يقف المنتخب النسوي المغربي على بعد ساعات فقط من لحظة تاريخية، سيكتب خلالها أول سطر في ملحمة العمر، عندما يقابل في أول ظهور له على مسرح كأس العالم بمدينة ميلبورن الأسترالية منتخب ألمانيا.
وكان منتخب اللبؤات قد أكمل تحضيراته لمباراة الغد أمام منتخب الماكينات في أولى مواجهات المجموعة الثامنة، بإجرائه لحضة تدريبية مسائية بملعب ميلبورن، جرى التركيز خلالها على النواحي التكتيكية، كآخر تذكير بالواجبات التي ستناط بكل لاعبة على حدة.
وحتما سيقف العالم العربي كله متطلعا للصورة التي سيظهر بها المنتخب الوطني النسوي، وهو يقابل منتخب ألمانيا في أول حضور لمنتخب نسوي عربي بالمونديال .
كما أن الوقوف على أعتاب المباراة المونديالية سيذكر زميلات العميدة والعميدة غزلان الشباك، بالمسار الرائع الذي عبر من خلاله حلم كرة القدم النسوية، ليصبح حقيقة بالمشاركة في كأس العالم، لذلك ستمثل مباراة صباح الغد أمام المنتخب الألماني لحظة تاريخية، تريد لبؤات الأطلس أن يقرنها بتحقيق نتيجة كبيرة أمام منتخب الماكينات، لقلب كل التكهنات التي تضع هذا الأخير في ثوب المرشح للفوز بنقاط المباراة.
وحرص الإطار التقني الوطني بقيادة المدرب رينالد بيدروس على تحفيز لاعبات الفريق الوطني وتمتيعهن بقدر كبير من الثقة في القدرات، على الرغم من فارق الخبرة والتجربة الموجود مع منتخب ألماني سبق له الفوز بكأس العالم في مناسبتين.
وعمل رينالد بيدروس لمدة سنة كاملة من خلال سلسلة من المعسكرات وما لا يقل عن 11 مباراة تجريبية، على رفع منسوب الثقافة التكتيكية لدى اللاعبات لمواجهة رهان التباري على المستوى العالي، كما أنه اشتغل كثيرا على الجوانب الدفاعية في منظومة اللعب، إذ سيكون الفريق الوطني في لحظات اختبار قوية على المستوى الدفاعي، بخاصة عند مواجهة لاعبات المنتخب الألماني اللائي يتمتعن بقوة هجومية خارقة.
وسعى بيدروس إلى جعل لبؤات الأطلس يتأسين بالأسود، في محاولة لجعلهن يتحدين فارق الخبرة ويصنعن أكبر مفاجأة بمجموعتهن، ومن أول عناصر هذا الإستلهام، الثقة الجماعية للاعبات بقدرتهن على رفع التحدي.
هي لحظة لكتابة التاريخ، وهي لحظة أيضا للإستمتاع، إنها كأس العالم يا لبؤات..