دون توتر ودون أن يؤرق نفسه بحسابات المحطات الختامية بكل الهواجس المقلقة التي تطرحها، الوداد أنجز المطلوب منه في هذه النسخة مبكرا ليتدبر أموره بأريحية ودون ضغوطات وليصل اليوم لمباراة بترو أتلتيكو وهو مؤهل بل يحتاج لنقطة وقد لا يحتاجها ليتصدر. الوداد سيستعيد نجومه وفيلقه الذي أراحه في رحلة جنوب إفريقيا، سيواجه فريقا أنغوليا تعرف عليه في سابق الحوارات بينهما، وسيواجه فريقا أقصي وهو ما سيفتح المعابر والممرات وسيقودنا لمتابعة مباراة خالية من حسابات المدربين الصارمة المغلفة بالتكتيك والمشانق وهو ما يحرض جماهير الوداد لتتابع أفضل نسخة من ودادها في هذه المواجهة بالذات: •••• عودة الحرس القديم بعد أن واجه الأربعاء المنصرم سريع وادي زم في مؤجل البطولة وهي المباراة التي فضل البنزرتي خوضها كبروفة تحضيرا للقاء بيترو أتلتيكو، الحرس القديم وفرسان النسخ السابقة يعودون للظهور من جديد في مباراة الأبطال بعد أن منحوا هذا الشرف للوجوه الجديدة في رحلة جنوب إفريقيا. التكناوتي والسعيدي، الحسوني والكرتي جبران وعطية الله وآخرون بمن فيهم الهداف الكعبي، سيجدون ضالتهم أمام بترو لواندا ليختموا رحلة المجموعات بانتصار يعزز الترشيحات التي تضعهم اليوم في مقدمة الأندية المرشحة للذهاب بعيدا في أمجد الكؤوس الإفريقية، بل منهم من يرى الوداد اليوم فارس النسخة الحالية رفقة الزهلي و صن دوانز، وكي ينتصر لهذه الترشيحات ويدعم طرح أصحابها عليه أن يؤكد ذلك أمام بيترو الأنغولي. •••• النقطة أو الورطة؟ كيف ذلك، المسألة أو الحسبة بسيطة جدا، فالوداد يملك في الصدارة 10 نقاط والتأهل حسم و هذا لا نقاش بشأنه، لكن الملاحقين كيزر أو هورويا واحد منهما قد يفوز في اللقاء المباشر بينهما وقد يصل مع هذا الإحتمال للنقطة 11 ولو يخسر الوداد سيظل رصيده هو المقطة العاشرة، وهنا الورطة تعني إضاعة الصدارة بعد مسار متميز في البداية، وإضاعة الصدارة تعني خوض لقاء الإياب في الدور الموالي خارج الديار، بل تعني مواجهة عملاق كبير من عمالقة الصدارة في مجموعاتهم مبكرا مثل صنداونز أو الأهلي واحتمال الترجي التونسي أيضا. هذا هو ملخص الورطة التي على الوداد تجنبها ولو بنقطة التعادل لأنه مهما تساوى مع هورويا أو كايزر شيفس، فإنه سيظفر بالصدارة لأفضلية النسبة الخاصة أمامهما. ••••• الإنتصار قدر واختيار وبعيدا عن هذا الإحتمال المرفوض تصوره أو حتى مناقشته في الشكل قبل المضمون، لا توجد خيارات أخرى بديلة للوداد في هذه المباراة غير الإنتصار كي ينهي المسار في الديار بأجمل كيفية، هذا أولا وثانيا كي يعزز أرقامه في المسابقة كأكثر الأندية المغربية انتصارا وتسجيلا وهو مالك لهذا الإمتياز ومباراة بيترو واجهة لدعمه. ثالثا المنافس لم ينتصر في أي من مبارياته، بل خسر 4 مباريات وتعادل في واحدة، ولا يعقل أن يحقق أول انتصار له أمام الوداد وفي الدار البيضاء على وجه التحديد، إضافة إلى أن الناديين إلتقيا في السابق وفي نفس الدور وتمكن الوداد من سحق بيترو برباعية مع الرأفة كان للكعبي نصيب الهاتريك فيها. ••••• سمعة "الشان" هي السمعة التي صارت تلاحق كل الفرق المغربية التي تشارك قاريا، سمعة بطل مكرر للمحليين وسمعة لاعبين صنعوا هذا الإنجاز وهم حاملون لقميص الوداد ومن بينهم الثلاثي الذي كان حاسما في نسخة الكامرون يحيى جبران، وليد الكرتي وأيوب الكعبي. لذلك سواء قرأنا المباراة بفصلها الشكلي وهي خارجة عن سياقات التوتر، أو للفوارق الشاسعة بين الخامات الفودية أو الجماعية للناديين معا، فلا مجال للحديث ولو مع القول بعدم الإطمئنان لكرة القدم المحمولة على المفاجآت، لغير نتيجة الإنتصار وبالكيفية والإقناع أيضا. البنزرتي سيلعب بنفس تشكيل الذهاب مع ترك محمد أوناجم مكانه إما للحسوني ليعزز خط الوسط بمعية جبران والكرتي أو أن يدفع بورقتي اللافي والكعبي ومسوفا وخلفهما واحد من عناصر سوكر سيتي «اشراشم أو المترجي» بحسب بيانات المسحة الطبية التي خضعا لها بالأمس، لذلك شعارها بالمحتصر المفيد «ما أحلى ختمها بانتصار داخل الديار».