يخوض المغربي أسامة الإدريسي إحدى أبرز المحطات في مسيرته الكروية بعدما قاد فريقه باتشوكا المكسيكي إلى نهائي كأس القارات لكرة القدم (كأس إنتركونتيننتل)، حيث يتواجه مع العملاق الإسباني ريال مدريد بطل أوروبا الاربعاء على ملعب لوسيل في الدوحة.
وخطف إدريسي الأنظار بعد هدفه الجميل ضد بوطافوغو البرازيلي (3-0) في الدور ربع النهائي من كأس القارات ونيله جائزة أفضل لاعب في المباراة، ومن ثم بأدائه المتوازن خلال الفوز على الأهلي المصري 6-5 بضربات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة 0-0) في الدور نصف النهائي.
قال عشية لقاء العملاق الإسباني في النهائي "كلاعب كرة قدم، في كل مرة تكون فيها في الملعب تحاول أن تتذكر ذلك الفتى الصغير الذي كان يحاول الوصول إلى هذه المرحلة في كل ملعب وكل مباراة. هذا هو الشعور الذي سيراودك دائما".
أظهر الجناح المغربي موهبة مميزة، خصوصا منذ انتقاله إلى الدوري المكسيكي حيث يواصل عروضه الجيدة التي أسهمت أيضا في قيادة الفريق إلى لقب عصبة أبطال الكونكاكاف على حساب كولومبوس كرو الأميركي في المواجهة النهائية 3-0.
وصل الجناح البالغ من العمر 28 عاما إلى ملعب "رامون سانشيس بيسخوان" كصفقة مرتقبة خلال موسم 2020-2021 في ظل جائحة كوفيد-19، حيث استثمر مونتشي، المدير الرياضي آنذاك للنادي، 12 مليون أورو بعد أن لفت اللاعب المولود في هولندا الانتباه في ألكمار.
لكن الإدريسي كافح لبلوغ الثبات والتأثير في النادي الإسباني. وفي شباط/فبراير 2021، بعد بضعة أشهر فقط من انضمامه، أ عير إلى اياكس أمستردام وتلى ذلك أيضا سلسلة انتقالات بالإعارة بينها قادس الإسباني وفينورد الهولندي.
في محطته الأخيرة مع فينورد، استعاد إدريسي جزءا من توازنه، مما أطلق الكلام في حينها عن التوقيع مع الفريق بشكل نهائي في صيف عام 2023. إلا أن ذلك لم يحصل وقر ر ناديه الاساسي إشبيلية فسخ عقده.
لكن تطور أدائه بألوان فينورد منحه فرصة العودة إلى المنتخب المغربي وإن كان لمباراتين فقط من أصل تسع بالمجمل في مسيرته الدولية، على أمل أن تكون كأس القارات مفتاح عودته إلى "أسود الأطلس" بقيادة المدرب وليد الركراكي.
وسيكون الامتحان ضد العملاق ريال مدريد، بطل مونديال الأندية خمس مرات وصاحب الرقم القياسي بعدد ألقاب عصبة أبطال أوروبا (15)، ليلة الاربعاء على ملعب لوسيل، الملعب الذي شهد تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي بأول لقب مونديالي في مسيرته على حساب فرنسا بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3 في كانون الأول/دجنبر 2022.
قال الثلاثاء "بالطبع سنتدرب الليلة (الثلاثاء) في هذا الملعب الرائع، لذلك أنا متأكد من أن كل لاعب... سيكون فخورا وسعيدا بالتواجد في هذه المباراة النهائية".
وعن مواجهة ريال مدريد، قال الإدريسي "ستكون المباراة أكثر خصوصية، لأنه الفريق الأكبر في أوروبا والأكثر تتويجا بالألقاب في تاريخ كرة القدم".
وأردف "لذا، فإن وجودنا هنا هو شرف لنا".
ومن خلال لقاء ريال مدريد، سيكون الإدريسي أمام مواجهة من نوع آخر ضد مواطنه ابراهيم دياس المنضم أخيرا إلى تشكيلة المنتخب المغربي الذي حقق إنجازا تاريخيا قبل سنتين ببلوغ نصف نهائي مونديال قطر، من دون تواجد دياس أو الإدريسي.
لذا، ستكون الفرصة سانحة أمام الإدريسي لاثبات أن ما قدمه مؤخرا على مرأى من العالم أجمع لم يكن "فلتة شوط".
إضافة تعليق جديد