خبر حزين، ذاك الذي حمله الناعي وهو يخبر في الدار البيضاء، مساء أمس الإثنين 13 نونبر، بانتقال العزيز والأستاذ والكاريزماتي عبد القادر الرتناني، رئيس فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية وصاحب دار نشر، والرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي، وأحد أبرز حكماء الفريق الأخضر، إلى الرفيق الأعلى عن عمر يناهز 78 سنة.

واجتمع في الراحل عبد القادر الرتناني، ما تفرق في غيره من رؤساء الأندية، إذ يصدق تلقيبه ب"المسير المثقف"، عطفا على إسهاماته الفكرية الكثيرة، باعتباره من قادة النشر والتأليف بالمغرب. ويعتبر الراحل عبد القادر الرتناني من أبرز الرؤساء الذين مروا في تاريخ الرجاء الرياضي في حقبة الثمانينيات، إذ توج الرجاء على عهده بلقب البطولة الوطنية لموسم 1988-1989، كما دشن ثلاثيته على مستوى عصبة الأبطال الإفريقية في سنة 1989 بالفوز باللقب الإفريقي الأول.

وخلد الرتناني اسمه أيضا في سجل الرجاء الذهبي، إذ كان أول رئيس في المغرب يوقع عقد احتضان حمل بموجبه الفريق الأخضر علامة تجارية على أقمصة لاعبيه، وكانت أول تجربة إستشهار في المغرب آنذاك.

ADVERTISEMENTS

وظل المرحوم عبد القادر الرتناني على صلة وثيقة بفريق القلب والوجدان، الرجاء الرياضي، حتى عندما تخلى عن الرئاسة، فشكل حضوره الوازن ضمن لجنة الحكماء صوت العقل الذي يرتفع لينتصر لتاريخ ومستقبل الرجاء بعيدا عن أي أجندة سياسية.

وللراحل العديد من الإسهامات الكبيرة على مستوى التأليف والنشر، وآخر ما صدر عن دار النشر الاي يملكها، كتاب أنيق من صنف الكتب الجميلة، عنونه ب"اللحظة المغربية"، ومن خلاله أرخ بصور فريدة وبنصوص جميلة وشهادات حية لملحمة الفريق الوطني في كأس العالم قطر 2022.

رحم الله فقيد الرياضة والثقافة والفكر، وفقيد الرجاء وحكيمها عبد القادر الرتناني، وجازاه الله عن وطنه خير الجزاء، وأسكنه فسيح الجنان إلى جوار الصديقين والشهداء والصالحين، وتعازينا القلبية لعائلة الفقيد ولأسرة نادي الرجاء الرياضي ولأهل الثقافة والفكر.

ADVERTISEMENTS

إنا لله وإنا إليه راجعون.