كل من تابع المباراة التي جمعت بملعب العربي الزاولي بين الوداد الرياضي وضيفه الدفاع الحسني الجديدي إلا واستغرب للتدبير السيء  للفريق الدكالي لدقائق هاته المواجهة التي تعامل معها بنوع من الرعونة جعلته يسقط صريعا وبرباعية خدشت كثيرا كبرياء جماهيره.
والحقيقة، أنه ما كان للدفاع أن يحصد هاته الهزيمة النكراء التي أوجعت الجديديين لو أحسن الطاقم التقني البرتغالي بقيادة جورج بايشاو تدبير مباراة كان من الممكن الخروج منها على الأقل بنقطة التعادل، حيث اخطأ ربان الفرسان منذ الوهلة الأولى في مستودع الملابس عندما اختار اللعب بخطة (3-5-2) التي سبق وأن جربها قبله الجزائري عبد الحق بن شيخة ولم يجن منها سوى الهزائم والخيبات، وبعده التونسي لسعد الشابي وكانت أحد أسباب نزول الفريق الدكالي إلى القسم الثاني، علما أن بايشاو الذي استفاد فريقه من اسبوعين راحة بسبب تأجيل مباراته ضد الجيش الملكي برسم الجولة الثالثة، جرب ذات الشاكلة في لقاءات ودية ولم يكن موفقا في اختياره التكتيكي، تماما كما هو الحال في لقاء الوداد، لأن هذه الشاكلة تحتاج إلى  ظهيرين سريعين قادرين على المزج بين الأدوار الدفاعية والهجومية، وإلى ثلاثي فولادي في وسط الدفاع، أضف إلى ذلك أن اختياراته البشرية كانت خاطئة هي الأخرى، باعتماده لأزيد من ساعة من اللعب على جناحين قارين(عربيدي والحنوضي) اللذين راهن عليهما أكثر لتحريك آليات الإكتساح أثناء تنفيذ الغارات الهجومية، في غياب رأس حربة متمرس يترجم الفرص المتاحة أمام المرمى الى أهداف، بل حتى تغييراته التي أقدم عليها عبر مراحل في الشوط الثاني طبعها العشوائية ولم تكن مدروسة، وافتقدت إلى الجرأة اللازمة.
صحيح، أن لاعبي الدفاع الحسني الجديدي تفننوا في إهدار فرص سهلة أمام مرمى الحارس الودادي مطيع، لو تم استغلالها على نحو جيد لكانت نتيجة المباراة ستتغير رأسا على عقب، ومن تم لا يمكن أن نلغي تماما مسؤوليتهم  في الهزيمة النكراء والأولى التي تحرع مرارتها فارس دكالة هذا الموسم، لكن تبقى مسؤولية بايتشاو كبيرة في ما حصل مساء يوم السبت بملعب العربي الزاولي، لأنه يملك (كارط بلانش)، وهو من يختار اللاعبين ويضع الخطط التي يراها مناسبة في كل مباراة، لذلك فالمدرب البرتغالي الذي يبقى محظوظا لكونه يتوفر على ترسانة بشرية كبيرة من اللاعبين المجربين، مطالب باستخلاص الدروس والعبر من الخسارة القاسية التي تجرع مرارتها فريقه أمام وداد يمر من مرحلة انتقالية، ومراجعة أوراقه التقنية، وأن يكون واقعيا في اختياراته البشرية والتقنية في قادم المباريات، لإعادة  الفريق الدكالي إلى سكته الصحيحة داخل البطولة الوطنية الاحترافية التي ستكون بكل تاكيد شاقة وصعبة بعد دخول نظام السد إلى حيز الوجود هذا الموسم.