فرس قاد كتيبة مغربية لإثيوبيا لتحقيق اللقب الوحيد والفريد
إشتاقت إثيوبيا المضيافة إلى ضيوفها الأفارقة وهي التي إعتادت إستقبالهم بكرم وإيثار، وأبت إلا أن تعود لفتح أبوابها مرة ثالثة بعدما تسرب الشوق إلى تراب ملاعبها وأراضيها التي حنّت إلى أقدامٍ تركض وأنفاس تلهث بحثا عن التتويج وتطويق العنق بالمعدن النفيس.
فبعد إحتضانها لنسختي 1962 و1968 رجعت إثيوبيا وعاصمتها أديس أبابا لتُسلط عليهما الأضواء مجددا في دورة 1976، حيث شهدت الدورة منعرجا تاريخيا وجديدا بوصولها إلى المحطة العاشرة، مما فرض على المسؤولين والمنظمين مسايرة الحقبة الزمنية للمسابقة وإجراء تطورات أخرى من أهمها تحسين نظام اللعب وقانون التنافس، وذلك بإقامتها على شكل مجموعتين رباعيتين المتأهلين الأوليين منهما يشكلان مجموعة نهائية ثالثة وأخيرة متزعمها يُتوج بطلا .وكالعادة وبعد نهاية الأدوار التصفوية إنتظمت المنتخبات المتأهلة في مجموعتين ضمت الأولى غينيا، مصر، إثيوبيا، أوغندا فيما تشكلت الثانية من الزايير حاملة اللقب، المغرب، نيجيريا، والسودان في ظل غياب دائم لتونس والجزائر وعجز منتخبات الكاميرون، الكونغو برازافيل، الكوت ديفوار عن التأهل.
وعرف الدور الأول خروج أصحاب الضيافة مبكرا بعدما إكتفوا بالمرتبة الثالثة في مجموعتهم وراء غينيا المتصدرة ومصر الوصيفة لتعم خيبة أمل كبيرة في أرجاء البلد في حسرة وندم على ضياع فرصة حصد اللقب الثاني بعد الكأس اليتيمة سنة 1962، أما المجموعة الثانية فتسيدها وتزعمها أسود الأطلس المتعادلين مع السودان (2 ـ 2) والفائزين على البطل الزايير (1 ـ 0) ثم الإطاحة بنسور نيجيريا (3 ـ 1) والتي تأهلت بدورها للدور الثاني بعد تحقيقها لإنتصارين مهمين على الزايير (4-2) والسودان (1 ـ 0) ليُحكم على حامل اللقب بالتنازل عن عرشه والمغادرة فورا نحو بلاده لكن هذه المرة على مثن طائرة عمومية.
وإنطلق الدور النهائي والذي لُعب على شكل مجموعة لأول مرة، بتعادل بين غينيا ونيجيريا (1 ـ 1) فيما أسقط الفريق الوطني نظيره المصري (2 ـ 1) في ديربي مشوق، ليعود بعدها بيومين زملاء فرس والزهراوي مؤكدين تفوقهم وقوتهم بفوز ثانٍ على نيجيريا (2 ـ 1) بينما أنهى الغينيون لقاء القمة ضد الفراعنة لمصلحتهم بإنتصار ساحق (4 ـ 2).
وجاءت المرحلة الأخيرة بمباراة مصيرية أشبه بالنهائي حين إصطدم المنتخب المغربي بنظيره الغيني المرعب وكان الأسود بحاجة للتعادل فقط للتتويج، بينما دخل الخصم الشرس برهان الفوز بغية رفع الكأس، وبدأت المواجهة والتي كان مسرحها ملعب أديس أبابا بضغط قوي للغينيين أسفر عن طرد المحراث السماط في الدقائق الأولى من اللقاء، الشيء الذي زاد من معاناة الأسود وجعلهم يواجهون خصما جائعا بنقص عددي سرعان ما عاكس آمال أصدقاء الحارس الهزاز الذي تلقت شباكه هدفا غادرا من قدم العميد والنجم شريف سليمان قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة..
وسارت مجريات الجولة الثانية وفق ما إشتهاه الغينيون إلى غاية الأنفاس الأخيرة، حين إنقلب السحر على الساحر وتحولت أفراح المنافس وإستعداداته للإحتفال إلى مأثم وحزن كبيرين بعدما صفع المدافع أحمد مكروح «بابا» المنتخب الغيني بقذيفة صاروخية من بعد 30 مترا مسجلا هدف التعادل الغالي والذي ساوى صدارة المجموعة واللقب الإفريقي الخرافي.
