• هل تواصل الأندية التقليدية سيطرتها على البوديوم؟
أيام قليلة ويرفع الستار على "البطولة الإحترافية إنوي" في نسختها العاشرة، أي أننا نقترب من العقد لأول، لهذا المولود الذي مر عليه تسع سنوات، من التغييرات والإمتحانات الصعبة، والتي راهنت عليها الجامعة الملكية لكرة القدم، من أجل نقل الممارسة من الهواية إلى الإحتراف، والأكيد أن النسخة العاشرة تعد بالشيء الكثير من جميع المستويات، خاصة مع التحولات التي عرفتها البطولة، والتي يسعى من خلالها أصحاب الفرار، المضي قدما نحو تطويرها مع الإستمرار في إنجاز الأوراش المتبقية أو استكمال ما بدأ من مشاريع.
• سنوات الإحتراف
لا شك أن المواسم لا تتشابه، منذ أن دخلت البطولة الوطنية عهد الإحتراف في أول موسم 2011ــ2012، ولأن بداية كل مولود تكون نوعا ما صعبا، فقد كان لزاما على المسؤولين وهو يضعون أسس الإحترف وكذا دفتر التحملات، أن يكون هناك نوع من التساهل في الإلتزام ببنود العهد الجديد من الإحتراف، من أجل الحصول وقتها على رخصة الإحتراف.
وكانت الأندية معنية بمواكبة هذا التطور للوصول للأهداف المرسومة، يوضع أرضية مناسبة للممارسة، من خلال الأسس التي كانت تضعها الجامعة وتتطور مع انصرام المواسم، كإلزام كل فريق أن يتوفر على مبلغ 9 ملايين سنتيم كحد أدنى في ميزانيته السنوية، والتوفر على مراكز التكوين وتقنين عقود اللاعبين والمدربين، وغيرها من الشروط التي كانت تتطور من موسم لآخر، إلى حين الوصول للمستوى الذي بلغته البطولة من تطور وتغييرات مهمة.
• لوك جديد
أعطت الجامعة الإنطباع من خلال توصياتها الجديدة أننا سنعيش في هذه النسخة تحولا كبيرا في المنافسة، وكل المتمنيات أن يكون لهذه الإضافات الحديثة، تأثير إيجابي كما هو منتظر على المستوى التقني للأندية، ولا أدل على ذلك تغيير لوغو البطولة، الذي يعكس رغبة المسؤولين، لتحقيق انطلاقة أخرى في المنافسة.
مجموعة من النقاط ستكون من دون شك تداعياتها إيجابية على المستوى التقني والتنظيمي، خاصة البرمجة التي شكلت أرقا للمسؤولين، ولعل أهمها، عند إلزام الأندية بالمشاركة في منافسة واحدة، الشيء الذي سيضمن سيرا عاديا للبطولة الإحترافية إنوي، ثم القضاء على التحايل التي كانت تنهجه الأندية على مستوى التعاقد مع مدرب سبق أن درب فريقا في نفس الموسم، ويتم تسجيله في تجربته الثانية كمشرف عام على الورق ومدرب في الأصل، علما أنه هناك اتجاها للرفع من منحة الفريق الفائز بالبطولة.
• دروس "كورونا"
مؤكد أن بداية النسخة الحالية ستجرى مجددا تحت وطأة فيروس كورونا، الذي فعل فعلته في بطولة الموسم الماضي، وكان له تأثير كبير على المجرى العادي للبطولة، وبعثر بشكل كبير البرمجة، من خلال كثرة التأجيلات والصعوبات التي وجدها القائمون على البطولة، فكان لا بد أن تكون هناك تضحيات وصبر وإرادة، من أجل مواجهة الفيروس.
بطولة هذه النسخة ستبدأ ينوع من الضغط الخفيف مقارنة بالموسم الماضي، لأن الكل قد استخلص الدروس والعبر، وإن لم نقل الخبرات والتجارب، لمواجهة الفيروس، سواء على مستوى الاحترازات الصحية أو السير العادي للبطولة، خاصة مع استمرار التوصيات الصحية، في انتظار فرج التغلب عليها كاملا وعودة المنافسة بشكلها الطبيعي.
• الأندية التقليدية
كالعادة ستكون الأندية التقليدية التي عودتنا للمنافسة على البطولة في الواجهة، ويبقى على رأس هذه الأندية الوداد والرجاء، اللذان تنافسا على الدرع في النسخة الأخيرة إلى آخر رمق، قبل أن يحسمه الرجاء.
ومن خلال تحرك الرجاء والوداد، يظهر أن الصراع سيشتد مجددا في هذه النسخة بينهما، حيث أكدا نواياهما كالعادة، وإن كان حضورهما لن يكون غريبا، بعد أن وقعا على موسم جيد محليا وإفريقيا، الشيء الذي يؤكد أنهما لن يتنازلا عن المنافسة على اللقب..
وقد تنضاف إلى الرجاء والوداد أندية أخرى، تراهن على التألق، كالنهضة البركانية والفتح والجيش والدفاع الجديدي ومولودية وجدة، ومؤكد أن المنافسة بين هذه الأندية ستكون قوية وضارية، إيمانا منها أن المفاجآت تبقى واردة في بعض المواسم، خاصة عندما يتعلق الأمر ببطولة تعد بالشيء الكثير، مثل التي ننتظرها.
• من هنا يمر الدرع
الموسم الحالي سيتميز بدخول فريق ويطل قاري أجواء المنافسة على درع البطولة، ذلك أن نهضة بركان يبقى الفريق الوحيد في هذه النسخة الذي سيدخل وهو متوج بكأس مهمة تتمثل في الكونفدرالية الإفريقية، وهي خطوة تميزه عن باقي الأندية.
والأكيد أن نهضة بركان وبعد أن نجح في تحقيق لقب لطالما انتظره، حيث كان أشبه بالحلم، سيركز مستقبلا على درع البطولة، الذي ما زال ينقص خزانته، لذلك يتوقع أن يكون نهضة بركان واحدا من أقوى المرشحين للفوز باللقب، خاصة أنه خامر تجارب مهمة وينتظر تحقيقه بكل شوق، ناهيك أن الفوز بكأس الكونفدرالية سيفتح شهيته أكثر، من أجل التتويج لأول مرة بدرع البطولة.
• طموحات مشروعة
ستتسلح بعض الأندية بالحماس والإرادة، وقد تلعب دور الحصان الأسود، مكسرة بذلك تقليد الأندية التي تعودنا منها، أن تلعب أدوارا طلائعية في المواسم الأخيرة.
ومن هذه الأندية التي قد ننتظر منها الكثير، الصاعدان الجديدان شباب المحمدية والمغرب الفاسي، اللذان أكدا نواياهما مبكرا من خلال الانتدابات الوازنة التي قاما بها، والسيولة المالية المرصودة، والتي سمحت لهما بالإستعداد جيدا.
التحولات التي قاما بها والحماس الذي ينتابهما، قد يساعدان هذين الفريقين على خلق مفاجأة جميلة في البطولة، ولما لا إحراج أقطاب لكرة المغربية.
الترقب سيسود أيضا عودة بعض الأندية للواجهة، كالجيش الذي يراهن في موسم التغيير الثاني لتلميع صورته، إلى جانب اتحاد طنجة بمدربه الجديد/ القديم ادريس المرابط، خاصة أنه من الأندية التي تنفجر كالبركان، وتستعيد قوتها بسرعة.