عادل المتألق فيديريكو فالفيردي، مع انطلاقة هذا الموسم نفس أرقامه التهديفية التي سجلها طيلة المواسم الأربعة الماضية مع ريال مدريد، ليقترب من كسب التحدي الذي وضعه له الإيطالي كارلو أنشيلوتي قبل بدء الموسم. وكان أنشيلوتي قد صرح ضاحكا عقب الفوز على لايبزيج بثنائية دون رد في دوري أبطال أوروبا يوم 14 سبتمبر/أيلول الماضي في المباراة التي افتتح فيها فيدي التسجيل "بدا لي غريبا أنه سجل هدفا واحدا العام الماضي. قلت له، إذا سجلت أقل من 10 أهداف هذا الموسم، سيتعين علي تقطيع بطاقتي التدريبية". ووقتها وقع اللاعب الأوروغواياني على ثاني أهدافه في سلسلة امتدت لـ3 مباريات متتالية هز فيها الشباك. وقبلها كان قد سجل هدفا مارادونيا في شباك مايوركا، وبعدها هز شباك سيلتا فيجو بالليجا، والآن زار شباك برشلونة وإلتشي بهدفين على الترتيب، ليتطلع يوم السبت المقبل إلى معادلة أفضل معدل تهديفي له في المباريات، حينما يستضيف الريال منافسه إشبيلية على ملعب سانتياغو برنابيو. وفي المجمل سجل فيدي 6 أهداف في 15 مباراة، نفس الأهداف التي سجلها في الـ148 السابقة التي ارتدى فيها قميص الملكي، حيث يقول أنشيلوتي "سواء لعب كجناح أو كلاعب وسط فدائما ما يؤدي بشكل جيد. إنه لاعب مهم وقوي للغاية. لاعب لا يصدق". كما أصبح فالفيردي الأكثر تسجيلا للأهداف من خارج منطقة الجزاء في البطولات الخمسة الكبرى هذا الموسم بواقع 3 أهداف، بالتساوي مع جيمس ماديسون لاعب ليستر سيتي. وساعد هذا التألق فريق ريال مدريد على عدم السقوط في أي هزيمة حتى الآن طوال 15 مباراة رسمية خاضها هذا الموسم، وكذلك سيساهم في احتفاظ أنشيلوتي ببطاقته التدريبة. ويضيف المدرب الإيطالي عقب الفوز بالأمس على إلتشي بثلاثية شهدت توقيع النجم الأوروغواياني على هدف منها، بخصوص الرهان الذي أطلقه بشأن فالفيردي وربطه بمسيرته التدريبية "لقد راهنا واعتقد أنه سيسجل أكثر من 10 أهداف". وأوضح "ينبغي أن يتحمل هذه المسؤولية. إنه يقوم بكل شيء بشكل جيد للغاية. ينبغي أن يسجل 10 أهداف وأعتقد أنه سيفعل ذلك، وبهذا الشكل فإن مسيرتي ستكون آمنة". ويجسد فالفيردي البالغ من العمر 24 عاما بشكل مثالي ماهية لاعب الوسط المتطرف في كرة القدم الحديثه، بحسب ما يؤكد أنشيلوتي الذي لا غبار على معرفته بمدى تطور كرة القدم، حيث تدعم سنواته الـ27 في التدريب ذلك. كما أن زميله الالماني طوني كروس وضع اللاعب الأوروغواياني من بين أفضل 3 لاعبين خط وسط في العالم، نظرا لما يقوم به من أدوار محورية تخدم خطة المدرب الإيطالي في الاندفاع نجوم الهجوم والارتداد السريع لتغطية المساحات وإجهاض هجمات الخصم. ففالفيردي أصبح يطلق عليه "اللاعب متعدد المهارات" داخل المستطيل الأخضر وهو مرآة التطور الذي تشهده كرة القدم والذي لا يمكن تفسير النجاح فيه بدون لاعبين مثله. وسمح له تطوره على المستوي الهجومي في مقارنة بأسطورة ليفربول السابق، ستيفن جيرارد، المدرب الحالي لأستون فيلا، والذي يعد مثلا أعلى للاعب الأوروجواياني، حيث تحول من مجرد لاعب مهم للحفاظ على توازن الفريق في الليالي الكبرى إلى ثاني هدافيه، بالتعادل مع النجم الفرنسي كريم بنزيما وبفارق هدف وحيد خلف البرازيلي فينيسيوس جونيور. ويؤكد أنشيلوتي "إنه يفعل كل شيء ويقوم بكل شيء بشكل جيد"، ورغم أن فالفيدري يعتمد على قدمه اليمنى فقد سجل 3 من أهدافه الستة بقدمه اليسرى، ليتحول اللاعب الذي يلقب بـ"الطائرة الصغير" إلى "صقر" ليعيش أوقاتا ذهبية. فهو لاعب يتطلع للذهب ويسعى للفوز به، وهو ما تؤكده الصورة التي انتشرت له وهو يحدق من بعيد في جائزة الكرة الذهبية التي فاز بها زميله بنزيما وأحضرها إلى قلعة الريال في اليوم التالي بعد استلامها في باريس.
