مباراة شكلية باحتفالية بركانية

جولة واحدة ويسدل الستار على مباريات دور المجموعات، حيث يستقبل نهضة بركان ضيفه ستلينبوش الجنوب إفريقي في مباراة شكلية وليس لها أي تأثير، بحكم أن الفريقين معا قد ضمنا تأهلهما لدور الربع، لذلك يسعى الفريق البركاني الذي حسم أيضا الصدارة فقط إنهاء هذا الدور بنتيجة إيجابية كتكريس لسيطرته على المجموعة الثانية.
مجموعة بلا مفاجآت
عرف نهضة بركان كيف يناقش مبارياته في هذه المجموعة، وكان آخر النتائج عودته بالتعادل أمام لوندا سول الأنغولي من دون أهداف في الجولة ما قبل الأخيرة، فضمن بهذا التعادل صدارة المجموعة الثانية دون انتظار الجولة الأخيرة، وقد حسم التأهل في الجولة الرابعة، مؤكدا تسيده المجموعة بامتياز، إذ من أصل خمس مباريات سجل أربعة انتصارات وتعادل، وله في رصيده 13 نقطة، بينما يأتي ستيلينبوش ثانيا بتسع نقاط وسطاد المالي ثالثا بأربع نقاط، ولوندا سول الأنغولي في المركز الأخير بنقطتين.
وحافظ بذلك نهضة بركان على مكانته المميزة في المجموعة بعد أن كان أقوى المرشحين للتأهل للدور المقبل من خلال وضعيته المريحة التي كان عليها منذ بداية المنافسة، وحافظ على النسق الجيد الذي سار عليه، ولم يشكك أي أحد في قدرته على تسجيل أفضل النتائج الجيدة وحسمه التأهل مبكرا لدور الربع مثلما كان.
رسالة برتقالية
بعث نهضة بركان برسالة قوية ومبكرة لخصومه، بأنه سيكون من الأندية التي ستنافس بشراسة على اللقب الإفريقي، بعد حسم التأهل والصدارة مبكرا عن جدارة، وكرّس بذلك انطلاقته القوية منذ البداية بفضل نتائجه المميزة.
وأكد نهضة بركان أنه يعرف تضاريس كأس الكونفدرالية الإفريقية، فباستثناء الموسم قبل الماضي، حيث خرج من دور المجموعات، فإنه تألق في جميع النسخ الأخيرة، فإما كان يبلغ الأدوار المتقدمة أو أن يفوز باللقب، مثلما كان في نسختي 2020 و2022، كما بلغ في مناسبتين النهائي، وأكيد أن هذه الخبرة ساعدته ليخوض دور المجموعات دون ضغط.
الشعباني لا يمزح
ببدو أن المدرب معين الشعباني قد استفاد من تجربته مع الفريق في الموسم الماضي، ورغم الإخفاق الإفريقي بعد أن لعب النهائي في نفس مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية وخسره أمام الزمالك المصري، لكنه عرف كيف ينهض بفريقه هذا الموسم، حيث كان واضحا أن هناك تطورا كبيرا في أداء الفريق وطريقة مناقشة المباريات سواء المحلية أو القارية.
ويأتي هذا التطور في الأداء عطفا على إدراكه بأنه يتحمل مسؤولية كبيرة هذا الموسم، ويعرف أيضا انتظارات الجمهور البركاني وجميع مكوناته للصعود هذا الموسم على منصة التتويج الإفريقي، وهو ما فتئ يؤكده في جميع خرجاته الإعلامية، أن نهضة بركان لا يتكلم إلا لغة الألقاب، وأن الفوز باللقب يبقى من بين أهم أهدافه هذا الموسم، وكان ذلك واضحا من خلال الطريقة التي يلعب به الفريق، سواء من حيث الأسلوب الجماعي وكذا التكتيكي ثم شخصية الفريق.
إختيارات بشرية
لا يعرف إن كان معين الشعباني كيف سيتعامل مع المباراة من حيث الإختيارات البشرية، أي إن كان سيُعبد الكرّة من جديد مثلما كان عليه الأمر في المباراة السابقة أمام لوندا سول الأنغولي باعتماده على لاعبين إحتياطيين، أم أنه سيعيد اللاعبين الأساسيين لإشراكهم كرسميين؟ ذلك أن المواجهة تبقى شكلية وليس لها تأثير على الترتيب والتأهل، عطفا على أن نهضة بركان وستلينبوش قد ضمنا تأهلهما لدور الربع، كما أن الفريق البركاني قد زاد من قتل الإثارة، وهو الذي حسم أيضا المركز الأول في الجولة الماضية، ما يرجح كفة إمكانية اعتماد الشعباني مجددا على اللاعبين الإحتياطيين الذي قدموا مستويات جيدة.
ثم لا ننسى ان أجندة نهضة بركان ستكون بعد مواجهة ستيلينبوش مزدحمة بمباريات مهمة على مستوى البطولة التي سيخوضها، وسيكون مجبرا بالإستفادة منها حفاظا على المركز الأول.
مرحلة أخرى
يبدو أن نهضة بركان يريد أن يسدل الستار على دور المجموعات بطريقة جيدة تليق بقيمته والمستويات التي قدمها عندما يستضيف ستيلينبوش، ومؤكد أن ما يزيد رغبة البراكنة في إنهاء هذا الدور بنتيجة إيجابية أن المباراة ستجرى أمام جمهوره وداخل قواعده، حيث ستكون الفرصة أمام الطاقم التقني واللاعبين من أجل إنهاء دور المجموعات على إيقاع الإحتفالية والعروض الجميلة.
وكيفما كانت الطريقة التي يتعامل بها الشعباني مع المباراة على صعيد اختياراته البشرية بين إشراكه اللاعبين الإحتياطيين أو اعتماده على الأساسيين، فإن الأهم للفريق البركاني هو تحقيق الإنتصار وإسدال الستار على هذا الدور بطريقة جيدة، قبل دخول رحى الأدوار المتقدمة التي تتطلب استعدادا خاصا.