور المناط به، فإن النجاح سيكون حليفنا بتوفيق من الله.