يصطدم الفتح بنهضة بركان في مباراة تعد بالشيء الكثير، خاصة وأن الفريقين لهما حماس وعزيمة من أجل بلوغ نهائي الكأس الفخرية، ويصعب التكهن بالفريق المرشح لحجز تأشيرة التأهل لعدة أسباب أبرزها أن منافسة الكأس لا تخضع لمنطق ومليئة بالمفاجآت، والسبب الثاني نظرا لتقارب مستواهما وأهدافهما.
الموسم الباهر
لم يكن أشد المتشائمين من جماهير الفتح التي تنتظر أن يحقق فريقها ما حققه هذا الموسم، وذلك باحتلاله المركز الثالث في البطولة وهو المركز الذي لا أحد كان ينتظرها خاصة أن فريق العاصمة عاش تغييرات كثيرة خاصة على المستوى البشري، لكون أن المدرب جمال السلامي اعتمد على غالبية من اللاعبين الشباب مع بعض الشباب، لذلك كان همّ الفريق هو تكوين فريق للمستقبل.
ومع مرور الدورات أبان الفتح على مستويات جيدة، وأن لديه المناعة من أجل مقارعة الخصوم، وذلك بالعمل الذي يقوم المدرب جمال السلامي.
النهضة وموسم للنسيان
لم يكن الموسم ناجحا لنهضة بركان، حيث قضى واحدا من أسوأ مواسمه في السنوات الأخيرة، فكان خروجه محبطا من كأس الكونفدرالية الإفريقية، والأكثر من هذا أنه خرج قبل التأهل لدور المجموعات، وهو الذي فاز بهذا اللقب في مناسبتبن، وتلقى ضربة قوية بعد هذا الإقصاء الذي كان مفاجئا، خاصة أنه فاز باللقب بالنسخة التي قبلها ودخل في ثوب البطل.
وكان الفشل أيضا على المستوى المحلي على مستوى البطولة، ذلك أن النتائج لم تكن وفق التطلعات، وكان الفريق البرتقالي بعيدا منذ بداية الموسم عن المنافسة على درع البطولة، رغم أنه أنهى الترتيب في المركز الخامس.
بثوب البطل
يدخل نهضة بركان دور النصف وهو يحمل ثوب البطل إذ فاز به في النسخة السابقة مع المدرب فلوران إيبينغي، وكان على حساب الوداد في المباراة النهائية بضربات الترجيح ب3 ـ 1 بعد نهاية المباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل من دون أهداف، ورغم أن الفريق عرف بعض التغييرات في تركيبه البشرية لكن للفريق البركاني رغبة في بلوغ النهائي خاصة أن مجموعة من اللاعبين ما زالوا مع الفريق.
وبدوره وصل الفتح مرحلة متقدمة في النسخة السابقة من الكأس، حيث كان قريبا من للوصول للنهائي، وخرج بضربات الحظ من دور النصف على يد الوداد ب5 ـ 4 وانتهت المباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل من دون أهداف.
خبرة السلامي
يملك جمال السلامي مدرب الفتح تجارب مهمة سواء على المستوى المحلي أو القاري، ومؤكد أنه يخطط لتسخيرها في هذه المباراة، وسبق أن وجد نفسه في نفس هذه الإختبارات الصعبة، بدليل أنه هو من قاد الفريق في الموسم الماضي في نفس دور النصف، كما أحرز لقب البطولة مع الرجاء، وسبق أن كان وصيفا لبطل المغرب مع فريقه الحالي.
كلها معطيات ستحفزه وستساعده لمواصلة نجاحه مع الفتح في الكأس الفخرية، ولن يقبل أن يكرر نفس سيناريو النسخة السابقة بعد مواجهته الوداد، خاصة أن خبراته التي تمت الإشارة لها ستكون قد ترجح كفته لتحقيق العبور للنهائي لأول مرة في مشواره التدريبي.
فرصة الكرمة
بخلاف جمال السلامي فإن أمين الكرمة يبقى من المدربين الذين لا يملكون الكثير من التجارب، حيث اشتغل سابقا في الإدارة التقنية لأولمبيك أسفي ودربه مؤقتا في الفترة التي غادر فيها عبدالهادي السكتيوي الفريق عندما أصيب بوعكة صحية، كما سنحت له الفرصة مع نهضة بركان بعد رحيل عبدالحق بنشيخة.
وسيكون نصف نهائي نهضة بركان أول اختبار وازن للكرمة وأحد أهم التحديات التي تنتظره، وفي حال ما تأهل للمباراة النهائية فإن ذلك يعتبر أكبر وأهم إنجاز له على المستوى التدريبي، وهو ما سيحفزه على عدم تضييع الفرصة.
ويعد الكرمة من المدربين الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن المزيد من الاحتكاك، ولو أن تجربة نهضة بركان ستكون جد مهمة له وَمنحته خبرات مهمة.
الحوار المفتوح
كل المؤشرات تؤكد أن المباراة ستكون مفتوحة بين الفريقين، وكل مدرب سيضع إمكانياته وأسلحته، ومؤكد أن جمال السلامي سيعول على ثلاثي التجربة العميد المهدي الباسل والمهدي قرناص وأيوب نناح الذين يعتبرون من مفاتيح فريق العاصمة والأكثر من هذا أنهم يعتبرون من مفاتيح لعبه وكلما كان هذا الثلاثي في الفورمة كلما كان الفتح في أفضل حالاته، دون استثناء بعض اللاعبين الذين يحملون مواهب كبيرة كالهنوري والعزيري والمودن وهيرمان وغيرهم.
الحماس والخبرة سيكون أن من أهم الأسلحة، وسيقود الكتيبة كل من يوسوفا دايو وبكر الهلالي بخبرتهما وتجربتهم لتحقيق الأهم، مع لاعبين موهوبين من قيمة البحراوي والشرقية البحري وموساوي والركراكي والفحل وغيرهم، ما يؤكد أن المباراة ستكون مفتوحة على كل الإحتمالات.
البرنامج
الأحد 9 يوليوز 2023
فاس: ملعب فاس: س21: نهضة بركان ـ الفتح الرياضي
