هل يمكن أن تتسبب التصريحات الغاضبة والتعليقات المثيرة للجدل التي أطلقها يوليان ناجلسمان مدرب بايرن ميونخ بعد هزيمة فريقه أمام بوروسيا مونشنغلادباخ في نهاية مشواره مع الفريق؟
لقد طرحت وسائل إعلام ألمانية هذا التساؤل في أعقاب اعتراض المدرب على طرد أحد لاعبي فريقه وتصريحاته الغاضبة بعد هزيمة بايرن ميونخ من مونشنجلادباخ 2-3 في البطولة الالمانية.
وكان ناغلسمان قد أبدى اعتراضه على التحكيم وخصوصا البطاقة الحمراء التي حصل عليها اللاعب أوباميكانو في الدقيقة 8 من المباراة بعد إعاقته للاعب غلادباخ.
كما تواجد في المنطقة المختلطة بعد المباراة ووجه عبارات غاضبة لحكم اللقاء من قبيل: "هذه مزحة، هل يحاول أن يخدعني أم ماذا".
وقال للصحفيين خلال عودته للمنطقة المختلطة: "يا إلهي. لقد كانت لمسة خفيفة!"
وبعد انتهاء المباراة وخلال المؤتمر الصحفي، طالب ناغلسمان بعدم وضع كلماته على ميزان الذهب، أو بمعنى عدم محاسبته بدقة شديدة على كل ما يصدر عنه من تصريحات أو تعليقات.
وتقول صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار إن ناغلسمان سيتلقى عقوبة مالية فقط، خاصة أنه تقدم باعتذار في وقت لاحق عن تصرفاته وعن الكلمات التي قالها بعد انتهاء المباراة.
وكتب ناغلسمان في وقت لاحق على تويتر إن العواطف جزء من الرياضة، "وبالنظر إلى البطاقة الحمراء، كان علي أن أنفس عن مشاعري بعد المباراة".
وتابع: "مع ذلك، يجب أن أعتذر عن اختيار الكلمات التي وجهتها إلى توبياس ويلز (حكم المباراة). للأسف، من الواضح أن الأمر ذهب إلى أبعد مما أتصور".
لكن على جانب آخر، تشير تقارير إلى أن الأمر قد لا يتوقف عند هذا الحد وأن مدرب البايرن قد يواجه عقوبة الإيقاف.
وتساءلت صحف ألمانية هل كان ما فعله ناغلسمان انحرافًا عن التقاليد لمرة واحدة؟ أم أن هذه هي بداية نهاية مشواره كمدرب للبايرن؟
من جانبها، بدأت لجنة مراقبة داخل الاتحاد الألماني لكرة القدم التحقيق في الواقعة.
وتقول "بيلد" إنه في الخطوة الأولى، سيُطلب من ناغلسمان الإدلاء ببيان حول ما حدث، مشيرة إلى أنه يكاد يكون من المؤكد توقيع غرامة مالية واحدة على الأقل على مدرب البايرن.
من ناحية أخرى، يُتوقع أن يكون هناك عقوبة داخلية في بايرن ميونخ على المدرب، إذ وقعت خلافات متعددة بشأن ناغلسمان وخصوصا تصريحاته المثيرة للجدل.
لكن في الوقت نفسه، يحظى ناجلسمان بدعم كبير من إدارة النادي بشكل واضح بعد الفوز على باريس سان جيرمان، خصوصا من المدير الرياضي حسن صالح حميديتش، الذي أظهر تفهمه لتصرفات ناغلسمان بقوله: "نعم بالطبع. المدرب لديه مشاعر!".
لكن أيضا يدور حديث داخل أروقة النادي حول شخصية ناجلسمان المنفتحة بشدة وأقواله المتقلبة في كثير من الأحيان، وأنه رغم إحرازه للفوز إلا أنها تبقى مسألة مثيرة للقلق فيما يتعلق باستقرار الفريق.
لكن أساطير بايرن لم يكونوا بالقدر نفسه من التسامح مع تصرفات ناغلسمان وكانوا أشد قسوة في حكمهم عليه.
وقال لوثار ماتيوس (61 عاما) نجم النادي والقائد الأسبق للمنتخب الألماني على قناة سكاي: "علينا أن نفتح هذا الملف ونتحدث فيه".
وأردف: "أعتقد أنه ليس فقط الاتحاد الألماني لكرة القدم هو المعني بمعرفة تفاصيل هذه الواقعة لكن أيضًا على بايرن ميونخ محاسبة المدرب على ما بدر منه"، بحسب موقع "سكاي سبورت".
أما ديدي هامان اللاعب والمدرب السابق فقال: "إذا كان لا يريد (ناغلسمان) أن توضع كلماته على مقياس الذهب، فعليه أن يذهب إلى دوري الدرجة الثالثة أو الرابعة. لا أحد سيهتم بما يقوله هناك".