• الماطادور لإنعاش العبور أو ولوج المحظور
يستكمل الوداد مبارياته مثله مثل الأهلي المصري عن ذهاب دور المجموعات، بعدما تأجلا نزالهما لالتزامهما السابق بمونديال الأندية.
الوداد يلاقي على ملعبه اليوم الجمعة لحسن حظه في هذه الظروف الصعبة والعصيبة التي يجتازها فيطا كلوب بمدربه الجديد غاريدو، وهو يدرك تمام الإدراك على أنه لا مجال للمناورة ولا الخطأ أمامه مرة أخرى.
الوداد لو ينتصر سيتصدر مجموعته مثلما عود أنصاره عبر امتداد حضوره السابق في دور المجموعات، وسيمكنه ذلك من امتصاص غضب الأنصار من جهة وتصحيح وضعه قبل معارك الإياب من جهة أخرى، كيف تحضر الفرسان لموقعة الغربان وبأي شكل سيظهرون بعد موقعة بترو التي عمقت الشكوك..
• «بونيس» التصحيح
هذه المباراة تعتبر بمثابة «بونيس» للتصحيح بالنسبة للوداد، أي أنها رب ضارة نافعة تأتي في سياق اتضحت فيه الأمور وتعرف الوداد على وضعه داخل مجموعته وراقب الأحداث بنوع من الهدوء، ويعلم ما الذي هو مطلوب منه.. الوداد حاليا وبعد الإنتصار أمام بترو أتلتيكو يملك 3 نقاط خلف بترو وشبيبة القبائل، ولكل منهما 4 نقاط، لذلك لو يتعادل سيلحق بالصدارة الثلاثية وهذا ليس في مصلحته، لأن الوداد سيخرج ليلعب مرتين بعيدا عن الدار البيضاء في رحلات كلها مخاطر في لواندا وكينشاسا، لذلك الفوز يعني اعتلاء السبورة منفردا وبفارق نقطتين قبل الذهاب لملاقاة بترو علي أرضه.
هذا «البونيس» هام جدا بالنسبة للوداد، أهميته تكمن في كونه قد يمثل نقطة التحول في مسار الموسم وفي منح التركيبة الدفعة المعنوية التي تحتاجها وليعيد ترتيب الأوراق التي اختلطت بعد سقطة الجزائر.
• فيطا نسخة سيئة
للوهلة الأولى وتحديدا بعد مراسيم القرعة اتضح أن مجموعة الوداد أقوى بكثير من مجموعة الرجاء وهذا واقع لأنها ضمت 3 أندية لهم علاقة ببوديوم المسابقات الأفريقية، وبينهم فيطا كلوب نفسه الذي توج بالعصبة في شكلها القديم لما مانت تعرف بعصبة أبطال أفريقيا 1973 تحت مسمى الزايير القوية يومها.
إلا أن فيطا الحالي ليس هو فيطا مواسم قليلة منصرمة، صحيح هذا النادي استعاد توازنه ومكانته محليا بالكونغو متقدما غريمه مازيمبي، لكنه فقد الكثير من هيبته وشخصيته الأفريقية والدليل أنه خسر وانهزم على ملعبه في الجولة الأولى من بترو أتلتيكو.
ومع ذلك يظل فيطا الذي استعاد الثقة في الجولة المنصرمة أمام شبيبة القبائل، فريق يتسم بالخطورة، كما يتصف بالغدر والحذر واجب منه وإن كانت نسخته الحالية هي الأسوأ إلا أن الوداد ليس أفضل حالا منه.
• ديكليك إسباني
هذه هي التفصيلة التي يراهن عليها الوداد مثل الذي يراهن على معجزة وجزئية بعيدة عن الخطة والتكتيك وما شابه ذلك، تفصيلة المدرب الجديد للوداد خوان كارلوس غاريدو الذي حل مكان التونسي النفطي.
حالة الإحتباس الهجومي التي كان عليها الوداد مع النفطي وتدني الأداء وعدم تطور منظومة الفريق في التنشيط الهجومي، ولدت الشك مثلما تسببت في حالة نفور من مباريات الفريق على عهد المدرب السابق بدليل ما استعرضناه من أرقام وهو لا يقوى على تجاوز الهدف الواحد في أفضل أحواله عند كل مبارياته العشرة المنقضية.
غاريدو بخبرة أكبر افريقيا من النفطي بعدما عرج على فرق الأهلي والزمالك ثم النجم الساحلي والوداد بطبيعة الحال، مثلما أنه يعرف الوداد بشكل مستفيض وقد وصف في خرجته الأولى عودته إليه بالعودة للبيت والهدية الكبيرة.
هذه الروح وهذا الحافز مع الطموح قد يمثل طاقة إيجابية افتقدها اللاعبين مع النفطي، وهي واحدة من الجزئيات المراهن عليها لقهر الغربان، والتي تعرف عادة في تعاريف كرة القدم ب«الديكليك» أو «العلاج بالصدمة».
• الإنتصار ثم الإنتصار
سيترقب الجمهور الودادي بكثير من الشغف كما الفضول ما الذي يمكن أن يحمله معه غاريدو من أفكار ومن متغيرات، هل سيراهن على نفس نسق وتكتيك من سبقه رغم حالة الإستعصاء التي رافقته؟ أم أنه مثلما جرت العادة في تقاليد وأعراف المدربين الجدد أنهم يحملون معهم الجديد وتوظيفات جديدة مناقضة ولو في بعض المراكز للسلف الصالح.
بطبيعة الحال الوداد لا تحتاج في ظل الغيابات الثقيلة والوازنة في عدد من المراكز لتغيير راديكالي شمولي، لكن واقع المباريات مع النفطي يفرض إعادة الإعتبار لوجوه من قبيل إسماعيل المترجي، مؤيد اللافي وربما حتى بديع أووك لتناط بمهام أقوى.
فيطا حضر هنا لآخر مرة وخسر من الرجاء ب 3 أهداف نظيفة سنة 2018، والمصادفة أنه كان نهائي الكونفدرالية ومن كان مدربا هو غاريدو يومها، وفيطا لعب أمام الوداد مرتين قاريا وقد كانتا سنة 2002 ربح ذهابا بهدف وخسر إيابا ب3 في نسخة أخيرة يومها لكأس الكؤوس التي توج بها الوداد في النهائي أمام أشانطي الغاني، وبعدها أدمجت المسابقة لتصبح الكونفدرالية بمسماها الحالي.
غير الإنتصار في هذه المباراة هو انتحار، وغير الإنتصار معناه أن الماطادور حكم على نفسه مبكرا بولوج دائرة الشك والإقصاء والمحظور.
• البرنامج
ـ الجمعة 3 مارس 2023
عصبة أبطال إفريقيا
دور المجموعات «الجولة الأولى»
بالدرالبيضاء: مركب محمد الخامس: س 20: الوداد الرياضي ـ فيتا كلوب الكونغولي