يجتاز عميد الدفاع الحسني الجديدي المهدي قرناص وضعية نفسية صعبة بعد تلقيه البطاقة الحمراء الثانية تواليا في الدورة الخامسة من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لهذا الموسم، مما سيحتم عليه أوتوماتيكيا الغياب مرة أخرى عن فريقه الذي لن يستفيد من خدماته لمباراتين على الأقل، قد يبدو للكثير من الجديديين-وهذا من حقهم- أن الاحتجاج الزائد عن اللزوم للعميد الدكالي الذي كلفه الطرد الذي اغضب عددا من أنصار "المهيبيلة" في مباراة الفتح الرباطي لا مبرر له وكان من الممكن تفاديه بقليل من الرزانة والتعقل، خاصة وأن فريقه كان متفوقا عدديا على منافسه الرباطي، وكان يسعى جاهدا لاستثمار هذا الامتياز لخطف أول انتصار له هذا الموسم يبعده عن لهيب أسفل الترتيب، لكن الممتبع للمسار الرياضي لقرناص، سيلتمس له العذر عن تصرفه غير المقبول في مباراتي تطوان والفتح، وهو الذي لم يستفيد من فترة راحة بعد نهاية بطولة الموسم المنصرم لالتزامه بمعسكرات المنتخب الوطني المغربي للمحليين، ومن تمة يشعر بعياء ذهني وإجهاد بذني غير مسبوقين، ناهيك عن الضغط الذي يمر منه كقائد وعميد الدفاع جراء أزمة النتائج السلبية التي تقض مضجع فريقه داخل البطولة الحالية، كلها عوامل أفقدت المهدي قرناص تركيزه، سواء في تدخلاته أو تعامله مع الحكام، علما أنه مشهود له بالاستقامة ودماثة الأخلاق. لذلك، أقترح على مسؤولي الدفاع الذين عاقبوا قرناص لاخلاله بالنظام الداخلي للنادي، أن يأخذوا بعين الإعتبار كل العوامل السالفة الذكر، ويبرمجوا له حصصا خاصة للإعداد الذهني حتى لايصبح مدمنا على تلقي البطائق الحمراء ويحافظ على هدوئه داخل رقعة الملعب مستقبلا.