يسعى المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة لمواصلة مشواره الرائع في منافسات كأس إفريقيا للأمم بالجزائر، وبلوغ النهاية عندما يواجه ،اليوم الأحد على أرضية ملعب حملاوي بمدينة قسنطينة، نظيره المالي في مباراة ذات رهانات كبيرة. 

ورغم أن الهدف الأول قد تحقق وهو التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية، فلا غرو أن يطمح أشبال الأطلس في انتزاع اللقب القاري، في مهمة قد تكون صعبة لكنها تبقى غير مستحيلة إن هم أمنوا طريق العبور إلى النهاية "الحلم" من بوابة منتخب مالي. 

إنه حلم لم يخفه مدرب المنتخب الوطني، سعيد شيبا، عندما أجزم أن "طموح المنتخب المغربي زاد، وهدفنا الحالي هو التأهل للنهائي من أجل المنافسة على اللقب. كانت أهدافنا مقسمة، لأننا كنا نأمل في التأهل إلى المونديال، بعد ذلك بات من حقنا أن نحلم بالنهائي".

ولم يبلغ المنتخب المغربي في مشاركتيه في نهائيات كأس إفريقيا للأمم المباراة النهائية قط ، واكتفى بالمركز الرابع في دورة 2013 وودع المسابقة من الدور الأول في دورة 2019. 
ولاشك في أن كسب رهان تجاوز عقب منتخب مالي، الذي يوقع على مشاركته السادسة في نهائيات المونديال، يتطلب تركيزا واستعدادا كبيرا على المستويين البدني والذهني وهو ما اشتغل عليه شيبا بعد لقاء منتخب الجزائر "الاستعداد مر في أجواء جيدة، عملية الاستشفاء كانت أيضا جيدة، اللاعبون جاهزون على المستوى البدني . 

بالنسبة للجانب الذهني فإن التأهل للمونديال خلق ارتياحا كبيرا عند اللاعبين، لكن هناك أيضا تركيز على المباراة".

وتابع في السياق ذاته "سنواجه واحدا من أفضل المنتخبات في المسابقة، لديه مجموعة جيدة، نحاول أن نرفع أكثر من تركيز اللاعبين". 

بيد أن المنتخب المغربي يحتفظ بحظوظه كاملة من أجل المنافسة على اللقب، متسلحا في ذلك بمجموعة من الأسماء التي أظهرت خلال دور المجموعات ولقاء الربع عن احترافية عالية من التي تلقت تكوينها بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، فضلا عن أخرى تمارس في أندية أوروبية كقطب الهجوم زكرياء وزان ، نجم لقاء الجزائر بامتياز، والحارس طه غزيل وغيرهما.

وبصم أشبال المدرب سعيد شيبا على أداء أكثر من رائع منذ انطلاق المسابقة القارية حيث اعتلوا صدارة مجموعتهم في دور المجموعات بفوزهم على منتخبين قويين هما جنوب إفريقيا (2-0) ونيجيريا (1-0) وهزيمة أمام منتخب زامبيا، قبل أن يخوضوا مباراة التحدي ضد المنتخب الجزائري وكسبوها بثلاثة نظيفة. 

ويشترك منتخب مالي، الذي يقوده اللاعب الدولي السابق، صومايلا كوليبالي، الطموحات ذاتها مع نظيره المغربي، حيث سيسعى إلى إحراز لقب ثالث بعد إنجازي سنتي 2015 بالنيجر و2017 بالغابون، بعدما كان خاض نهائي سنة 1997 ببوتسوانا. 

وعبر كوليبالي عن هذا الطموح عندما قال " إن منتخب بلاده حقق هدفه الأول لحد الآن، بعد أن تأهل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم، مما سمح له بالتأهل إلى كأس العالم . الهدف الأول كان بذل كل شيء لتحقيق الفوز في مباراة ربع النهاية، وتم تحقيق هذا الهدف، وسنحضر لمواجهة نصف النهاية، ونبحث بعدها عن التتويج باللقب".

وكان منتخب مالي، الذي شارك في نهائيات ثماني دورات لكأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة، حقق فوزين على التوالي ضد منتخبي بوركينا فاسو (1-0) والكامرون (2-0)، ثم فاز على الكونغو في ربع النهاية (3-0). 

وبعد أن حققت المنتخبات الأربع، المغرب ومالي والسنغال وبوركينافاسو، هدفها الأول وهو التأهل إلى نهائيات المونديال، ستركز على بلوغ النهائي قبل أن يصبح اللقب على المحك.