بعد انتظار دام 12 عاما ، حل اليوم المنتظر لقطر التي تفتتح الأحد كأس العالم لكرة القدم، على وقع شكوك وجدليات ومزاعم وتكهنات لم تنقطع منذ منحها حق الاستضافة، خلطت عالم الرياضة بالسياسة والأعمال والبيئة وحقوق الإنسان.
على ملعب البيت في مدينة الخور الشمالية الذي يبعد نحو خمسين كيلومترا شمال العاصمة الدوحة والمستوحى من الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية، تفتتح قطر النهائيات المقامة مرة كل أربع سنوات بمواجهة الإكوادور، أمام ستين ألف متفر ج يتقدمهم أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي سيلقي كلمة بالمناسبة.
وسيتنفس القطريون الصعداء بعد صافرة البداية لأول مونديال في الشرق الأوسط ودولة عربية كل ف أكثر من 200 مليار دولار وفق تقديرات مختلفة، بعد انتقادات لاذعة للدولة الخليجية الغنية بالغاز، بسبب مواضيع شت ى تتراوح من شراء الأصوات، مناخ الإمارة الحار ومجتمعها المحافظ إلى سجل ها في مجال الحري ات وحقوق الإنسان وخصوصا التعامل مع العمال المهاجرين من جنوب القارة الآسيوية ومجتمع الميم.
وفيما خطف الأنظار إعلان الاتحاد الدولي (فيفا) الخميس حظر الكحول للمشجعين في محيط ملاعب البلد المسلم المحافظ، حيث يخضع بيعها لرقابة صارمة، بدأ توزيعها السبت في منطقة المشجعين في حديقة البدع بدءا من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
قال المشجع المكسيكي آلان سانشيس البالغ 30 عاما "نريد أن تكون كأس العالم احتفالية والجعة تساعد على قضاء وقت ممتع".
وعشية انطلاق منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا هولندا والسينغال اللذين يلتقيان الإثنين على ملعب الثمامة المستوحى من القحفية التقليدية، شن رئيس فيفا السويسري جياني إنفانتينو حملة "دفاعية" في وجه الانتقادات الغربية لمنح قطر الاستضافة، وقال السبت من المركز الإعلامي في مركز قطر الوطني للمؤتمرات "أنا هنا ليس لاعطائكم دروسا في الحياة، لكن ما يحصل في الوقت الحالي هنا ليس عادلا على الاطلاق. الانتقادات المتعلقة بكأس العالم تنم عن نفاق".
وفيما دعا في وقت سابق للتركيز على كرة القدم فقط، قال السويسري "بالنسبة إلينا كأوروبيين ما قمنا به على مدار 3 آلاف سنة سابقة، يتعي ن علينا الاعتذار عنه على مدار 3 آلاف سنة مقبلة قبل أن نعطي دروسا للآخرين. هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق".
وعن حظر تناول الجعة، قال "إذا لم تشرب الجعة على مدى 3 ساعات بامكانك أن تعيش. الأمر سيان في فرنسا، إسبانيا واسكتلندا".
وتتوقع قطر التي يقطنها نحو 3 ملايين نسمة بينهم 90% من الأجانب، حضور أكثر من مليون مشجع إلى البلاد على مدار البطولة التي تستمر لـ29 يوما ، لكن تساؤلات كثيرة ط رحت في الأشهر الأخيرة حول قدرتها على استيعاب هذا العدد. سيمكث مشج عون كثر في فنادق أو شقق أو مخيمات في الصحراء أو على متن سفن، مقابل أسعار متفاوتة.
وخلافا للنسخ السابقة من المونديال الذي انطلق عام 1930 في الأوروغواي، انتقلت المنافسة من فصل الصيف إلى مشارف الشتاء، بسبب درجات الحرارة الملتهبة في الخليج صيفا ، ما أثار حنق البطولات الأوروبية الكبرى المجبرة على تجميد منافساتها لمدة شهر على الأقل.
