كنت أظن جازما أن وليد الركراكي سيدخل على الفريق الوطني عند مواجهته لتماسيح لوسوطو الصغيرة، بعض التعديلات قياسا بالتشكيل الذي هزم فهود الغابون، ليمنح بعض البدلاء مساحة زمنية للعب، وليقف على جودة قطع الغيار التي تجلس في العادة بدكة البدلاء، تنتظر اللحظة التي تدخل فيها أي مباراة لتغير من تضاريسها، لكنني وللأمانة تفاجأت بأن وليد جازف بتغيير جلد الفريق بنسبة مائوية فاقت كل التوقعات.
لم يكن في الأمر أدنى استصغار للمنافس ولا حتى استسهال للمباراة، فقد كان وليد يدرك أن من اختارهم للمباراتين معا، لا يبتعد بدلاؤهم عن أساسييهم، إلا بما تتاح من فرص للمشاركة في المباريات، دولية كانت أم رسمية، وهذا المحدد هو ما جعل الفريق الوطني بتسعة لاعبين جدد قياسا بالمنتخب الذي بدأ مباراة الغابون، يعاني كثيرا في فرض الإيقاع واستثمار الإستحواذ وهدم الجدارات الدفاعية التي نصبها لاعبو منتخب لوسوطو.
جودة الأداء الجماعي والقدرة على صناعة الحلول، في مباريات من طينة مباراة لوسوطو وعند مواجهة خصم ينصب حافلة أمام مرماه لحجب الرؤية، لا تأتي إلا بتعدد مناسبات اللعب جماعيا، وهذا التشكيل الذي بدأ به الأسود مباراة لوسوطو لم يسبق أن شاهدناه في أي مباراة سابقة، فمن أين يأتيه الإنسجام والتناسق؟
ستقولون، من كان يجب أن يقف على هذا المعطى هو الناخب الوطني وليد الركراكي صاحب القرار والإختيار، ومن كان يجب أن يدرك استحالة الوصول لدرجات متقدمة في التفاعل بين اللاعبين على أرضية الملعب هو وليد، لذلك سارع مع نهاية المباراة، للقول بأنه لن يعيد ثانية ما فعله أمام لوسوطو، فإن كانت هناك حتمية تبرز مع توالي المباريات الودية في جلباب الرسمي، فهي أن يمنح كل لاعبيه زمنا مقدرا ليدخلهم أجواء التباري الدولي، ولكن ما من أحد وما من شيء كان يفرض المجازفة بتجريب من هذا النوع، يصبح تخريبا ابنية اللعب ويعرض اللاعبين المدمجين من دون حكمة للدخول قهرا لدائرة الشك.
ترى كم عدد الأشياء التي يجب أن يجربها وليد لكي يقتنع بنفسه بعدم جدواها؟
أظن أن هامش التجريب ضاق، والصدر قد ضاق بهذا السقوط المتكرر لبؤرة الضياع.