عاد ريال مدريد المتصدر من بعيد مجددا وخطف فوزا قاتلا على مضيفه إشبيلية 3-2، بعدما كان متخلفا بهدفين نظيفين بعد 25 دقيقة الأحد في المرحلة الثانية والثلاثين من البطولة الإسبانية لكرة القدم.
وكرر ريال ما حصل معه في منتصف الأسبوع حين كان في طريقه لتوديع مسابقة عصبة أبطال أوروبا بتخلفه على أرضه بثلاثية نظيفة أمام تشلسي الإنكليزي حامل اللقب في إياب ربع النهائي، لكنه عاد وسجل هدفين (واحد في الوقت الأصلي وآخر بعد التمديد)، ليواصل مشواره في مسابقته المفضلة نتيجة فوزه ذهابا 3-1.
وبهذا الانتصار الدراماتيكي، أزاح فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مضيفه الأندلسي بعدما بات على بعد 15 نقطة منه ومن غريمه التقليدي برشلونة الذي لعب مباراتين أقل.
واقترب النادي الملكي من استعادة اللقب من جاره اتلتيكو مدريد قبل ثماني مراحل من نهاية الموسم.
وبدا ريال بعد تلقيه هدفين في الدقائق الـ25 الأولى فقط أنه في طريقه لهزيمة ثانية تواليا بعد التي تعرض لها في منتصف الأسبوع على أرضه أمام تشلسي، إلا أنه عاد في الشوط الثاني وقلص الفارق عبر البديل البرازيلي رودريغو ثم خطف التعادل قبل دقائق معدودة على النهاية بفضل البديل الآخر ناتشو قبل أن تكتمل العودة بهدف الفرنسي كريم بنزيما في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
وكان إشبيلية صاحب الفرصة الأولى الحقيقية في اللقاء بتسديدة من مشارف المنطقة للفرنسي أنطوني مارسيال مرت بجانب القائم الأيمن لمرمى البلجيكي تيبو كورتوا (9).
ولم ينتظر إشبيلية طويلا للوصول الى شباك كورتوا من ركلة حرة رائعة نفذها الكرواتي إيفان راكيتيتش على يمين الحارس البلجيكي الذي لم يحرك ساكنا (20).
ولم يحصل ريال على فرصة التقاط أنفاسه حتى اهتزت شباكه مرة ثانية بعد 5 دقائق فقط بعد توغل للمكسيكي خيسوس كورونا على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء، فخرج كوروتا لقطع الطريق عليه لكن الكرة سقطت أمام الأرجنتيني إريك لاميلا الذي تابعها في الشباك (25).
وبحسب "أوبتا" للاحصاءات، هذه المرة الأولى التي يتخلف فيها ريال بهدفين نظيفين خارج ملعبه بعد 25 دقيقة منذ أيلول/شتنبر 2018 ضد إشبيلية بالذات حين أنهى المباراة خاسرا بثلاثية نظيفة بقيادة مدرب إشبيلية الحالي جولن لوبيتيغي.
وتعرض المضيف الأندلسي لضربة قبيل انتهاء الشوط الأول باصابة مارسيال بعد تدخل من مواطنه إدواردو كامافينغا، ما أضطر لوبيتيغي الى استبداله برافا مير (41).
وأنهى الفريقان الشوط الأول بفرصة للضيوف عبر بنزيما الذي تلاعب بالدفاع على الجهة اليسرى قبل أن يسدد من زاوية ضيقة، إلا أن الكرة علت مرمى الحارس المغربي ياسين بونو (44).
وعاد ريال الى اللقاء في مستهل الشوط الثاني حين نجح البديل رودريغو في تقليص الفارق بعد عرضية من الجهة اليسرى عبر داني كارفاخال بعد تبادله الكرة مع البرازيلي الآخر فينيسيوس جونيور (50).
وكان البرازيلي الآخر دييغو ميليطاو قريبا من إدراك التعادل بهدف رائع من تسديدة أطلقها من قرابة 40 مترا ، لكن بونو تألق في إنقاذ فريقه (53).
وأطبق ريال على مضيفه وحاصره في منطقته حتى نجح فينيسيوس جونيور في إدراك التعادل بعدما وصلته الكرة من الجهة اليمنى عبر لوكاس فاسكيس (74).
