لن نختلف على أن الحركة التي أتى بها الدولي السابق نبيل باها مدرب المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، وهو يطلب من الجمهور بإشارة تدل على ذلك الصمت بعد توقيع إبنه زياد باها للهدف الثاني للفريق الوطني في مرمى منتخب جنوب إفريقيا في مباراة الأمس، التي أهلت المنتخب المغربي للدور نصف النهائي، على أنها حركة غير مقبولة، وإن أتت عفوية فما كانت هناك حاجة إليها.
بالطبع حاول نبيل باها، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة أن يعطي تفسيره الشخصي لتلك الحركة، ولا أظن أن بيننا من إقتنع بذاك التبرير، وقد كان يستحسن، أن يبدأ باها بالإعتذار أولا عن تلك الحركة التي جرى تأويلها أو فهمها بشكل خاطئ.
وإذا كانت هناك فئة من المغردين، قد هاجمت نبيل باها على مواقع التواصل الإجتماعي، قبل مباراة جنوب إفريقيا، لاعتماده إبنه زياد أساسيا في كل المباريات، وفي ذلك جنت على الصغير زياد الذي ظهر واضحا أنه لا يحظى بأي امتياز أو حظوة من والده نبيل، لأنه مهاجم واعد، بل ويشكل مع بلمختار ووزان الثلاثي الهجومي المرعب لمنتخب الناشئين، إلا أن المدرب نبيل باها ما كان يحتاج إطلاقا لتلك الحركة التعبيرية والإنفعالية، لأن أفضل رد على من شككوا في أهلية نجله زياد، هي أن الأخير وقع هدفين في مرمى جنوب إفريقيا واستحق على مباراته الكبيرة جائزة أفضل لاعب.
وإذا كان من المؤكد، أن نبيل باها ندم على حركته تلك، ولعلها ستعلمه الشيء الكثير وهو في بداية مشواره كمدرب وناخب وطني، ستعلمه على الخصوص ضبط النفس، إلا أن مصلحة المنتخب الوطني الذي تنتظره مباراة قوية وصعبة في الدور نصف النهائي، مباراة يتطلع من خلالها إلى بلوغ نهائي البطولة، وتحتاج إلى أن نطوي الصفحة ونقلع عن مزيد من الحفر في الجرح، حتى لا يصبح هذا الحادث سلاحا نضرب به أشبالنا.