لا تصدق صحيفة "الشروق" الجزائرية بائعة الوهم، أن تهب ريح الإختلاف بين أبناء الوطن الواحد، لتحشر نفسها أسوأ ما يكون الحشر في شأن داخلي محض، نافثة كعادتها سمومها وناشرة حقدها وكرهها نتانتها، متوهمة أنها ستنال من المغرب ومن رجالاته أو حتى أن تشكك المغاربة في أطره وكفاءاته، وكأني بها تحاول بسذاجة ما بعدها سذاجة أن تحرك جبال الأطلس الشامخة والراصية من مكانها.

ما إن صعَّد جمهور الرجاء الرياضي مواقفه مع الجامعة من وتحديدا مع رئيسها فوزي لقجع، وقد أخذ له مكانا قصيا للدفاع عن فريقه، وهي على كل حال ليست المرة الأولى التي تثور فيها جماهير أندية مغربية على الجامعة بدعوى أن فريقها تعرض لظلم تحكيمي أو تنظيمي، حتى سارعت صحيفة "الشروق" صائدة الفرص بمنتهى الحقارة لتصف فوزي لقجع بالفاسد، وقد فرَّغت ما يوجد في رشاشها من خراطيش الحقد التي لا تصيب ولا تدوش.لو كان فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فاسدا فمن هو يا ترى الرئيس الصالح في الجامعات الكروية الإفريقية؟ 

إذا كان فوزي لقجع، وهو من أوصل منتخبه الوطني للدور نصف النهائي لكأس العالم كأول منتخب إفريقي يحظى بهذا الشرف العظيم، فاسدا، فهل يكون رئيس جامعة جارة تجتر الخيبات والإقصاءات والتشوهات هو الصالح؟ إذا كان فوزي لقجع هو من بلغت الأندية المغربية على عهده، القمم الإفريقية بهيمنتها على ألقاب إفريقيا بما فيها الرجاء الرياضي المتوج مرتين بكأس الكاف وكأس السوبر الإفريقي فاسدا، فمن يا ترى سيكون صالحا في مشهدنا الكروي الإفريقي؟

ADVERTISEMENTS

إذا كان فوزي لقجع، وهو من بلغت معه كرة القدم النسوية العالمية بتأهل اللبؤات والصغيرات للمونديال فاسدا، فهل صلح من ما زالت كرة القدم النسوية عندهم في عصورها الحجرية؟

إذا كان فوزي لقجع، وهو من أعطى المغرب لقب الفخامة والتميز والرفعة بتنظيم أمهات المنافسات العالمية والإفريقية والعربية، بملاعب هي الأجمل في قارتنا فاسدا، فكيف يكون صالحا من لا تزال الملاعب على عهده مزابل، ومن لا يقدر حتى على تنظيم تظاهرة كروية جهوية من دون أن يجر وراءه التذمر واللعنات؟

يعرف المغاربة من يكون فوزي لقجع المفكر والقائد الرياضي الذي صنع لكرة القدم الوطنية ربيعا جميلا غطى على كآبات الخريف، ويعرف العالم من يكون فوزي لقجع الذي اقتحم بالمهارة والكفاءة كل المواقع الرياضية عالمية وعربية، ويعرف من يستوطن الحقد قلوبهم وأولهم رعاة صحيفة "الشروق"، أن من جعل الآخرين يتأدبون في حضرة المغرب ولا يزايدون عليه ولا يتجرؤون عليه، هو فوزي لقجع الذي نذر نفسه للدفاع عن كبرياء وسمعة المغرب، وما دام فيه عرق واحد فإنه لن يترك الحاقدين والشامتين يفرحون حتى بالإنتصارات الوهمية.

أما ما يحصل عندنا فهو شبيه بمصارين البطن التي تتعارك، اختلاف سرعان ما يتلاشى عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن، وتعرف جماهير الرجاء التي تصب جام غضبها على فوزي لقجع، أنه هو أول من هب لدعمها بالقول والفعل عندما مزقتها الأزمة المالية، وهذه الجماهير كغيرها من جماهير الأندية المغربية، ستراها صحيفة "الشروق" أسودا تبرز أنيابها وتزأر في وجه كل من يدوس للمغاربة على طرف، كل من يرضى لنفسه أن يكون وسخا يدخل بين اللحم والظفر.