• نحو اللقب الرابع في 5 نهائي على التوالي
• هل يكون نهضة بركان سيد هذا الزمان؟
لا أحد يجادل الحضور القوي لكرة القدم المغربية في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بدليل وصول فريقين مغربيين لمباراة النهائي 5 مرات، انتزعا اللقب خلالها في 3 مناسبات.
فمنذ عام 2018 إلى غاية العام الحالي 2022 والمغرب حاضر في مباراة النهائي عبر الرجاء ونهضة بركان.. فقد فاز الفريق البيضاوي مرتين عامي 2018 و2021، وفاز الفريق البركاني مرة واحدة عام 2020 وحل في مركز الوصافة عام 2019، قبل أن يبلغ مباراة النهائي مرة أخرى في العام الحالي 2022، في انتظار معرفة إن كان سيتوج باللقب أم سيكتفي بلقب الوصيف.. مع الإشارة إلى أن الأندية المغربية سبق لها التتويج في أعوام سابقة عبر كل من الجيش الملكي، الفتح الرباطي والمغرب الفاسي.
• للمغرب 6 ألقاب
تألق الأندية المغربية على صعيد مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية ليس وليد اليوم، بل يعود للسنوات الأولى من ظهور المسابقة بعدما تم إدماج كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس وكأس الكونفدرالية الإفريقية، في مسابقة واحدة هي كأس «الكاف» عام 2004.
وكان أول فريق مغربي فرض نفسه في منافسات هذه المسابقة هو الجيش الملكي الذي تألق في عامين متتايين، حيث فاز باللقب عام 2005 عندما توج بطلا على حساب دولفينز النيجيري، قبل أن يكتفي بلقب الوصيف في العام الموالي 2006عندما خسر دور النهائي أمام النجم الساحلي التونسي.
وغابت الأندية المغربية بعد ذلك عن بلوغ نهائي المسابقة لأربع سنوات متتالية قبل أن يحمل الفتح الرباطي مشعل الإنتفاضة عام 2010 ويتوج بطلا للمسابقة على حساب النادي الصفاقسي التونسي، تلاه في العام الموالي المغرب الفاسي الذي تألق بدوره وتوج بطلا لنسخة 2011 على حساب الفريق التونسي الآخر النادي الإفريقي.
واكتفت الأندية المغربية بـ3 ألقاب فقط، لتغيب عدة سنوات بعد ذلك عن منصات التتويج أو عن مشهد النهائي ككل.. قبل أن تفوز بثلاثة ألقاب خلال الأعوام الأخيرة بواسطة الناديين، الرجاء الرياضي الذي توج مرتين عامي 2018 و2021، ثم نهضة بركان الذي استحق أن ينتزع لقب البطولة عام 2020.
• 5 مرات في النهائي
الحضور الوازن للأندية المغربية خلال السنوات الأخيرة على صعيد هذه المسابقة (كأس الكاف) له أكثر من دلالة.. حيث باتت من أهم الأندية القارية التي تفرض هيمنتها على المنافسات وتبلغ مباريات النهائي عن جدارة واستحقاق.. ويكفي أن الرجاء الرياضي ونهضة بركان بلغا مباراة النهائي خلال النسخ الـ5 الأخيرة من المسابقة، لذلك لا عجب إن أصبحت الأندية المغربية يشار إليها بالبنان وباتت تدخل ضمن الأندية الإفريقية المرشحة لانتزاع اللقب.
فقد فعلها الرجاء الرياضي عامي 2018 و2021 عندما تسيد منافسات هذه المسابقة بانتزاع اللقب، وفعلها نهضة بركان عام 2019 عندما بلغ مباراة النهائي عن جدارة واستحقاق وخسر اللقب لنقص الخبرة، لكنه تدارك الموقف في العام الموالي وبلغ نهائي نسخة 2020 مرة أخرى، وكانت تجربة العام السابق 2019درسا مهما بالنسبة إليه استلهم منه الكثير من العبر، ولم يترك الفرصة تضيع ليتوج لأول مرة في مشواره بطلا للمسابقة، بعدما اكتسب الخبرة الكافية والتي قادته مرة أخرى لبلوغ نهائي نسخة العام الحالي في انتظار أن يحقق المراد ويتوج بطلا للمرة الثانية في تاريخه.
