نجح نادي الوداد البيضاوي في تحقيق الآمال التي عقدت عليه كممثل للمغرب في مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، وتتويج مساره المتميز الذي قهر خلاله أعتى الأندية الإفريقية وفي مقدمتها الأهلي المصري.
ويعود آخر عهد للأندية المغربية بهذه الكأس إلى سنة 2017، حيث كان قد توج بها فريق الرجاء البيضاوي سنوات 1989 و1997 و1999 والوداد البيضاوي سنتي 1992 و2017 وقبلهما فريق الجيش الملكي سنة 1985.
ونجح الفريق الأحمر في إحراز ثالث لقب له على المستوى القاري مكرسا بذلك المكانة التي تحتلها كرة القدم الوطنية على الساحة الإفريقية، فيما حرم الفريق المصري من لقبه الحادي عشر في المسابقة.
ويسجل التاريخ الكروي لأمجد المسابقات القارية ،دوري أبطال إفريقيا، أن فريق الجيش الملكي كان أول من مثل الأندية المغربية على مستوى هذه المنافسة وكان ذلك سنة 1968 حينما بلغ دور نصف النهاية وخسره ضد حامل اللقب نادي تيبي مازيمبي الكونغولي بعد التعادل ذهابا في الكونغو الديموقراطية (الزايير حينها) بهدف لمثله وانهزام الفريق العسكري بنتيجة 3-1 بميدانه.
ولم تستأنف الأندية المغربية مشاركاتها في عصبة الأبطال إلا في سنة 1983 ومثلها حينئذ فريق النادي القنيطري، ثم بعد ذلك توالت المشاركات ومثل المغرب 11 فريقا.
ونجحت الأندية الوطنية في بلوغ المباريات النهائية لعصبة أبطال إفريقيا في تسع مناسبات، لتحتل المركز الرابع خلف الأندية المصرية (24) والتونسية (13) والكونغولية (12)، وفازت في ست منها وخسرت ثلاث مرات.
ولا أحد يجادل في أن الأندية المغربية كتبت لنفسها تاريخا مشرقا في المسابقات الإفريقية، باعتلاء منصات التتويج في مختلف مسابقات القارة السمراء.
وباتت هذه الأندية تصنف من بين الأكثر وصولا إلى النهائيات القارية في مختلف المسابقات التي تنظمها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بواقع 31 مرة، فازت في 19 منها وانهزمت في 12.
وتبلغ ألقابها 20 قاريا أحرزتها سبعة أندية، هي الرجاء البيضاوي في سبع مناسبات والوداد البيضاوي في أربع، فيما انتزع الجيش الملكي لقبين ومثلهما للمغرب الفاسي ونهضة بركان، ثم الكوكب المراكشي والفتح الرباطي بلقب وحيد.
وكان فريق الرجاء الرياضي أكثر الأندية المحلية فوزا بلقب عصبة أبطال إفريقيا بواقع ثلاثة ألقاب سنوات 1989 على حساب فريق مولودية وهران الجزائري، و1997 أمام أشانتي غولد الغاني، ثم سنة 1999 ضد الترجي التونسي، فيما انهزم مرة واحدة في دورة 2002 أمام الزمالك المصري.
وعادل الوداد الرياضي إنجاز غريمه الرجاء إثر اللقب الذي ناله أمس ، وذلك بعد لقبي سنتي 1992 على حساب الهلال السوداني، ثم 2017 أمام الأهلي المصري بالذات، فيما خسر مرتين في 2011 و2019 أمام الترجي.
وينضاف هذا الإنجاز إلى ذلك الذي حققه فريق نهضة بركان في العشرين من الشهر الحالي بتتويجه بطلا لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بتجاوزه فريق أورلاندو بيراتس الجنوب افريقي بالضربات الترجيحية 5-4، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي (1-1)، في المباراة النهائية التي جرت اطوارها بملعب جودسويل أكبابيو الدولي في مدينة أويو النيجيرية (جنوب شرق).
وانتزع فريق النهضة البركانية لقبه الثاني في هذه المسابقة القارية، بعد أن ظفر بباكورة ألقابه القارية قبل موسمين وجاء على حساب فريق بيراميدز المصري (1-0) بالرباط، وخلف بالتالي فريق الرجاء البيضاوي المتوج باللقب الموسم الماضي أمام شبيبة القبائل الجزائري، علما بأن الفريق البركاني بلغ المباراة النهائية سنة 2019 في أول مشاركة قارية له والتي خسرها أمام الزمالك المصري بالضربات الترجيحية.
وأهدى الفريقان البيضاوي والبركاني بتتويجهما بالمسابقتين القاريتين فرصة للجماهير المغربية لمعاينة كأس سوبر مغربية خالصة، والتي نالت لقبها الأندية الوطنية أربع مرات وخسرت خمسة، حيث توج الرجاء بلقبين في 2000 و2019 على حساب أفريكا سبور الإيفواري والترجي على التوالي وانهزم في لقاء نهاية سنة 1998 أمام النجم الساحلي التونسي.
وفاز فريق الوداد بلقب كأس السوبر مرة واحدة سنة 2018 وجاء ذلك على حساب فريق تيبي مازيمبي الكونغولي، وانهزم في مرتين سنتي 1993 ضد أفريكا سبور الإيفواري و2003 أمام الزمالك المصري.
من جانبه، أحرز فريق المغرب الفاسي اللقب سنة 2012 على حساب نادي الترجي التونسي، بينما تعثر فريق الجيش الملكي في 2006 أمام الأهلي المصري، ثم فريق الفتح الرباطي سنة 2011 بخسارته أمام تيبي مازيمبي أيضا.
وتشهد الكرة المغربية إجراء أول نهائي في كأس السوبر بين فريقين مغربيين في تاريخها، علما بأن المواجهة المقبلة تعد الرابعة التي تجمع بين فريقين من بلد واحد.
وكان الأهلي والزمالك المصريين أول فريقين يلتقيان في كأس السوبر الإفريقي، بعدما تواجها في دورة 1994، بعد فوز الزمالك بلقب دوري أبطال إفريقيا 1993، والأهلي بلقب كأس الكونفدرالية في ذات الموسم، ونجح الزمالك في التتويج باللقب بهدف دون رد، ليحصد أول ألقابه في كأس السوبر.
وأجريت ثاني دورة تجمع بين فريقين من نفس البلد سنة 1997، عندما فاز الزمالك بلقب بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري سنة 1996، في حين فاز المقاولون العرب بلقب كأس الكؤوس الإفريقية آنذاك، وتوج الزمالك أيضا بطلا لكأس السوبر.
أما المواجهة الثالثة فتمثلت في الديربي التونسي الذي جمع سنة 2008، بين النجم الساحلي الفائز بلقب عصبة أبطال إفريقيا في 2007، والصفاقسي بطل كأس الكونفدرالية الإفريقية في السنة ذاتها ،وفاز النجم بهدفين لواحد.