لأعالي القمم صعد أبطالنا من ذوي الهمم، ليجعلوا من الألعاب البارالمبية باريس 2024، الدورة الأفضل على الإطلاق من حيث وفرة المحصول من الميداليات والذي وصل إلى 15 ميدالية من المعادن الثلاثة، وهو ما لم تتمكن رياضة ذوي الإحتياجات الخاصة من تحقيقه على مدار مشاركاتها في الألعاب البارالمبية.
وإذا كانت حصيلة المغرب من الميداليات الذهبية قد نقصت عن دورة طوكيو بميدالية واحدة، فإن دورة باريس تفوقت على ما سبقها من حيث المجموع العام للميداليات، إذ زاد بأربع ميداليات عن حصيلة دورة طوكيو، لينهي المغرب البارالمبياد الباريسي في المركز 31 عالميا في جدول الميداليات.
ومع تحقيق ذوي الهمم لهذا الحصاد القياسي من الميداليات، فإنهم تألقوا وسط المئات من أبطال العالم بتحقيقهم لأرقام قياسية عالمية، وهو ما يؤكد بما لايدع مجالا للشك، حسن إستعدادهم للمحفل الرياضي العالمي، معوضين المغاربة عن خيبة الأمل التي شكلتها مشاركة الرياضيين المغاربة الأسوياء في أولمبياد باريس.
ونجح ثلاثة أبطال مغاربة، هم منصف بوجا سيد سباق 400 متر (T12) وأيمن الحداوي بطل سباق 400 متر (T47) وفاطمة الزهراء الإدريسي سيدة سباق المارطون (T12) وصاحبة الرقم القياسي العالمي الجديد، في إسماع العالم كله النشيد الوطني بعد أن اعتلوا منصات التتويج، مكللين بالذهب البارالمبي.
وعادت الميداليات الفضية الست لكل من أيمن الحداوي في سباق 100 متر (T47) وفاطمة الزهراء الإدريسي في سباق 1500 متر (T13) وعبد الإله كاني في رمي الجلة (F53، ويسرى كريم في رمي القرص (F41) وعز الدين نويري في رمي الجلة (F34) وأيوب سادني في سباق 400 متر (T47).
ونجح 6 أبطال مغاربة في نيل الميداليات البرونزية، ويتعلق الأمر بمريم النورحي في سباق الماراطون (T12) وسعيدة عمودي في رمي الجلة، وزكرياء الدرهم في رمي الجلة (F33) وأمين الشنتوف في سباق الماراطون (T12) وأيوب أدويش في رياضة بارا تايكواندو وزن -63 كلغ (K44) ورجاء أكرماش في رياضة بارا تايكواندو وزن +65 كلغ (K44).
ولا يمكن للمغرب أن يقابل هذه الإنجازات العالمية لرياضة ذوي الإحتياجات الخاصة، سوى بتوفير القطاع الوصي والمؤسسات ذات الصلة والقطاع الخاص لمزيد من الدعم المادي واللوجيستي، ليظل ذوو الهمم المغاربة دوما في أعالي القمم، فكانت رياضتهم أكبر نقطة ضوء في العام الذي سنودعه.