تعود منافسات كأس العرش إلى الواجهة، وهذه المرة في دور الربع، حيث يتصدر ديربي العاصمة الرباط هذا المشهد، لقيمة الفريقين، وأيضا للصورة التي يقدمانها هذا الموسم في البطولة الإحترافية، وبالتالي سنكون أمام مباراة أشبه بالمباراة النهائية، علما أن آخر مواجهة بين الفريقين كانت عام 2010 في نهائي كأس العرش بمركب الأمير مولاي عبد الله والتي إنتهت لصالح العساكر بالضربات الترجيحية.
كما أن الرجاء الرياضي سينزل ضيفا ثقيلا على شباب المحمدية، بعد الصورة الكارثية التي قدمها هذا الموسم، وبالتالي سيكون على الرجاء تفادي الهزيمة حتى لا يصاب بالسكتة القلبية.
وبالمقابل ممثل الهواة شباب هوارة سيستقبل نهضة بركان في مباراة ملغومة لكون الأندية الصغيرة غالبا ما تعذب الأندية الكبيرة ولنا أمثلة كبيرة في ذلك.
• الجيش الملكي.. الزعيم ب 12 لقبا
مشوار الجيش الملكي مع كأس العرش له حكايات كثيرة، بل له علاقة خاصة منذ تأسيسه عام 1958، حيث تمكن الفريق العسكري من التتويج ب 12 لقبا في هذه المسابقة الغالية، حيث يوليها إهتماما كبيرا وكان آخر تتويج له عام 2020 عندما لعب المباراة النهائية ضد المغرب التطواني وفاز باللقب.
ويعد الفريق العسكري من أعرق الفرق المغربيّة والأفريقية ويحضى بالتفاف جماهيري شعبي خاص، حيث شكل بنجاحاته قاعدة جماهيرية كبيرة وصيتا بالمغرب وبإفريقيا وبالعالم، وهو قطب من الأقطاب الكروية الثلاثة الكبيرة بالمغرب، إلى جانب منافسيه الوداد والرجاء.
مسيرة النادي العسكري على مستوى كأس العرش حافلة بالألقاب، بعد إنشائه سنة 1958، لعب الجيش الملكي في القسم الثاني، وكان هدفه هوتأسيس فريق متكامل ومتمرس قادر على الصعود إلى القسم الوطني الأول للعب مع خيرة الفرق المغربية ولكن قبل تحقيق هدا الهدف، أحرز فريق الجيش الملكي أول لقب كأس العرش في مسيرته سنة 1959 وهو يلعب بالقسم الثاني على حساب المولودية الوجدية، في سنة 1971، أحرز الفريق العسكري اللقب الثاني على حساب المغرب الفاسي بضربات الترجيح بعد أن آلت نتيجة اللقاء إلى التعادل بهدف لمثله، اللقب الثالث للفريق كان سنة 1984، وأحرزه على حساب نادي النهضة القنيطرية، ثم فاز الفريق باللقب سنة 1985 و1986 وكانا على حساب الدفاع الجديدي.
في التسعينات، وبالضبط سنة 1999، وأحرز الفريق لقبه السادس على حساب شباب المحمدية، وكان الهدف من إمضاء اللاعب المخضرم محمد أرمومن في السنين الأخيرة، وبفريق طموح أحرز الفريق لقبين متتابعين سنة 2003 و2004وكانا على حساب الوداد البيضاوي، وفاز كذلك بالكأس سنة 2007 أمام مفاجأة الموسم أنذاك، نادي الرشاد البرنوصي، ثم عام 2008 و2009 و2022.
• الفتح يتطلع للعودة للألقاب
كان الفتح الرياضي قد توج بآخر لقب في كأس العرش عام 2014 عندما كان يدربه وليد الركراكي الذي خلف آنذاك المدرب جمال السلامي.
وعندما يواجه الفتح الجيش الملكي في نصف النهاية نستحضر المباراة النهائية التي لعبها الفريقان معا عام 2010 بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وخسرها الفتح الرياضي بالضربات الترجيحية بعد أن كاد الفتح أن يتوج بها، وبالتالي ستكون هذه المباراة بمثابة ثأر بالنسبة للفتحيين للوصول مجددا للمباراة النهائية والتتويج بلقب كأس العرش الذي يبقى ضمن إهتمامات الفريق الفتحي لإضافة اللقب السابع لرصيده مع هذا الجيل الذي يقدم مستويات كبيرة بقيادة المدرب جمال السلامي.
وبالنسبة للفتح الرياضي فإن مباراة كأس العرش في دور الربع تعني الشيء الكثير، حتى وأن الخصم هو الجيش الملكي بقيمته التاريخية وعراقته ولكونه زعيم الأندية الوطنية لذلك نتوقع مواجهة كالنار قوية ومثيرة.