الأسود الذين رحلوا إلى إثيوبيا بمعنويات مهتزة لضعف الإعداد وقلة الزاد خالفوا جميع التوقعات وأربكوا كل الحسابات محققين أكبر المفاجآت بالعودة بالكأس، مقاومين الظروف السيئة من سوء التغذية وجور التحكيم وسحر الخصوم وحتى القدر الذي كاد أن يودي بحياتهم في رحلة جوية داخلية بإثيوبيا حين إشتعلت النيران بالطائرة، بيد أن القدر تحول بسرعة من شره إلى خيره حين زأر جيل الهزاز، فرس، التازي، أحرضان وآخرين بأعالي أديس أبابا ورفعوا راية المغرب خفاقة متراقصة في علياء سماء إفريقيا سعيدة منتشية بلقب ثمين ظل منذئد وحيدا معزولا في خزانة الأسود الأطلسية.
الدورة العاشرة لكأس أمم إفريقيا (إثيوبيا 1976)
• بطلها: المغرب
• الهداف: الغيني عليوا كيطا (4 أهداف)
• شاركت 8 منتخبات هي: إثيوبيا، السودان، مصر، غينيا، أوغندا، نيجيريا، الزايير، المغرب
• لُعبت الدورة بنظام المجموعتين المتأهلين عنهما يتنافسون في مجموعة رباعية أخيرة صاحب أكبر عدد من النقاط يُتوج باللقب
• 8 منتخبات كبيرة غابت عن النسخة العاشرة بعد إقصائها من التصفيات وهي: الكاميرون، الكوت ديفوار، السينغال، الجزائر، زامبيا، الكونغو برازافيل، غانا، تونس
• أصيبت الجماهير الإثيوبية بصدمة بعدما ودع منتخبها الوطني من دور المجموعتين
• ملعبا أديس أبابا ودير داوا إحتضنا 18 مقابلة سجلت فيها 54 هدفا
• المغرب، غينيا، نيجيريا أصحاب أقوى خط هجوم ب11 هدفا لكل منتخب منهما
• رغم إقصاء إثيوبيا فقد إمتلأت مدرجات ملعب أديس أبابا عن آخرها لمشاهدة المباراة الحاسمة وشبه النهائية بين المغرب وغينيا، وكان الأول بحاجة للتعادل فقط، فيما توجب على الثاني تحقيق الفوز
• عاش الفريق الوطني ظروفا صعبة حيث عانى من سوء التغذية وقساوة المناخ، كما إشتعلت النيران في الطائرة التي كانت تحمله في رحلة جوية داخل إثيوبيا وكادت أن تودي بحياة اللاعبين.
•الحكم الزامبي تشايو أُسندت إليه قيادة المباراة بين المغرب وغينيا وقام بطرد اللاعب السماط منذ اللحظات الأولى بعد تدخله الخشن في حق أحد اللاعبين الغينيين•
• تشكيلة الأسود الفائزة باللقب: الهزاز- الشريف- المهدي- بابا- أحرضان- كلاوة- الظلمي- السماط- الزهراوي- السميري- الكزار- التازي- بوعلي- فرس- عسيلة بقيادة المدرب الروماني مارداريسكو وتحت سهر عيون الكولونيل الراحل المهدي بلمجدوب
• النتائج الكاملة:
• دور المجموعتين:
إثيوبيا- أوغندا: 2 ـ 0
مصر- غينيا: 1 ـ 1
مصر- أوغندا: 2 ـ 1
غينيا- إثيوبيا: 2 ـ 1
غينيا- أوغندا: 2 ـ 1
مصر- إثيوبيا 1 ـ 1
نيجيريا- الزايير: 4 ـ 2
المغرب- السودان: 2 ـ 2
نيجيريا- السودان: 1 ـ 0
المغرب- الزايير: 1 ـ 0
المغرب- نيجيريا: 3 ـ 1
الزايير- السودان: 1 ـ 1
• المجموعة النهائية:
غينيا- نيجيريا: 1 ـ 1
المغرب- مصر: 2 ـ 1
المغرب- نيجيريا: 2 ـ 1
غينيا- مصر: 4 ـ 2
نيجيريا- مصر: 3 ـ 2
غينيا- المغرب: 1 ـ 1