حسم نهضة بركان بطاقة التأهل لدور الربع بعد فوزه في الجولة الرابعة على سطاد المالي بهدف للاشيء، وبذلك أنهى الإثارة على مستوى البطاقة الأولى بعد أن حقق ذلك بالعلامة الكاملة، وسيرحل في الجولة المقبلة إلى أنغولا لمواجهة لوندا سول في مهمة يخطط فيها لمواصلة نتائجه الجيدة وتسيده المجموعة بالبحث عن العودة بنتيجة إيجابية، ولو نقطة التعادل التي يتضمن له الصدارة قبل جولة واحدة.
إنتصار صعب
عاد نهضة بركان بفوز ثمين من مالي في الجولة الرابعة وكان يعرف أن الفوز في هذه المباراة سينقله لدور الربع، لذلك سخر كل إمكانياته لتحقيق هدفه، رغم أن المواجهة لم تكن سهلة باعتبار أن الفريق المالي كان يبحث عن الانتصار لإنعاش حظوظ التأهل.
وحاول سطاد المالي من البداية الضغط، غير أن الحضور الجيد لدفاع النهضة أجهض كل محاولاته، بالمقابل كانت محاولات البراكنة تكتسي الخطورة، وحاول لبحيري في إحدى الكرات مباغتة الحارس لكن كرته مرت محادية، وبدوره هدد مهري من تسديدة لكن العارضة ردت الكرة.
وراهن صاحب الأرض على التمريرات الطويلة بعد أن وجد صعوبة في إيجاد الحلول من الوسط، لكن كل الكرات كان يردها الدفاع بحضوره الجيد، بينما لم يستغل الرياحي فرصة من الجهة اليمنى وفضّل التسديد بدل التمرير، حيث تصدى الحارس للكرة.
ودخل سطاد المالي الشوط الثاني مهاجما، وخلق متاعب للدفاع البركاني من خلال الهجمات التي كان يشنها، وهدد طراوري من تسديدة أرضية قوية، حيث مرت الكرة محادية للمرمى، وفي الدقيقة 64 توصل الرياحي بكرة في منطقة العمليات، وسجل الهدف الأول من تسديدة أرضية.
وكان من الطبيعي أن يضغط سطاد المالي، حيث هدد مرمى ودفاع منافسه البركاني، خاصة من الضربات الرأسية التي سجلت خطورة على مرمى الحارس المحمدي، لكن دون هزمه، قبل أن تنتهي المباراة بفوز مهم للبراكنة.
التأهل المستحق
تسيد نهضة بركان المجموعة وتصدرها بالعلامة الكاملة برصيد 12 نقطة، بعد فوزه في المباريات الأربع، حيث لم يرحم خصومه، فكان أن حسم بطاقة التأهل لدور الربع عن جدارة واستحقاق، ولو أن ذلك لم يكن مفاجئا بالنظر إلى النتائج التي سجلها والطريقة التي ناقش بها المباريات، وأصبح يتصدر الترتيب أمام ستيلنبوش الجنوب إفريقي الذي يحتل المركز الثاني ب6 نقاط، فيما تراجع سطاد المالي بعد خسارته أمام نهضة بركان للمركز الثالث ب4 نقاط، على أن  لواندا الأنغولي الخصم المقبل لنهضة بركان يتذيل الترتيب بنقطة واحدة، حيث أصبحت وضعيته جد صعبة بعدما فقد حظوظا كبيرة للتأهل.
شخصية بطل
أثبت نهضة بركان أنه من الأندية التي ستنافس على اللقب بضرواة نظير المستويات التي يقدمها والنتائج التي يسجلها، حيث أسقط كل خصومه أثناء مواجهتهم، ويعود ذلك للمناعة الإفريقية التي بات يتوفر عليها وكذا طريقة مناقشته المباريات، خاصة التي يجريها خارج الملعب بدليل أنه سجل فوزين خارج القواعد على ستيلينبوش وسطاد المالي.
وجنى نهضة بركان ثمار الإستقرار سواء على المستوى البشري وذلك بحفاظه على ثوابته البشرية، أو التقني بتجديده الثقة في المدرب التونسي معين الشعباني الذي يملك تجارب مهمة، خاصة على المستوى الإفريقي، حيث استفاد من قيادته الفريق في الموسم الماضي، الشيء الذي خوّل له إصلاح مجموعة من الأمور التقنية وكذا البشرية ليكون فريقه متكاملا.
لوندا الجريح
تبقى مهمة لوندا صعبة من أجل بلوغ دور الربع في ظل مركزه الأخير ورصيده الذي لا يتجاوز نقطة واحدة، وكان متوقعا أن يكون لوندا القنطرة الصغيرة في المجموعة بحكم تجربته القليلة وهو الذي تأسس عام 1990، لذلك لا يعتبر من الأندية الأنغولية العريقة على غرار بيترو أتلتيكو وغيره، ولا يملك أي تاريخ على المستوى الإفريقي، ويبقى وصوله لدور المجموعات إنجاز مهم.
وكانت النقطة التي جناها من تعادل واحد بملعب سطاد المالي، بينما خسر في مباراياته الثلاث الأخرى، ولم يقدر على مجاراة إيقاع الخصوم، رغم أنه سيحاول الدفاع عن إسمه في المباراتين المتبقيتين أمام نهضة بركان وسطاد المالي رغم صعوبتها، وإن كانت التجربة التي خانت أكثر هذا الفريق، الذي كان جيدا على المستوى التقني وقدم مباريات جيدة.
بشعار الفوز
مؤكد أن نهضة بركان لا يعنيه سوى الفوز في هذه المباراة لمواصلة نتائجه الجيدة والحفاظ على الصدارة بالعلامة الكاملة، خاصة أن كل الإمكانيات ستكون حاضرة خاصة على مستوى المعنويات المرتفعة وغياب الضغط.
ويبقى الحماس أيضا حاضرا عطفا على أن نهضة بركان مُصمم ليواصل تسيده، ويُنتظر أن يعتمد الشعباني على كل اللاعبين الذين يعتبرون مفاتيح اللاعبين، كالبوركينابي يوسوفو دايو ومنعوت ومهري والمورابيط والحارس المحمدي وخيري وغيرهم، مع تسجيل غياب لبحيري للإيقاف وعسال للإصابة.
وسيكون الهجوم من أسرار النهضة في هذه المباراة، إعتبارا للاعبين الذين يشكلون هذا المركز، كما أن الضغط سيكون أكثر على الفريق الأنغولي، خاصة أنه يدرك صعوبة الإختبار الذي ينتظره أمام فريق بركاني يعرف كيف يناقش مبارياته بملعبه، دون استثناء الفوارق البشرية وكذا التجربة وغيرها من الأمور التي ترجح كفة البراكنة.