قطبا الدار البيضاء للصعود إلى القمة العلياء
لا صوت سيعلو في الدار البيضاء نهاية الأسبوع، على ديربي الرجاء والوداد، فالأحمر والأخضر سيبحثان عن ترك بصمتهما واضحة في نصف نهائي كأس العرش، وسيسخران كافة المجهودات من أجل العبور للمحطة الأخيرة من الكأس الفضية، لملاقاة الفائز بين نهضة بركان والفتح الرياضي.
غريما الدار البيضاء، سيبحان دون أدنى شك، عن إنقاذ الموسم الحالي، في مهمة لن تكون سهلة أمام كتيبة المدرب الألماني زينباور، ومنافسه البلجيكي فاندنبروك، حيث سيحرص الثنائي الأخير بكامل خبرتهما من أجل إسعاد الأنصار داخل مركب محمد الخامس والبحث عن تقديم أفضل أداء وأجمل نتيجة في نهاية المطاف لتأمين العبور لنهائي أمجد الكؤوس.
متعة صيفية
تتواصل متعة كرة القدم الوطنية، بصدام جديد بين قطبي الدار البيضاء، في منافسة الكأس الفضية، في الوقت الذي يعود الغريمين للفت الأنظار خلال شهر يوليوز الجاري لتقديم أفضل أداء تقني وبدني.
الرجاء والوداد سيبحثان عن تقديم الفرجة لامحالة وإمتاع الأنصار داخل مركب محمد الخامس، مع الحرص على نيل بطاقة التأهل لنهائي الأحلام، بحثا عن مواجهة نهضة بركان أو الفتح الرياضي، لذلك سيسخر الرئيس محمد بودريقة ومعه سعيد الناصيري كل الإمكانيات بحثا عن تحقيق أجمل عبور لنهائي أمجد الكؤوس بالمغرب، في مواجهة لن تكون سهلة عن الفريقين الأخضر والأحمر اللذين سيسخران كافة المجهودات كي يكون عند حسن ظن جماهيرهما التي تتحدث عن صدام الديربي منذ أيام، خاصة مع إستفادة الغريمين من وقت كاف من أجل التحضير للقمة المنتظرة، التي لن يكون هامش الخطأ متاحا فيها لأي طرف، فالرجاء يريد التصالح مع جماهيره بعبور حاجز الوداد، وأنصار الحمر لن يرتاح لهم بال حتى يتمكن فريقهم من إبعاد الفريق الذي يتنفس معه هواء العاصمة الإقتصادية من طريق بلوغ نهاية كأس العرش.
لإنقاذ الموسم
بعدما عجز الرجاء والوداد، عن التتويج بلقبي البطولة وعصبة أبطال إفريقيا، يريد الفريق الأخضر والأحمر، إنقاذ الموسم الحالي، عبر منافسة كأس العرش، لذلك سيشتد الصراع بين قطبي الدار البيضاء بحثا عن ترك بصمتها واضحة في دور نصف النهاية.
فبعدما كان الرجاء عبر حاجز شباب المحمدية في دور ربع النهاية بهدفين لواحد، سيبحث عن محاولة تكريس نجاحه ضد الوداد الذي تأهل للمحطة ما قبل الأخيرة، بعدما أسقط الدفاع الجديدي بهدفين لواحد، لذلك سيحاول النسور الخضر وفرسان القلعة الحمراء، أن يستثمروا كل المجهودات التي بذلوها هذا الموسم في منافسة الكأس من أجل إنتزاع بطاقة التأهل للمباراة النهائية، التي يريد الرئيس بودريقة بلوغها بأي ثمن، كي تكون عودته للرجاء فاتحة خير على الفريق الذي يريد إعادته للواجهة، شأنه في ذلك شأن سعيد الناصيري الذي يأمل أن لا يضيع الموسم الحالي ويخرح الحمر خالي الوفاض دون المنافسة على أي لقب.
زينباور وفاندنبروك في الواجهة
يريد مدرب الرجاء زينباور أن يقود الرجاء لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الوداد الرياضي، ويأمل الألماني صاحب 53 سنة، أن يقدم إشارات قوية على قدرته في تحقيق نتائج إيجابية، ورغم ذلك لن تكون مهمته سهلة وهو يواجه البلجيكي فاندنبروك، الذي يستفيد من معرفته بلاعبيه أكثر من ربان الرجاء الذي جاء للتو للدار البيضاء.
ما بين المدرسة الألمانية والبلجيكية، سيحاول الرجاء والوداد أن يقدما الأفضل ورغم أن لاعبي الفريقين يعانون من إرهاق نهاية الموسم، إلا أن مباراة النصف تتطلب منتصرا واحدا، ما يؤكد أنها ستكون صعبة على الطرفين، فزملاء الحسوني الذين لم يهضموا بعد التفريط في نهائي كأس الأميرة السمراء ضد الأهلي المصري، يريدون تصحيح المسار على حساب الرجاء، التي تريد عناصرها أن تصعب مأمورية منافسها الأزلي، في قمة مثيرة تنتظرها الجماهير المغربية وليس البيضاوية فقط، لمعرفة الفريق الذي سيضع قدمه في المباراة النهائية كي تزداد الإثارة والتشويق في نسخة هذا الموسم من الكأس الفضية.
فرصة لرد الدين
يتذكر جمهور الرجاء الرياضي، كيف أن فريقه تعرض للإقصاء من دور ربع نهائي كأس العرش في النسخة الماضية ضد الوداد الرياضي بهدفي عطية الله وزهير المترجي، لذلك سيحاول الفريق الأخضر رد الدين للغريم والتفوق عليه بحثا عن التصالح مع الجماهير الرجاوية التي لم تكن راضية هذا الموسم عن فريقها، مقابل ذلك سيحاول الوداد تكريس التفوق والإطاحة بالغريم من جديد، وهو الذي مر العام الماضي بمحاذاة التتويج بلقب كأس العرش الذي خسره لصالح نهضة بركان بضربات الترجيح، لذلك لا يريد زملاء أيوب العملود أن يكتووا مجددا بخيبة أمل بعدم الوصول للمباراة النهائية من جهة، وبعدم إقصاء الغريم من جهة أخرى، وذلك لإسعاد الجماهير التي قد تنسى قساوة عدم التتويج بأي لقب هذا الموسم لكنها لن تنسى الهزيمة في مباراة الديربي.
من يلسع الآخر؟
يحرص مسؤولو الرجاء كما الوداد الرياضي في مباريات الديربي، لعب ورقة المال من أجل تحفيز لاعبي الفريقين على تحقيق نتيجة إيجابية، ولأن مواجهة الأحد المقبل، في نصف نهائي كأس العرش، تمثل واحدة من أكثر المباريات إثارة، كونها فاصلة لتأمين العبور للنهائي الحلم، فإن عناصر الرجاء كما الوداد تبحث عن لسع بعضها البعض، من أجل تحقيق إستفادة مادية سواء من الرئيس بودريقة أو الناصيري، ومن أجل عدم تضييع فرصة لعب النهائي لما تملكه كأس العرش من رمزية، حيث يحلم لاعبو البطولة أجمعين بشرف حضورها، وهو الأمر الذي يؤكد بأن الصدام المقبل بين الغريمين سيحمل كل ألوان المتعة والإثارة، حيث سيعود ملعب «دونور» ليمتلئ عن آخره بين من يشجع الأخضر ومن يهيم في عشق الأحمر، في صدام تنتظره الجماهير المغربية والعربية من أجل التعرف على الفارس الذي سيضعه قدمه في المباراة النهائية.