واحتكم الحكم الى "في أيه آر" لتأكيد صحة الهدف ثم قرر إلغاءه لاعتباره أن البرازيلي سيطر على الكرة بيده.
لكن البديل ناتشو عوض ذلك بهدف بعد ثوان معدودة على دخوله بدلا من لوكاس فاسكيز إثر عرضية من كارفاخال (83).
وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، خطف بنزيما هدفه الخامس والعشرين في البطولة هذا الموسم بعد تمريرة من رودريغو (2+90)، مانحا فريقه النقاط الثلاث وملحقا بإشبيلية هزيمته الأولى في معقله هذا الموسم.
وعلى ملعب "واندا متروبوليطانو"، أعاد البديل البلجيكي يانيك كاراسكو فريقه أتلتيكو مدريد حامل اللقب الى سكة الانتصارات في فترة هامة جدا من الموسم، وذلك بتسجيله ثنائية الفوز القاتل على الضيف إسبانيول 2-1.
وبدا فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني متجها للاكتفاء بالتعادل والفشل في تحقيق الفوز للمباراة الرابعة تواليا محليا وقاريا ، قبل أن يقول كاراسكو كلمته من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع، بعدما كان البلجيكي البديل صاحب هدف التقدم أيضا في اللقاء الذي أكمله فريقه بعشرة لاعبين.
وبهذا الانتصار، استفاد فريق سيميوني، القادم من خسارة في المرحلة الماضية أمام ريال مايوركا صفر-1 أتبعها بخروج من ربع نهائي عصبة أبطال أوروبا بالتعادل على أرضه مع مانشستر سيتي الإنكليزي صفر-صفر (خسر ذهابا صفر-1)، من تعادل بيتيس مع سوسييداد (صفر-صفر) الجمعة في افتتاح المرحلة للابتعاد في المركز الرابع الأخير المؤهل الى عصبة الأبطال.
ورفع فريق العاصمة رصيده الى 58 نقطة في المركز الرابع بفارق ثلاث نقاط أمام بيتيس وخمس أمام سوسييداد، وعلى المسافة ذاتها من برشلونة الثاني والذي يختتم المرحلة الإثنين ضد قادش.
وواصل أتلتيكو أداءه العقيم بفشله في الوصول الى الشباك خلال الشوط الأول من مبارياته الأربع الأخيرة، مع محاولة يتيمة على المرمى في جميع الأشواط الأولى الأربعة.
لكن كاراسكو الذي دخل بدلا من البرتغالي جواو فيليكس، ضرب في مستهل الشوط الثاني بعد تمريرة من البديل الآخر البرازيلي ماتيو كونيا (51).
وتعرض أتلتيكو لصفعة بطرد جوفري كوندوغبيا من جمهورية إفريقيا الوسطى بالانذار الثاني نتيجة لمسه الكرة باليد (70)، ثم سرعان ما تلقى ضربة أخرى بعدما أدرك الضيف الكاتالوني التعادل من ركلة حرة نفذها راوول دي توماس فارتدت الكرة من القائم الى شباك الحارس السلوفيني يان أوبلاك (74).
وعجز بعدها رجال سيميوني عن استعادة التقدم في ظل التفوق العددي للضيف الكاتالوني، وذلك حتى الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع حين نفذ كاراسكو بنجاح ضربة جزاء تسبب بها دي توماس بلمسه الكرة بيده في المنطقة المحرمة، حارما فريقه من نقطته الأربعين والابتعاد بفارق 12 نقطة عن منطقة الهبوط.
وشدد كاراسكو على "أنها كانت مباراة هامة جدا بالنسبة لنا وعندما تسجل من آخر تسديدة في المباراة، يزيد من أهمية أن نحقق أهدافنا لهذا الموسم".
وسيكون أتلتيكو أمام مباريات شاقة من الآن وحتى نهاية الموسم، إذ يواجه جاره اللدود ريال في المرحلة 35، وإشبيلية في المرحلة 37، إضافة الى مباريات خارج الديار ضد سوسييداد، أتلتيك بلباو وإلتشي.