ستة ملاعب تتسع لنحو أربعين ألف متفرج هي خليفة الوحيد المعاد تجديده، 974 (راس بوعبود سابقا )، أحمد بن علي (الريان)، الجنوب (الوكرة سابقا )، الثمامة والمدينة التعليمية، مقابل ستين ألف متفرج لملعب البيت وأكثر من ثمانين ألفا لملعب لوسيل الذي يستضيف المباراة النهائية في 18 كانون الأول/دجنبر في اليوم الوطني لقطر، ويتوقع أن يتابعها مليار متفرج حول العالم.
وخلافا للنسخ السابقة من المونديال الذي انطلق عام 1930 في الأوروغواي، انتقلت المنافسة من فصل الصيف إلى مشارف الشتاء، بسبب درجات الحرارة الملتهبة في الخليج صيفا ، ما أثار حنق البطولات الأوروبية الكبرى المجبرة على تجميد منافساتها لمدة شهر على الأقل.
تقنيا ، يسعى المنتخب القطري الى تجنب تجربة جنوب إفريقيا التي أصبحت عام 2010 أول دولة مضيفة تودع من الدور الأول.
بهذا الهدف، حصل منتخب قطر على إمكانات هائلة في السنوات الماضية، من خلال رعاية اللاعبين في أكاديمية أسباير المترفة، وتخصيص جهاز تقني بقيادة الإسباني فيليكس سانشيس الذي ترعرع في أكاديمية لا ماسيا التابعة لنادي برشلونة الإسباني وقام بعزله خمسة أشهر في أوروبا بعيدا عن أعين "المتطفلين".
لكن المستوى المتدني للبطولة القطرية، حيث يلعب جميع أفراد "العنابي"، مقارنة بالبطولات الأوروبية الكبرى، يطرح تساؤلات حيال إمكانية مواجهة منتخبات الصفوة في العالم، وبينها هولندا مثلا التي تواجه قطر الجمعة المقبل.
وأكد سانشيس السبت أن لاعبيه قدموا "تضحيات" على مدى السنوات الـ12 الماضية، واعدا بأن ثمار تلك الجهود ستظهر في أرض الملعب "بالطبع لم يكن لدينا بداية الكثير لنعمل به، كان لدينا لاعبون في البطولة المحلية ونحن قررنا أن إحدى إمكانيات تقوية المنتخب الوطني هو أن تكون هناك فترات أطول للعب كي يتأهلوا إلى كادر المنتخب".
وبعد ثلاثة أيام من انسحاب السينغالي ساديو ماني، افضل لاعب إفريقي ووصيف أفضل لاعب في العالم، لاصابة تعر ض لها مع فريقه بايرن ميونيخ الألماني، تعر ضت فرنسا حاملة اللقب لصفعة قوية، تمثلت بانسحاب مهاجمها المخضرم كريم بنزيمة.
عانى مهاجم ريال مدريد من اصابة في العضلة رباعية الرؤوس لفخذه الأيسر، ستبعده عن الملاعب ثلاثة أسابيع، بعد موسم مميز قاد خلاله فريقه الإسباني إلى لقبي عصبة أبطال أوروبا والليغا المحلية.
وتوز عت المنتخبات الـ32 المشاركة على ثماني مجموعات، قبل رفع العدد إلى 48 في مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وسيذكر حفل الافتتاح بدورات الألعاب الأولمبية "يمزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية" ويتصدره أحد أعضاء فرقة البوب الكوري الشهيرة "بي تي إس".
وستكون رسالة الحفل الذي يستغرق 30 دقيقة بمثابة دعوة إلى العالم أجمع كي يأتي إلى قطر، وتتمحور حول التقارب بين كل شعوب البشرية والتغلب على الاختلافات.
ويشمل الحفل برنامجا مكونا من سبع فقرات يحييها فنانون عالميون وتمزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية.
ومن المنتظر أن يشارك عدد من رؤساء الدول والحكومات بينهم ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، والرؤساء الفلسطيني محمود عباس والجزائري عبد المجيد تبون والرواندي بول كاغامي.
وسيحضر أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني طوماس باخ. ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الإثنين في زيارة تستغرق يومين للإمارة.