في عينيه بريق يسافر بالموهبة بعيدا، لترتقي إلى مرتبة تكبر عمره بسنوات، وبين قدميه سحر يقدمه كواحد من فلتات العصر، إلياس بن صغير الأسد الصغير / الكبير، جوهرة الإمارة وأمير الإبداع في موناكو..
عندما تشاهده يلعب، أو بالأحرى يعزف، تقف معجبا ومندهشا ومستمتعا أيضا، فهو من صنف اللاعبين الذين يتمنى كل مستمتع بالكرة الجميلة أن يرى الكرة بين أقدامهم، وإلياس إن جاءته الكرة أعطاها حنانه وشغفه ونزقه أيضا..
وعندما تقرأ لإلياس بن صغير حوارا، يتملكك الإحساس أن الولد الذي يصل بالكاد لسن التاسعة عشرة، يتقمص دور الفيلسوف الذي يفلسف كل ما حوله، أو لنقل أنه يرى كل ما حوله بحكمة هي أكبر بكثير من عمره..
الأسد الأطلسي الفخور بمغربيته، والآمن المطمئن في عرينه، كان له حوار جميل بعدد الحروف الأبجدية مع مجلة «أونز مونديال»، ما كان لي بعد قراءته بإمعان أن أغض الطرف عنه، لذلك انتقيت منه فواصل، ستدركون بعد قراءتها أنها أشبه بمقاطع موسيقية عالية النغم والشجن..
تابعوا إذا هذا الحوار المقتطف. 
< بداياتي مصدر جنوني
بداياتي مع موناكو؟ لنقل أنها كانت جيدة.
صحيح أنه شابت هذه البدايات إصابات كانت تغيبني بين فترة وأخرى، ولكنها لم تمنعني من أن أواصل التطور.
لقد نجحت في إبراز قدراتي، وعرف الناس من أكون وما أنا قادر على فعله. الآن علي أن أظهر أنني لاعب متوازن ومنتظم، وكما يقولون عني، فأنا موهبة الفريق، برغم أنني لا أعير هذه الأشياء أهمية كبيرة، ما يشغلني هو أن أشعر بأنني حر، وأركز فقط على أسلوبي في اللعب، أن أفيد فريقي، أن أسجل الأهداف وأهدي تمريرات حاسمة، وأساعد فريقي على تحقيق الإنتصارات، ومن تم أن أسعد مناصري موناكو.
بالطبع أذكر مباراتي الأولى مع موناكو، كانت ضد أوكسير، دخلت خلال المباراة ونجحت في توقيع هدفين، تلك كانت لحظة لا تنسى، مثل هذه البدايات لا تنسى، عندما أرى الفيديو الذي يوثق لتلك البدايات تأخذني الإبتسامة، إنه شيء جيد، لكن يجب المرور إلى ما هو أهم.
كلما انتهت مباراة، إلا وبدأت في التفكير بالتي ستتلوها.
هذا الموسم، لماذا لا نفوز باللقب؟ أعتقد أننا نملك فريقا جيدا، ودكة بدلاء ممتازة، نتجاوب بيننا بشكل رائع، سنحاول تحقيق شيء كبير هذا الموسم.
< هناك شيء أكبر من تسجيل الأهداف
لا أفكر دوما في تسجيل الأهداف، لست من اللاعبين الذين تستولي على تفكيرهم الأهداف.
إذا لم أسجل الأهداف، أو لم أقدم تمريرات حاسمة، وساعدت الفريق بشكل آخر على الفوز، فهذا يكفيني، تركيزي كله يذهب للتميز الجماعي، بعدها كل شيء يأتي لوحده.
داخل الفريق هناك لاعبون متخصصون في توقيع الأهداف، وهؤلاء هم من نعينهم على ذلك، هذا لا يعني أنني غير معني بالأهداف، كلما سنحت الفرصة لأسجل أفعل، إذا تمكنت من التوقيع على تمريرات حاسمة لا أتردد.
