عندما س حبت قرعة الدور ثمن النهائي من عصبة أبطال أوروبا لكرة القدم، تنف س جمهور يوفنتوس الصعداء لاعتبارهم أنها مه دت الطريق أمام عملاق إيطاليا لمحاولة التخلص من عقدة لازمته منذ عام 1996 حين تو ج بلقبه الثاني بضربات الترجيح على حساب أياكس الهولندي، وذلك بعدما وضعته بمواجهة فياريال الإسباني.

أن تواجه فريقا لم يخض دور المجموعات للمسابقة القارية الأم منذ موسم 2011-2012 عوضا أن تلاقي فرقا مثل باريس سان جرمان الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني اللذين حلا في المركز الثاني خلال دور المجموعات، يعتبر فرصة مثالية لأي فريق مصنف كبير في القارة العجوز.

لكن عصبة الأبطال أثبت مرة أخرى أنه عقدة العقد ليوفنتوس حتى عندما احتكر لقب البطولة الإيطالية لتسعة مواسم متتالية، وحتى عندما ضم في صفوفه لاعبا من طراز البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لم يجنب فريق "السيدة العجوز" توديع المسابقة من ثمن النهائي في الموسمين الماضيين على يد فريقين اعتبرا أيضا أقل شأنا منه على غرار فياريال، وهما ليون الفرنسي وبورطو البرتغالي تواليا .

ADVERTISEMENTS

تعاقد يوفنتوس في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة مع الصربي دوشان فلاخوفيتش الذي يعتبر أحد أفضل المهاجمين القادمين بقوة الى الساحة الأوروبية، وقد ضرب هداف فيورنتينا السابق منذ الثواني الأولى لمشاركته الأولى على الإطلاق في المسابقة القارية، بتسجيله هدف التقدم ذهابا في ملعب فياريال بعد 33 ثانية فقط على البداية، قبل أن ينجح بعدها بطل "أوروبا ليغ" في إدراك التعادل.

وبعد بداية موسم كارثية، عاد الأمل لجمهور يوفنتوس الذي دخل مباراة الأربعاء على خلفية هزيمة وحيدة في آخر 21 مباراة ضمن جميع المسابقات، وكانت "هامشية" على الكأس السوبر، المسابقة الأقل شأنا بين المسابقات الأخرى.

لكن أمسية الأربعاء في طورينو كانت صادمة لأنها جاءت مذلة بثلاثية نظيفة سجلها الفريق الإسباني في الدقائق الأخيرة، اثنان من ركلتي جزاء تسبب بهما دانييلي روغاني والهولندي ماتيس دي ليخت.

لكن خطأ روغاني كان مفتاح انهيار يوفنتوس الذي قدم شوطا أول جيدا وكان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف قبل أن يتراجع أداؤه في الشوط الثاني، ما فتح الباب أمام ضيفه الإسباني للانطلاق الى منطقته وصولا الى صدمه بهدف التقدم في الدقيقة 78 والذي أتبعه بآخر في الدقيقة 85، قبل أن تكتمل المذلة بثالث في الوقت بدل الضائع.

صحيح أن روغاني ليس مدافعا بمستوى المخضرمين ليوناردو بونوتشي المصاب وجورجو كييليني العائد للتو من الإصابة وغير جاهز للعب، لكنه قدم مباراة جيدة بحسب مدربه ماسيميليانو أليغري الذي قال إن "لا مأخذ لي على اللاعبين"، مضيفا "خلال 75 دقيقة، قدم الفريق مباراة جيدة. حصلنا على فرص في الشوط الأول لكن بات الأمر أكثر تعقيدا في الشوط الثاني".

ورأى أليغري الذي قاد الفريق الى نهائي عامي 2015 و2017 حيث مني بهزيمتين قاسيتين على يد ممثلي إسبانيا الآخرين برشلونة (1-3) وريال مدريد (1-4)، أنه "كان على اللاعبين المحافظة على رباطة جأشهم" بعد الهدف الأول "لأنه كان متبقيا 12 أو 13 دقيقة على النهاية".