ولعل هذا الحضور القوي لنهضة بركان في ثلاثة أعوام متقاربة هو ما جعل أسمه بات مقرونا عند الأفارقة بهذه المسابقة، وبات من الأندية المرشحة بقوة حاليا لانتزاع لقبها مرة أخرى.
• الثنائي الذي لم يكتمل
سجلت كرة القدم المغربية حضورها في نسخة الموسم الحالي من المسابقة بفريقين إثنين هما الجيش الملكي ونهضة بركان.. وكان فريق الجيش يمني النفس بتسجيل ظهور قوي، والعودة بشكل لائق على الصعيد القاري بعدما غاب لعدة مواسم، لكنه لم يظهر بالشكل الذي كان يأمل فيه إذ سرعان ما خرج من المسابقة بعدما تجاوز الدور التمهيدي بنجاح على حساب بافلاس دي بورغو البنيني، حيث فاز ذهابا بالرباط بنتيجة 3 – 1، وعاد من البنين بالتعادل من دون أهداف.. لكن الفريق العسكري سقط أمام شبيبة القبايل الجزائري في دور 32 الأول.. إذ خسر مبارتي الذهاب والإياب معا.. الأولى بمعقله بهدف للاشيء والثانية بالجزائر بهدف مقابل هدفين.
وبخروج الجيش بقي نهضة بركان الفريق الوحيد الممثل لكرة القدم المغربية في المسابقة.. وكانت انطلاقة الفريق البركاني من دور 32 (1)، وقد تجاوزه بنجاح على حساب اتحاد بن قردان التونسي، حيث فرض الفريق المغربي نفسة بقوة في مبارتي الذهاب والإياب خلال هذه الدور.. فبعدما عاد من تونس بفوز ثمين (1 – 0)، حقق بملعبه ببركان فوزا كبيرا بـ4 – 0.
وواصل نهضة بركان إصراره على المضي قدما إلى أبعد نقطة في المسابقة عندما تجاوز في دور 32 (2) الموالي الفريق الرواندي أرمي بايربورتيك، ليدخل منافسات دور المجموعات.
وعوض أن تدخل كرة القدم المغربية منافسات دور المجموعات بفريقين إثنين دخلتها بفريق واحد فقط عقب خروج الجيش الملكي، وهو نهضة بركان.
• 3 مرات في 4 أعوام
عكست المراحل التي قطعها نهضة بركان في منافسات دور المجموعات الوجه الحقيقي للبراكنة وإصرارهم الكبير على تكرار إنجاز التألق في هذه المسابقة ببلوغ مباراة النهائي على الأقل.
ورغم أن البعض شكك في هذا الإصرار بعدما مني الفريق بالخسارة مرتين في هذه المنافسات بدور المجموعات، مرة أمام أسيك ميموزا الإيفواري ومرة أمام سيمبا التنزاني.. إلا أن لا أحد ينفي أن البراكنة تحدوا كل المعوقات والصعاب لينهوا هذه المنافسات في صدارة مجموعتهم (الرابعة)، ويبلغو دور ربع النهائي عن جدارة واستحقاق.
ومع دور الربع بدأت أعناق البراكنة تشرئب في حماس لتطل على النهائي رغم صعوبة المهمة المنتظرة، سواء على مستوى دور الربع، أو على مستوى دور النصف. ومع تجاوز المصري البورسعيدي في دور ملتهب وبعد خوض مبارتين معقدتين.. إزداد حماس البراكنة لتكرار إنجاز الفوز والتأهل لمباراة النهائي، وازدادت ثقة اللاعبين أكثر بعد العودة من جمهورية الكونغو بخسارة ضغيرة (0 – 1) في ذهاب دور النصف.. لذلك انتفضوا في الإياب وحققوا فوزا كبيرا لا يقبل الجدل (4 – 1)، ليصل نهضة بركان مباراة النهائي مرة أخرى، وهو إنجاز مثير يحسب لفريق يكبر إصراره في كل عام حتى بات فريق النهضة واحد من الأندية الإفريقية التي تفرض نفسها حاليا في منافسات كأس «الكاف».