عموما أن أنهي مباراة من دون أن أسجل، فذلك لا يمنعني من النوم ليلا!! طبعا تسجيل الهدف لحظة يطمح لها كل لاعب، لأنها تسمح لك بالذهاب إلى الجماهير للإحتفال معهم.
ربما علي أن أغير طريقة تفكيري، لأصبح لاعبا قاتلا وحاسما، أعرف أن اللاعب اليوم يقاس بأرقامه وإحصائياته، لذلك سأشتغل على هذه المزايا، لأن تسجيل الأهداف وصناعة الأهداف، هي أكثر ما يذكره الصحفيون والناس.
< نيمار.. مَن مِن الشباب لا يعشقه؟
في كرة القدم، مثلي الأعلى هو البرازيلي نيمار، أحب حريته وطريقة لعبه، أعتقد أن كثيرا من الشباب يعشقونه ويجعلون منه قدوة لهم عطفا على مهاراته الكبيرة.
هناك أيضا ليونيل ميسي، ما يفعله داخل الملعب، شيء لا يصدق، لديه خاصية فريدة من نوعها، يستطيع لوحده أن يقصي فريقا بكامله، لكي يمنح التفوق لزملائه، وهذا لا يستطيع أن يفعله كل اللاعبين.
أعشق أيضا الطريقة التي يفكر بها عصمان ديمبيلي، إنه يفعل كل ما يعن له ويستمتع في ذلك، وأنا أحب هذه العقلية.
خارج كرة القدم، كان أخي الأكبر هو مثلي الأعلى، بفضله أصبحت لاعبا لكرة القدم، كنت أتبعه وأشاهده وهو يلعب، كنت أتابع أيضا انتقاءه للاعبين عندما كان في نادي نيس، هذا بالذات ما حفزني على تحقيق أحلامي.
< فخور بأن أكون أسدا أطلسيا
صحيح، هناك من قال أنني أخذت قرارا مبكرا باللعب للمنتخب المغربي، كثيرون هم من يلومونني على ذلك، بالنسبة لي ليس هناك توقيت جيد وآخر غير جيد، عندما تريد شيئا إذهب نحوه بلا تردد، ولا تلفت لما يقولون، أو لما سيقولون.
كنت أريد أن ألعب لأسود الأطلس، فلماذا أنتظر حتى يستدعونني للمنتخب الفرنسي، وأنا مقتنع تمام الإقتناع باللعب للمغرب.
نعم هذا الإختيار جاء في وقت مبكر من مسيرتي الكروية، وأنا فخور بهذا القرار، خاصة وأنه صدر عني بعد أن خصني مدرب الفريق الوطني وليد الركراكي بالدعوة وخصني بالثقة الكاملة.
لم أقل يوما «يجب أن أذهب في وقت مبكر لمنتخب المغرب»، بل قلت «يجب أن أذهب لمنتخب المغرب عندما ينادون علي، هكذا بكل بساطة»، لقد ذهبت من دون تردد وأنا فخور بذلك، وأحاول أن أعطي كل ما أستطيع.
صحيح أن المسار التاريخي للمنتخب المغربي في كأس العالم 2022 بقطر حفزني، لكن ليس هذا كل شيء، عندما نرى ما يفعله المغرب في كرة القدم، مركز محمد السادس الذي نتدرب فيه، صرح رياضي رائع، ومونديال قطر لم يكن إلا منحة لعمل بدأ منذ سنوات، بطريقة لا تصدق، وعندما تطالع الأسماء التي تضمها لائحة المنتخب المغربي، تدرك قوة المنافسة وقيمة الفريق، لدينا فريق رائع بلاعبين جاهزيتهم عالية جدا.
عندما كنت صغيرا، لم أكن أذهب للمغرب، بسبب كرة القدم ولأن والدتي لم تكن تملك المال الكافي للحصول على تذاكر الطائرة، لكنني تلقيت تربية مغربية، والداي مغربيان، ودائما ما تكون أسرتي المغربية معي، في النهاية التربية هي التي فعلت كل شيء.