وفي تصريح قد يصح في حال كان يوفنتوس يواجه فرقا مثل ريال مدريد أو مانشستر سيتي وليفربول الإنكليزيين وليس فياريال من دون التقليل من قيمة فريق "الغواصة الصفراء"، قال أليغري "رددت على الدوام بأن الطموح شيء والواقع شيء آخر".

وأوضح "لقد فاز فياريال بلقب أوروبا ليغ ومدربه توج بألقاب عدة في أوروبا. ليس لدي أي مأخذ على لاعبي فريقي"، مشددا على "ضرورة الفوز بمباراتنا المقبلة في البطولة، وإلا سيذهب سدى كل شيء عملنا عليه منذ أشهر".

وتنحصر طموحات يوفنتوس بتجنب الغياب عن عصبة الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012، وهو يحتل حاليا المركز الرابع الأخير المؤهل الى المسابقة القارية، بفارق 7 نقاط عن أتالانتا الخامس بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأخيرة وتجنبه الهزيمة لـ15 متتالية.

وخلافا لأليغري الذي بدا مشككا أصلا بقدرة فريقه على الذهاب بعيدا في المسابقة القارية رغم أنه يضم في صفوفه مجموعة من بين أفضل المدافعين في العالم مثل دي ليخت والخبيرين بونوتشي وكييليني، ومهاجمين من طراز فلاخوفيتش والأرجنتيني باولو ديبالا والإسباني ألفارو موراطا من دون ذكر فيديريكو كييزا المبتعد حتى نهاية الموسم بسبب الإصابة، كان إيمري فخورا جدا بتأهل فريقه الى ربع النهائي للمرة الثالثة فقط في تاريخه بعد 2005-2006 حين وصل الى نصف النهائي و2008-2009 حين انتهى مشواره عند هذا الدور.

وقال إيمري "صحيح أن لدي خبرة أوروبية (فاز بلقب أوروبا ليغ 3 مرات مع إشبيلية ومرة مع فياريال ووصل الى النهائي مع أرسنال الإنكليزي)، لكني أملك أيضا لاعبين كبار وهذا أمر هام جدا . سيكون من غير العادل أن أخص بالذكر لاعبين أو ثلاثة".

وتابع "أنا فخور بالكرة الإسبانية، لكن الكرة الإيطالية تبقى أيضا من مستوى رفيع".

وخلافا لإيطاليا التي خسرت ميلان وأطالانطا في دور المجموعات ثم يوفنتوس وبطلها إنتر، آخر فريق من "سيري أ" توج باللقب عام 2010، في الدور ثمن النهائي، ستكون إسبانيا ممثلة في ربع النهائي بثلاثة فرق هي ريال مدريد حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب (13) وجاره أتلتيكو وفياريال، فيما كان برشلونة الخاسر الأكبر بخروجه من دور المجموعات.

بالنسبة لقائد يوفنتوس الكولومبي خوان كوادرادو "هذه هي كرة القدم. قدمنا شوطا أول مع العديد من الفرص لكن لم ننجح في ترجمتها، وهذا الأمر حدد مسار ما حصل لاحقا ... لكن هذه كرة القدم ويجب المضي قدما والقتال حتى النهاية من أجل لقب البطولة".

ADVERTISEMENTS

وما زال يوفنتوس متمسكا باستعادة لقب "سيري أ" رغم أنه حظوظه ليست كبيرة في ظل فارق النقاط السبع الذي يفصله عن ميلان المتصدر، فيما يأمل الاحتفاظ بلقب مسابقة الكأس التي وصل الى دورها نصف النهائي.

لكن التتويج المحلي إن كان في البطولة والكأس، لن يشفي غليل عشاق "بيانكونيري" الذين يبقى حلمهم الأكبر رفع كأس عصبة الأبطال والتخلص من هذه العقدة.